*:*الأخبار

وزير الأوقاف في احتفالات الوزارة بانتصار المسلمين بغزوة بدر الكبرى يؤكد:
الإذن بالقتال في الإسلام
محصور في رد الاعتداء ودفع الظلم

برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة احتفلت وزارة الأوقاف أمس الأحد الموافق 11 / 6 / 2017م بذكرى انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف ، بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) ، وقد حضر الحفل أ. د/ أحمد علي عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وفضيلة الشيخ/ خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة ، و د/ محمد عزت منسق الملتقى ، ولفيف من القيادات الدعوية والشعبية.

وفي حديثه أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أننا يجب أن نستلهم الدروس والعبر من سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) , ومنها غزوة بدر الكبرى ، فهي أول غزوة في تاريخ الإسلام، فإننا يجب أن نقف عند عظات وعبر وأحكام شديدة الأهمية ، ومن أهمها بيان أن الإذن بالقتال في الإسلام محصور في رد الاعتداء ودفع الظلم ، ولم يؤذن لهم بالقتال حتى دفاعا عن أنفسهم حتى هاجروا إلى المدينة وصار لهم دولة ووطن يدافعون عنهما .

وفي سياق متصل أوضح معاليه أننا عندما نقرأ قول الله تعالى: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } نجد بداية أن القرآن الكريم لم يعبر بقوله: أَذِن الله ، ولكن قال: (أُذن) بالبناء للمجهول ، ولم يقل أذن للمؤمنين ، ولا أذن للمسلمين ، ولا للذين يُؤذَون ، وإنما جعل علة الإذن : {أذن للذين يقاتلون } لحكمة جليلة ، وهي : أن الجهاد شرع لدفع الظلم وردِّ اعتداء المعتدي ، مشيرًا إلى أن القادة من الخلفاء الراشدين والصحابة قد فهموا هذا المعنى ، فكانوا يوصون قادة جيوشهم ألا يبدأوا العدو بالقتال ، حتى تكون المبادأة من العدو أولا ، لأن الإذن جاء لمن يقاتَلون ، لا لمن يُؤذَوْن ، حتى يكون  العدو هو المعتدي ابتداء ، ثم يردون عليه ظلمه واعتداءه عليهم ، وبعد ذلك تأتي البشرى من الله (عز وجل) حيث ختم الآية بقوله : {وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }، إذن فالجهاد القتالي شرع للدفاع عن النفس والوطن ، وبعد اعتداء العدو ، والمقاتلة من العدو ، وأن تكون هذه المقاتلة منه ظلما وافتراء.

وفي غزوة بدر حينما علم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمقدم  قريش بسادتها وشبابها وعبيدها ورجالها ونسائها على قلب رجل واحد يحادون الله ورسوله ، جمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه من المهاجرين والأنصار ، وقال : ” أشيروا عليَّ أيها الناس” ، فقام سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) فتكلم وأحسن ، ثم قام سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فتكلم وأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: ” يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيرا ودعا له.

وهؤلاء الصحابة الثلاثة كانوا من المهاجرين، فأحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يعرف رأي قادة الأنصار ، لأن نصوص بيعة العقبة لم تكن تلزمهم بالقتال خارج المدينة ، فقال (صلى الله عليه وسلم) بعد سماع كلام هؤلاء الصحابة الثلاثة : «أشيروا عليّ أيها الناس» وإنما يريد الأنصار، وفطن إلى ذلك قائد الأنصار وحامل لوائهم سيدنا سعد بن معاذ (رضي الله عنه)، فقال: والله، لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : أجل. قال يا رسول الله : قد آمنا بك فصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت ، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوا غدا، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله ، فَسُرَّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ثُمَّ قَالَ : (سِيرُوا وَأَبْشِرُوا , فَإِنَّ اللهَ – عز وجل – قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَاللهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ الْآنَ مَصَارِعَ الْقَوْمِ) .

ولذلك جاءت البشرى لسيدنا سعد بن معاذ (رضي الله عنه) عند وفاته في قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ).

وفي ختام كلمته أكد معاليه على قوة الإيمان ، واليقين والوطنية ، عندما يكون الاعتداء على الدين ، أو النفس ، أو العرض ، أو الوطن ، وهذا هو القتال الدفاعي ، داعيا لمصر وأهلها بالأمن والأمان ، والسخاء والرخاء.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى