*:*الأخبار

في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين

أ.د/محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر :

الأخلاق أساس الرسالة الإسلامية

العبادة غايتها حسن الخلق

الأستاذ/  جلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة دار التحرير السابق :

الأخلاق أساس ميثاق الشرف الإعلامي

وسوء الخلق يدمر الأمم ويؤخر مسيرتها

  برعاية كريمة من معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وترسيخا لمبادئ المواطنة وغرسا لروح الولاء ، أقيمت الحلقة السابعة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف ، مساء يوم الأحد 4 / 6 / 2017م بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان: ” الأخلاق وأثرها في بناء الفرد والمجتمع ”  وحاضر فيها : أ.د/ محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر ، والأستاذ/ جلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير للطباعة والنشر السابق ، بحضور  أ.د/ أ.د/ عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية  ، و د / محمد عزت منسق الملتقى ، ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة، وجمع غفير من المشاهدين والسادة الإعلاميين.

  وفي بداية اللقاء رحب أ.د/ عبدالله النجار بالسادة الحضور ، مشيدًا بدور وزارة الأوقاف في تجديد الخطاب الديني والنهوض بالدعوة ، مثمنا دور معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة لعودة ملتقى الفكر الإسلامي في رحاب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه).

  وفي حديثه عن الأخلاق أشار فضيلته إلى أن أساس هذا الدين العظيم هو مكارم الأخلاق ومحاسنها ، فما من كتاب دعا إلى مكارم الأخلاق مع كل الناس مثل القرآن الكريم ، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) الذي تنزل عليه القرآن كان أنموذجًا عمليًّا في امتثال الأخلاق القرآنية ، فقد كان أجمع الخَلْق خُلُقًا ، لأنه كان أجمعهم للقرآن تطبيقًا وامتثالاً ، كما ورد في حديث السيدة عائشة (رضي الله عنها) حين سألها  هشام بن عامرٍ (رضي الله عنهما) قال : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَتْ: (أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟) قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: (فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ الْقُرْآنَ).

  وفي كلمته أكد أ.د/محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر أن الأخلاق أساس الرسالة الإسلامية ، فالحق سبحانه وتعالى بعث نبيه (صلى الله عليه وسلم) ليتمم مكارم الأخلاق ، فكانت تفصيلا لما جاء في القرآن الكريم ،  وكانت تعبيرا عن معدنه وأصله الطيب ، وقد شهد له أعداؤه قبل أحبابه بحسن الخلق وعظيمها،  فكان يسمى قبل بعثته بالصادق الأمين .

 كما أكد فضيلته أن الإسلام دين التحلي بمكارم الأخلاق ، فقد دعانا القرآن الكريم في كثير من آياته إلى مكارم الأخلاق ومحاسن العادات ، ومن ذلك قوله سبحانه – آمرًا رسوله (صلى الله عليه وسلم)-:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وقوله تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، وقوله تعالى:{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاس وَمَنْ يَفْــعَـلْ ذَلِكَ ابْتِغَــاءَ مَرْضَـاتِ اللَّهِ فَسَــوْفَ نُؤْتِيــهِ أَجْـــرًا عَظِيمًا}.

  وأضاف فضيلته أن من تأمل آيات القرآن الكريم ، ودقق النظر فيها ظهرت له آيات كثيرة تدعو  إلى مكارم الأخلاق ، ووجوب التحلِّي بها ، وما ذلك إلا لكون الأخلاق ميزانًا شرعيًّا يهذِّب الإنسان ، ويرقى به إلى مدارج الكمال ، فمنه نتعلم الرحمة، والصدق، والعدل، والسماحة، والأمانة، والوفاء بالعهد ، والكرم ، والإيثار ، والحياء ، والشجاعة ، والتواضع ، والعدل ، والإحسان، وقضاء حوائج الناس ، وغض البصر ، وكف الأذى ، وتوقير الكبير ، وطلاقة الوجه وطيب الكلام ، وحسن الظَّن ، ومُراعاة مشاعر الآخرين ، وغير ذلك من الأخلاق التي بها صلاح البلاد والعباد ، ومن ثمَّ يجب على المسلم أن يتحلى بها، ففي ذلك سعادته في الدنيا والآخرة.

  وأشار فضيلته إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ربَّى أصحابه على الأخلاق الحميدة ونشرها ، مبينا لهم أن حسن الخلق يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة ، ويثقل موازينه يوم القيامة ، ويبلغ به درجة الأنبياء والصديقين ، فالإسلام ليس مقتصرًا على العبادات فحسب بل إن العبادة غايتها حسن الخلق ، فالزكاة تطهر النفس والمال، والصوم يجعل الإنسان يشعر بألم غيره من الفقراء والمحتاجين ، والحج تجرد من متع الحياة ، وهذا يتجلى في المناسك ، فالعبادة لا قيمة لها بدون أخلاق ، داعيا إلى نشر رسالة المحبة والسلام بين أبناء الوطن ونبذ العنف والتطرف والكراهية والإرهاب ،  فليست من الإسلام في شيء وهو منها براء.

  ومن جانبه أكد الأستاذ / جلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير للطباعة والنشر السابق أن الأخلاق لب الدين وغاية الرسالة الإسلامية ،  محذرا من سوء الخلق فهو يهلك صاحبه ويؤخر مسيرة المجتمع ونهضته، مبينا أن أسوأ الأخلاق يكمن في ثلاث أخلاق ذميمة : في الكبر وبه عصى إبليس ربه وطرد من رحمته ، وفي الحسد فبه يقتل الأخ أخاه ، وفي الظلم فبه تضيع الحقوق وينعدم العدل بين أفراد المجتمع.

  كما أوضح سيادته أهمية الأخلاق في تناول الأخبار فهي أساس ميثاق الشرف الإعلامي ، داعيا إلى تحري الصدق والدقة في تناول الخبر ، محذرا من الكذب ونشر الجهل وتأخر الوعي ؛ لأن الإعلام أصبح مستباحا على وسائل التواصل ، ويتحكم في العقول والقلوب ، مناديا بالتراحم والتواد بين أفراد المجتمع.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى