*:*الأخبار

في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين

معالي وزير الموارد المائية والري:

بالترشيد والتنقية والتوعية والتنمية نتصدى لمشكلة المياه في مصر

وثروة مصر دائما في عقول أبنائها

هناك سلبيات تؤدي إلى الإهدار في استهلاك المياه

ويجب أن تتضافر الجهود من الجميع لأجل القضاء عليها

ضرورة عمل مؤتمرات وندوات مثل هذا الملتقى للتوعية بحجم المشكلة

  سن تشريعات جديدة في شأن استخدام المياه ، ومعاقبة المتعدي في استخدامها

عميد كلية أصول الدين السابق:

الماء أصل وجود الخلق

وهو العامل الرئيس في بقاء أي حي على ظهر الأرض

الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية:

الماء نعمة من أعظم النعم الإلهية

وهو أصل الحياة ، وعنصر التطهير

ضرورة المحافظة على المياه بترشيدها وعدم تلوثها

برعاية كريمة من معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وترسيخا لمبادئ المواطنة وغرسا لروح الولاء ، أقيمت الحلقة الحادية عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف ، مساء يوم الجمعة 9 / 6 / 2017م بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان : ” نعمة الماء وترشيد استهلاكها ، وحاضر فيها : معالي الدكتور/ محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري ، و أ.د/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق ، بحضور فضيلة الدكتور / حسني أبو حبيب وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، و د/ محمد عزت منسق الملتقى ، ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من المشاهدين والسادة الإعلاميين. وأدار اللقاء أ.د/ أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

وقد استهل اللقاء أ.د/ أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ،  مؤكدًا أننا في هذا الملتقى المبارك حريصون على تنوع موضوعاته في شتى مجالات الحياة التي تهم جميع أطياف المجتمع المصري ، واننا نستضيف نخبة من العلماء والمسئولين ليفيد منهم المشاهد الكريم ، وأضاف سيادته أننا بحاجة ماسة إلى التوعية بالمحافظة على المياه بترشيدها وعدم تلوثها خاصة بعدما طفت على السطح في الفترة الأخيرة منازعات بين الدول على نسبة حصصها في المياه.

كما أكد سيادته أن الماء نعمة من أعظم النعم الإلهية ، فهو أصل الحياة ، وعنصر التطهير ، قال سبحانه : {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال (عز وجل) :{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}، مشيرًا إلى ضرورة  الحفاظ على هذه النعمة وترشيد استهلاكها ، وعدم الإسراف فيها.

وفي كلمته أكد معالي الدكتور/ محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري أننا نواجه مشكلة حقيقية في تدبير موارد المياه في مصر على إثر الزيادة السكانية المطردة مع ثبات حصتنا من المياه ، وأضاف معاليه أننا نستهلك 114 مليار متر مكعب سنويا من المياه ، وحصتنا من نهر النيل 60 مليار متر مكعب سنويا  ، فعندنا عجز 54 مليار متر مكعب، مشيرا إلى أننا نستورد محاصيل زراعية قيمتها 34 مليار متر مكعب لو زرعناها ،  ونقوم بإعادة استخدام 20 مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحي والزراعي ، منبها معاليه إلى أن هذه المشكلة وهذا العجز سيتفاقم في المستقبل عندما يبلغ سكان مصر 160 مليون نسمة عام 2050 و 300 مليون عام 2100 .

كما أكد معاليه أن هناك سلبيات تؤدي إلى الإهدار في استهلاك المياه سواء أكانت مياه شرب ، أم ري زراعي ، ومن ثم فيجب أن تتضافر الجهود من الجميع مؤسسات ومواطنين لأجل القضاء عليها.

وأوضح معاليه أن الحكومة قد وضعت استراتيجية لمواجهة مشكلة المياه في الفترة من 2017 وحتى 2037 تتكاتف فيها جميع الوزارات المعنية بمشكلة المياه ، وقد رصدت لها ميزانية 900 مليار جنيه ، تقوم هذه الاستراتيجية على أربع تائات ( 4 ت ).

التاء الأولى: الترشيد وذلك بأن يكون عندنا وعي في استخدام المياه في الشرب والزراعة وتطوير أساليب الري وطرق نقله ، وكذلك بعمل أبحاث زراعية تقلل مدد مكث المحاصيل في التربة ، مما يوفر في مياه الري ، أو استخلاص سلالات تقاوم الجفاف ولا تحتاج لكميات كبيرة من المياه .

التاء الثانية: التنقية ، فلابد من تنقية المياه ، وذلك بمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي وهذا يحتاج لمليارات الجنيهات.

التاء الثالثة : التنمية ، وذلك بأن ننمي موارد المياه بتحلية مياه البحر ، وإقامة السدود لتعظيم الاستفادة من مياه الأمطار ، وتقليل فواقد نظام الري ، وتطوير أسلوب نقل المياه المستخدمة في الزراعة .

التاء الرابعة : التوعية ، وذلك بعمل مؤتمرات وندوات مثل هذه الندوة ليكون عندنا وعي بحجم المشكلة ، وأننا جميعا شركاء في حلها ، وذلك بسن تشريعات جديدة في شأن استخدام المياه ، ومعاقبة المتعدي في استخدامها ، مشيرا معاليه إلى أن وسائل الإعلام لها دور كبير في هذا الجانب ، كما أن كل فرد في المجتمع له دور في حل مشكلة المياه وفي القضاء على سلبيات استخدامها.

وفي ختام كلمته قال معاليه إننا ينبغي أن نخاف من حجم المشكلة وأن نتفاءل لوجود الكفاءات التي تضع الحلول لها ، فثروة مصر دائما في عقول أهلها.

ومن جانبه أكد أ.د/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق بالقاهرة أن قضية المياه من القضايا التي اهتم بها القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية المطهرة ، مشيرًا إلى أنه سيتناول الموضوع من خلال عنوان “دورة الماء العذب بين الأرض والسماء مع وجوب شكر المنعم على هذه النعمة ” ، موضحا أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه خلق الماء قبل أن يخلق الأرض والسماء ، لأنه بعلمه القديم علم أن الحياة متوقفة على وجود الماء ، فإن لم يوجد ماء فلا وجود للحياة ، فقد قال سبحانه وتعالى : ” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا “.

وأضاف سيادته أن الله (عز وجل) حين خلق الأرض جعل ثلثي مساحتها ممتلئة بالماء المالح الذي لا يصلح للشرب ولا للزرع ، ذلك ليكون الماء المالح بمثابة خزان المياه الذي يبقى للبشرية محفوظًا بالملح ، لأن الماء العذب يفسد بالمكث الطويل ، ثم يتجلى فضل الله تعالى علينا من خلال عملية استخراج الماء العذب من هذا الملح الأجاج عن طريق عملية التبخير بتسليط الشمس عليه ، ورفعه إلى السحاب وسوقه حيث أراد (جل وعلا) فيحي به الأرض الميتة ، فينزله على من يشاء ويصرفه عمن يشاء بحوله وقدرته .

كما أوضح سيادته أن الحق سبحانه وتعالى أخبرنا أن كل الكائنات الحية بلا استثناء إنما حياتها من الماء وبالماء قال تعالى:{ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ }، { وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ } ، فإذا كان الماء أصل وجود الخلق فهو العامل الرئيسي في بقاء أي حي على ظهر الأرض ، قال تعالى : {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ } ، مشيرا إلى أن الله (عز وجل) يذكرنا دائما بنعمتين في القرآن الكريم ، هما : نعمة الماء ، ونعمة الطعام ، يقول سبحانه: { فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا}، ويحذرنا دائما من الإسراف فيها  ، قال تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }، ولهذا ينبغي علينا أن نحافظ على كل قطرة ماء ، لأنها نعمة تستوجب الشكر والصيانة ، وهذا من فروض الأعيان بالنسبة لنا .

كما أشار سيادته إلى أن القرآن الكريم تحدث عن نهر النيل ، ولا يعني عدم ذكر الاسم صراحة عدم وجوده في القرآن ، فالسياق يدل على المعنى المراد ، قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }، وقال على لسان فرعون حيث كان يتباهى بنهر النيل : { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }، وكذلك السنة النبوية تخبرنا بقيمة نهر النيل وتبشرنا ببقائه ، فعندما عرج برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكشف له الله (عز وجل) له كثيرا من أسرار الملكوت تحدث عن نهرين هما نهر النيل ، ونهر الفرات ، وقال عنهما : ( إنهما من أنهار الجنة ) ، وهذا الخبر يحمل دلالات عدة ، منها : أنه لن ينضب ولن يجف بفضل الله تعالى إلى قيام الساعة ، لأن نعيم الجنة لا ينقطع . وكما أن الجنة لا لغو فيها ولا تأثيم كان من الواجب علينا شرعا ألا نسيء في التعامل مع النهر ، وأن نشكر الله (عز وجل ) على هذه النعمة بالحفاظ عليها والصيانة لها ، مشددًا سيادته على إجرام من لوث مياهه.

وفي ختام كلمته أكد سيادته على أن كل من بنى مسجدا على حافة النيل أو الترع ثم وجه صرفه إلى النيل أو الترع فهو آثم ، فدرأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة والضرر يزال .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى