جمع المصحف في عهدي أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما)
تأصيل لمراعاة فقه المتغيرات
المرأة المصرية عضو فاعل في المجتمع يستطيع القيام بالمهام الصعبة
شارك مساء أمس الأحد الموافق 20 / 8 / 2017 م معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة في احتفالية وزارة الثقافة ممثلة في دار الكتب والوثائق القومية بالانتهاء من ترميم مصحف سيدنا عثمان (رضي الله عنه) ، وذلك بحضور معالي وزير الثقافة الأستاذ / حلمي النمنم ، والدكتور / أحمد الشوكي رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، وعدد من السادة السفراء والإعلاميين.
وفي بداية كلمته قدم معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة بالغ شكره لمعالي وزير الثقافة الأستاذ/ حلمي النمنم ، والدكتور/ أحمد الشوكي ، وفريق العمل الذي قام بهذا الإنجاز العظيم ، مرحبًا بفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، شاكرًا حضوره المشرف لهذا الحفل ، كما رحب بالسادة السفراء والإعلاميين وجميع الحضور .
وقد أشار معاليه إلى اهتمام كبار الصحابة بالمحافظة على القرآن الكريم ، وعلى مبلغ ثقة أبي بكر وعمر بزيد بن ثابت (رضي الله عنهم جميعًا) ، موضحًا أنه عندما عزم سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) على جمع المصحف أمر سيدنا زيد بن ثابت بكتابته ، فقال سيدنا زيد: ” فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن ” ، ثم قال سيدنا زيد : كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قال: هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر (رضي الله عنه) يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) ، فتتبعت القرآن أجمعه من الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وصدور الرجال ، وفي جمع القرآن الكريم أكد معالي الوزير أن جمع المصحف في عهدي أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) تأصيل لمراعاة فقه المتغيرات.
كما أكد معاليه أن البعض يفهم تعاليم الإسلام فهما خاطئا فيبدع الناس أو يكفرهم نتيجة للفهم الخاطئ ، وأهل العلم على أن البدعة كل شيء لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع وجود المقتضى الدافع وانتفاء المانع ، فالمصحف لم يجمع في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) وجمع بعده حين اقتضت الحاجة ذلك ، وهو ما يؤكد أهمية مراعاة فقه المتغيرات والمستجدات وعدم الجمود في التفكير أو ضيق الأفق من الاجتهاد بما تقتضيه الضرورة وفقه الواقع .
وفي ختام كلمته قدم معاليه الشكر لفريق العمل ، موضحًا أننا ينبغي أن نقرا القرآن الكريم بتدبر وفهم لمعانيه ومقاصده ، متمنيا لمصرنا الحبيبة أن تبقى دائما في موقع الريادة ، وأن يديم الله عليها نعمة الأمن والأمان.