أ.د/ محمد الشحات الجندي :
يشيد بجهود معالي وزير الأوقاف للارتقاء بالخطاب الديني
داخل المجتمع المصري وخارجه
ويؤكد :
الأسرة محاصرة بين خطاب التشدد وخطاب التفريط والفتاوى الشاذة
والفكر الوسطي الرشيد حائط صدّ لكل الرياح العاتية التي تواجه المجتمعات
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة واصل المعسكر التدريبي للأئمة بمحافظة السويس فعالياته لليوم الثاني حيث عقدت صباح يوم الخميس الموافق 19 / 10/ 2017م المحاضرة الثانية تحت عنوان ” التحديات التي تواجهها الأسرة المسلمة في العصر الحاضر ” والذي حاضر فيها أ.د/ محمد الشحات الجندي الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية ، بحضور فضيلة الدكتور / إبراهيم جمعة – وكيل وزارة الأوقاف بالسويس , والدكتور / ماهر جبر – المشرف الفني على المعسكر ، والشيخ / عبد الفتاح عبد القادر جمعة – مسئول الاتصال الإعلامي للمديريات بوزارة الأوقاف .
وفي بداية اللقاء أشاد فضيلة أ.د/ محمد الشحات الجندي الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالجهود الحقيقية التي يبذلها معالي وزير الأوقاف/ أ.د/ محمد مختار جمعة خاصة في الجانب الفكري والتثقيفي الذى له ثماره القريبة في الارتقاء بالمستوى العلمي للأئمة ورفع الوعي المجتمعي في مصر عن طريق أئمة المساجد فيما يتعلق بالقضايا التي أثارها أصحاب الأيدلوجيات بين دعاوى التشدد والغلو ودعاوى الخروج على الثوابت والذوق العام والتي كانت سببا في تفكك المجتمع .
وأكد فضيلته أن الأسرة هي حائط صد لكل الرياح العاتية التي تواجه المجتمعات ، فهي تتعرض لتحديات عدة ، ومعاول هدم كثيرة ؛ لذا يجب على الدعاة أن يهبوا للدفاع عنها لأن ما يميز المجتمع المسلم عن غيره هو هذا الكيان الذي إن دبَّ إليه الخلل كان نذير هلاك للمجتمع .
كما أشار فضيلته إلى أن الأسرة المسلمة محاصرة بتيارين ، أحدهما : التيار المتشدد ، والآخر : التيار المستحل للحرمات , والخروج على الثوابت والقيم الأخلاقية الراسخة ولا يتأتى الخروج من ذلك الحصار إلا بتحمل المسئولية في الرعاية التي سيسأل عنها الإنسان أمام الله (عز وجل) .
كما نبه فضيلته أن الدين مظلة يجب أن تحتمي تحت ظلاله الأسرة المسلمة ، ولم توجد قضية فصلت في كتاب الله تعالى كقضية الأسرة وتنظيم ذلك الكيان بما يحفظ عليه تماسكه ، ومن جملة التحديات التي تواجه الأسرة الفتاوى الشاذة التي تدعو للشذوذ والتحرر الذي يصدر الفضيلة على أنها تراجع وتخلف والرزيلة على أنها رقي وتقدم .
وكذلك من جملة التحديات : الانفتاح على العالم وتعدد الوسائل فى نقل الأعراف والسلوكيات التى منها مالا يتوافق مع القيم والأخلاق الإسلامية ، والتي يجب على أن تتحمل الأسرة والمجتمع ودعاته مسئوليتهم في الوصول للاستخدام الأمثل لوسائل الاتصال الحديثة بما يحفظ على الأسرة دينها وقيمها الأخلاقية.
وكذلك من التحديات التى تواجه الأسرة زواج القاصرات ، فهو من القضايا التي لم يرد فيها نص قاطع , لا من صريح القرآن ولا من صحيح السنة بتحديد سن معين للزواج ، ولا شك أن الزواج مسئولية كبيرة , وميثاق غليظ , شرعه الإسلام ليسكن كل من الزوجين إلى بعضهما البعض في مودة ورحمة , كما قال ربنا سبحانه : ” وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” , فلابد من التأكد من أن كلا من الرجل والمرأة في سن قادر على تحمل أعباء وتبعات هذه العلاقة الزوجية وقد نظم العرف هذه العلاقة وسن القانون تشريعا بتحديد سن معين للزواج فلا يجوز بحال الخروج على القانون ومن يتجاوز يعد آثما بمقايس الشريعة ويجب أن يعاقب بمقياس القانون.
وفى نهاية المحاضرة وجه فضيلته السادة المشاركين في المعسكر أن عليهم مسئولية كبيرة تجاه بتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة بعد إجراء مسح شامل لتلك المفاهيم السائدة على الساحة ومعالجتها بمنهج منضبط يقدم من خلاله الدين بلغة العصر دون الخروج عن الثوابت في ظل المقاصد الشرعية للشرع الحنيف.
ثم اختتم سيادته اللقاء بالحوار وإتاحة الفرصة للسادة المشاركين بالمعسكر للمناقشة حول أهم القضايا والمشكلات الأسرية التي تواجههم في عملهم الدعوي وبما يمكنهم من أداء رسالتهم على الوجه الأكمل .
وفي نهاية اليوم نظمت إدارة المعسكر رحلة ترفيهية لمدينة السويس وزيارة عدة معالم بها .