*:*الأخبار

في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين

أ.د/ أحمد عجيبة:

  الأمم والشعوب تقاس قوتها بقوة ثقافتها وتنوعها

أ.د/ عبد الله النجار:

عودة ملتقى الأوقاف أحيا سنة مجالس الذكر

ولا يقبل في الثقافة القويمة أن يكون المسلم إمعة

الشيخ / محمد زكي الدين:

العمل بالقواسم المشتركة مع الآخر واجب الوقت

برعاية كريمة من معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وترسيخا لمبادئ المواطنة وغرسا لروح الولاء أقيمت الحلقة الرابعة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف ، مساء يوم الخميس 1 / 6 / 2017م بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان: ” أهمية الثقافة في بناء الوطن ” ، وحاضر فيها : أ.د/ أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية و أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الاسلامية ، ، وفضيلة الشيخ / محمد زكي الدين أمين مجمع البحوث الإسلامية سابقا ، بحضور د / محمد عزت منسق الملتقى، ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من المشاهدين والسادة الإعلاميين.

وفي بداية اللقاء رحب أ.د/ أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالسادة الضيوف والحاضرين من رواد الملتقى المبارك ، مشيرًا إلى أن موضوع الثقافة من الأهمية بمكان ، فقوة الأمم والشعوب تقاس قوتها بقوة ثقافتها وتنوعها.

وفي كلمته أكد أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الاسلامية أن هذا الملتقى فيه إحياء لسنة من أعظم السنن في هذه الأيام المباركة ألا وهي سنة مجالس العلم التي تحضرها الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده ، مشيرًا إلى أن الثقافة هي طريقة من طرق العلم الشعبي يثقف الإنسان فيها نفسه بنفسه ، وهي تعتمد على النظر في الكون وإعمال العقل ، فقد أوجب الله (عز وجل) على كل من أعطاه عقلا أن يعتبر بما يدور حوله من أحداث  ، قال تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وقال سبحانه: {فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ}.

كما أشار فضيلته إلى أن هناك ضوابط للثقافة حتى تؤتي ثمرتها المرجوة ولا تكون ثقافة هدامة ، من هذه الضوابط: ألا يكون المسلم إمعة ، بل يكون مستقل الرأي معملا لعقله الذي وهبه الله إياه ، فلا يطيع إلا في المعروف ، وقد نهانا رسولنا (صلى الله عليه وسلم) عن هذا المنحى في الثقافة حيث قال: (لا يكُنْ أحَدُكُمْ إِمّعَة ، يقول: أنا مع الناس ، إِن أحْسَنَ الناسُ أحسنتُ. وإن أساءوا أسأتُ ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسن الناسُ أن تُحْسِنُوا ، وإن أساءوا أن لا تظلِمُوا) ، ويقول الله (عز وجل) منكرا على الكافرين مسلكهم من أن يكون إمعة لعقول غيرهم في الباطل : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } .

ومن ضوابط الثقافة المثمرة أيضا : أن يتثبت مما فيها من أخبار ومعلومات ، فربما روج إشاعة دون تثبت كانت سببا في هلاك البلاد والعباد ، فقد وجه ربنا سبحانه وتعالى عباده المؤمنين إلى التثبت مما يأتيهم من أخبار ومعلومات ، فقال : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} ،ومن ضوابط الثقافة القويمة : إحياء الحس الوطني في الإنسان ، فالوطن هو وعاء للدين ولا يقوم دين الله إلا بوطن ، مضيفا أن الثقافة القويمة تحقق التواصل الإنساني مع من اختلف معنا في الدين أو العرق ، قال تعالى : { يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } .

ومن جانبه أكد فضيلة الشيخ/ محمد زكي الدين أمين مجمع البحوث الإسلامية سابقا على أنه ينبغي علينا أن نفجر طاقات الإنسان لتكون طريقا لنهضة ثقافية ربانية على منهج نبينا (صلى الله عليه وسلم) ، مشيرًا إلى أن خطابنا الديني في هذا الوقت يحتاج إلى ضبط الفكر في ضوء مفهوم أهل العلم الربانيين الثقات الذين قال الله تعالى فيهم:{ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}.

كما نبه فضيلته على أن الثقافة تظهر وتبين القواسم المشتركة التي تحتم علينا الانفتاح على الكون كله وليس الإنسان وحده ، وما أكثر تلك القواسم المشتركة بيننا وبين الآخر ، وقد أشار إليها القرآن الكريم بقوله : { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }، مشيرًا إلى أن ثقافة المجتمع المسلم قائمة على إقامة أمر الله عز وجل قال تعالى : { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى