:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

ملتقى القيم والأخلاق والمواطنة
يناقش موضوع ” ثقافة العمل”

د. شريف عبد العظيم:

القوة النافعة هي مناط التفاضل بين الناس

قيمة كل إنسان بقدر ما يحسنه من عمل لنفع الناس والمجتمع

  د. محمد سمير:

النظرة المجتمعية الخاطئة للتعليم الفني أدت إلى عزوف الشباب عنه

ويجب ربط التعليم بسوق العمل  

الشيخ يسري عزام:

العمل في الإسلام عبادة والسعي على الأرزاق طاعة

العمل الصالح يشمل العمل الأخروي والدنيوي   

ومن الخطأ قصره على العمل الأخروي وحده

في إطار التعاون المستمر والمثمر بين وزارة الأوقاف ووزارة الشباب والرياضة , والهيئة الوطنية للإعلام ، من أجل الإسهام في تصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الفكر المتطرف واصل “ملتقى القيم والأخلاق والمواطنة” بمركز التعليم المدني بالجزيرة اليوم السبت 8 رمضان عام 1438هـ الموافق 3/6/2017م عطاءه العلمي والتثقيفي من خلال حلقته السابعة التي ناقشت موضوع ” ثقافة العمل” والتي حاضر فيها: د/ شريف صلاح الدين عبد العظيم استشاري التدريب والتطوير ، و د/ محمد سمير معاون وزير التجارة والصناعة سابقا وخبير التعليم الفني ، والشيخ / يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين ، بحضور الشيخ/ عبد الفتاح عبد القادر منسق الملتقى ، ولفيف من قيادات وزارة الشباب والرياضة ، وأئمة الأوقاف ، وعدد كبير من الشباب من مختلف محافظات الجمهورية , وقد قدم للحلقة الإعلامي الكبير أ/ علاء بسيوني .

وفي بداية كلمته أكد د/ شريف صلاح الدين عبد العظيم استشاري التدريب والتطوير أن مناط الخيرية لدي المسلم هو بقدر ما يحمل من قوة علمية، أو مالية ، أو عملية ، وأن قيمة كل إنسان بقدر ما يحسنه من عمل لنفع الناس والمجتمع ، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول : (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجِزْ ).

وأضاف سيادته أن الله (عز وجل) قسم عطاياه بين خلقه بالعدل ، فلم يخلق إنسانا بلا موهبة ، فكل شخص لديه ما يتميز به ويبدع فيه ، لكن المشكلة هي أن البعض لا يدرك أنه موهوب ، فبقدر ما يحسن الإنسان يكون قدره بين الناس والمجتمع ، يقول الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : ” قيمة كل امرئ ما يحسنه ” .

وفي سياق متصل أضاف سيادته أن أيَّ وظيفة لابد أن يتحقق فيها واحد من ثلاثة أضلاع على الأقل ، وهي : المال ، والخبرات ، والعلاقات ، موضحا أن الشاب ينبغي له أن يقبل على الوظيفة التي تحقق له الخبرات وإن كانت قليلة الأجر ، فبالخبرات يرتقي في حاضره ومستقبله.

ونبه سيادته على أن الاكتشاف المبكر للموهبة التي يتميز بها الإنسان يساعد على توجهه إلى العمل والوظيفة التي يبدع فيها ويرتقي بها ، وأن هناك أمورًا معينة على اكتشاف الموهبة لتعظم الاستفادة منها هي: سرعة التعلم ، فمن كان سريع التعلم في شيء معين فهو موهوب فيه.

والشغف بالشيء كذلك من دلائل الموهبة فيه ، وكذلك من دلائل الموهبة عدم الملل من الشيء الذي يمارسه الإنسان ، والقدرة على جذب اهتمام الآخرين من دلائل الموهبة . فالشيء الذي يلفت به الإنسان انتباه الآخرين هو مبدع فيه .

ومن جانبه أكد د. محمد سمير معاون وزير التجارة والصناعة سابقا وخبير التعليم الفني أن الثقافة المغلوطة للعمل هي مسئولية مشتركة بين المجتمع والشباب أنفسهم ، وأن النظرة المجتمعية الخاطئة للتعليم الفني أدت إلى عزوف الشباب عنه ، ودعا سيادته إلى ربط التعليم بسوق العمل ، فعندما نجلس مع الشباب نجد الآلاف يشكون من البطالة ، وكثير من المستثمرين يشكون من ندرة العامل المدرب المتقن لعمله ، فعندنا شباب تعلم في الجامعة مالا ينفعه في سوق العمل ، وعندنا سوق عمل لا يجد العامل الماهر المدرب ، ومن ثم فعلى الشاب أن يقبل على سوق العمل ليتدرب ويتعلم ما هو مطلوب فيه .

ومن ناحيته أكد فضيلة الشيخ / يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين أن الإسلام ينظر إلى العمل على أنه عبادة بشرط ألا يشغل عن العبادات الأصلية ، وأن الله (عز وجل) قد جمع للعامل المخلص المتقن خيري الدنيا والآخرة ، قال تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .

وأضاف فضيلته أن ما ورد من آيات فيها الأمر بالعمل الصالح يشمل العمل الأخروي والدنيوي ، مؤكدًا أنه من الخطأ قصره على العمل الأخروي وحده ، مشيرًا إلى أن الإسلام أمرنا أن نأخذ بالأسباب مع الإخلاص والتعلق بالله (عز وجل) فقد أمر ربنا السيدة مريم أن تهز بجزع النخلة بعد الولادة مباشرة ، وبها من التعب والألم ما الله به عليم ، ومع ذلك لم تأكل الرطب إلا بهز جزع النخلة وهو السبب ، فلابد من السعي المخلص الحثيث لعزة النفس ولرفعة الوطن وتقدم المجتمع.

كما أشار فضيلته إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة وبدأ في بناء المسجد ضرب أروع الأمثلة في العمل ، فأخذ يحمل الحجارة على ظهره والصحابة معه يحملون وهم يرتجزون .. لئن قعدنا والنبي يعمل*** لذاك منا العمل المضلل ، فالعمل واجب ما دمت قادر ًا.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى