*:*الأخبار

ملتقى القيم والأخلاق والمواطنة يناقش موضوع ” الانفلات الأخلاقي” ويؤكد:
الإنسان مفطور على الأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة
كل عبادات الإسلام تدعو إلى تهذيب الأخلاق
الانفصام بين النسك والسلوك هو أهم ما نواجهه الآن

في إطار التعاون المستمر والمثمر بين وزارة الأوقاف , ووزارة الشباب والرياضة , والهيئة الوطنية للإعلام من أجل الإسهام في تصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الفكر المتطرف واصل “ملتقى القيم والأخلاق والمواطنة” بمركز التعليم المدني بالجزيرة اليوم الثلاثاء 4 رمضان عام 1438هـ الموافق 30 / 5 /2017م عطاءه العلمي والتثقيفي من خلال حلقته الرابعة التي ناقشت موضوع ” الانفلات الأخلاقي” والتي حاضر فيها: أ.د/ محمد كمال إمام أستاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية، و أ.د/ أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع ، ود/ حسن خليل الباحث بمشيخة الأزهر الشريف ، ود/ منى شوقي استشاري علم النفس الإيجابي ، بحضور لفيف من قيادات وزارة الشباب والرياضة ، وأئمة الأوقاف ، وعدد كبير من الشباب من مختلف محافظات الجمهورية , وقدم للحلقة الإعلامي الكبير أ/ علاء بسيوني .

وفي كلمته أكد أ.د/ أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع أن المجتمع المصري لم يذهب إلى الهاوية بهذا الشكل الذي يتحدث عنه الإعلام ، فهي صورة سوداء قاتمة لا تصور على الواقع , فلا يزال هناك جوانب مضيئة لا يسلط عليها الضوء ، مشيرًا إلى أن كل المجتمعات في العالم تعيش في المخاطر وتتعرض لعمليات تحول وأزمات ، فعندما غلبت التوجهات المادية والفردية حصل قلق أخلاقي ، وذلك بسبب الفهم الخاطئ للقيم التي يجب أن تكون موجود في حياتنا , مما أدي إلى عدم القدرة على فهم منتجات الحداثة والتعامل معها ، فأكثرنا الآن ليس لديه القدرة على جعل القيم النبيلة جزءا من التركيبة النفسية من اللاوعي عند الإنسان ، وذلك بسبب انشغالنا بمصطلحات لا طائل منها كالذكورية والأبوية والسلطوية وغيرها من حب السيطرة والتعالي على الغير.

ومن جانبه أكد أ. د/ محمد كمال إمام أستاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية أن المجتمع العربي عامة والمجتمع المصري خاصة في القياس العلمي الدقيق من أكثر المجتمعات تماسكًا بالمقارنة بالمجتمعات الأخرى ، ومن أسباب هذا التماسك الدين الذي يعني العلاقة الحيوية بين الخالق والمخلوق ، ومع وجود هذا الحس الإيماني ظهرت مشكلة على السطح ألا وهي الانفصام بين الدين والدنيا ، وبين السلوك والمعاملة، فالمعلم في المجال الدراسي قد يؤدي العبادات من صلاة وصوم وحج وصدقة ، ومع ذلك لا يقوم بدوره كمعلم وتربوي ، إذن هناك دور رقابي مهم لا بد أن نقوم به ، فإن الله عز وجل يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

وأضاف سيادته أن عقول الشباب أصبحت حقلاً مباحًا لغرس القيم السلبية بواسطة المسابقات اليومية التي تستهدف الناشئة بأسئلتها التي لا تفيد ، وهذا يمتد إلى صناعة القيم والأخلاق , مشيرًا إلى أن الصناعات الثقيلة في الحقيقة هي صناعة الإنسان المستقيم.

ومن ناحيتها أكدت د/ منى شوقي استشاري علم النفس الإيجابي أن اللاوعي من عقل الإنسان يمثل 95% من عقل الإنسان ، وأن اللاوعي هو المسئول عن القيم والأخلاق والمبادئ عند الإنسان ، فبالتكرار والإعادة يتحول السلوك من الوعي إلى اللاوعي ، وبه يصير السلوك المتكرر خلقاً لدى صاحبه ، ونستطيع بهذا أن نغير أخلاقنا السلبية والسيئة ، بأن نعتاد الخير حتي يصير لنا خلقًا.

كما أكدت أن اللاوعي مفطور على الخير ورفض الشر ونبذه، وليس هناك مسلمات في القيم والأخلاق ، مبينة أن على الأم دور كبير في تنقية العقول من الشوائب الفكرية والتنشئة على المفاهيم السوية والتعاليم السمحة بأن تعود أطفالها السلوك السوي ، وتراقب تصرفاته.

ومن جانبه أكد د/ حسن خليل الباحث بمشيخة الأزهر الشريف أن كل عبادات الإسلام تدعو إلى تهذيب الأخلاق ، فالشعائر التعبدية إذا لم تنطبق على سلوكياتنا فلا فائدة منها , فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له , وكذا الصيام يؤدي للتقوى (لعلكم تتقون) ، مشيرًا إلى أن كل إنسان من البشر يعمر هذه الأرض بأمر من الله (عز وجل) ومطالب بأن يسخر قدراته وطاقاته لإعمار الأرض ، ولعل ذلك من تقوى الله تعالى، فالإصلاح في العمل تقوى ، والإصلاح في القربى تقوى ، والإصلاح في الوطن تقوى ، فالتطبيق على الجوارح بالتقوى أمر مطلوب، وذلك في الأهل والنفس والمجتمع والوطن ؛ حتى لا يظهر في المجتمع الظواهر السلبية ، بل ننمي الجوانب الأخلاقية التي تنعكس على سلوكياتنا وتصرفاتنا.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى