*:*الأخبار

الأوقاف:
الجماعات المتطرفة خطر داهم على الدين والدولة
والكيانات الموازية شر يجب استئصاله

   تحاول الجماعات المتطرفة فكريًا وأيدلوجيًا تسويق نفسها على أنها حامية حمى الدين والحريصة عليه ، مستغلة الفطرة النقية لدى بعض الناس والعاطفة الدينية المتدفقة لديهم ، لتخفي وراء ذلك وجهها الحقيقي وأغراضها وأهدافها التنظيمية التي لا تخفى على عاقل أبدًا.

    ولا يستطيع أحد أن ينكر ما اكتوينا به في الماضي القريب من شر هذه الجماعات وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية وسائر الجماعات المتطرفة التي التفت حولها وتحالفت معها لتقاسم السلطة والغنيمة .

    ولا يمكن لعاقل أن يلدغ أو يسمح لمجتمعه أن يلدغ من نفس الجحر مرتين ، فمهما حاولت هذه الجماعات تغيير جلودها فهي أشبه ما يكون بالثعابين والحيات التي لا يكون لتغيير جلودها أي أثر في كونها سمية قاتلة لا أمان لها ولا للدغتها ، فيجب ألا ننخدع مرة أخرى بحلو الكلام ومعسول القول والمتاجرة بالدين ومحاولة توظيفه لاحتلال مواقع سياسية جديدة أو تحصيل منافع ومكاسب شخصية وتنظيمية، أو استجلاب مزيد من التمويلات من خلال إبراز قوة مفتعلة على الأرض بالجعجعة والصوت العالي .

    ونؤكد أننا لن نخشى في الحق وفي سبيل الوطن لومة لائم ، كما نؤكد أننا في وزارة الأوقاف قد سخرنا وكرسنا جهدنا وجهد وزارتنا وكامل طاقتنا لخدمة ديننا ووطننا ، مؤكدين أن الدولة الرشيدة هي صمام أمان للتدين الرشيد , وأن العلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء ولن تكون , إن تدينا رشيدًا صحيحًا واعيًا وسطيًّا يسهم وبقوة في بناء واستقرار دولة عصرية ديمقراطية حديثة تقوم على أسس وطنية راسخة وكاملة , وإن دولة رشيدة لا يمكن أن تصطدم بالفطرة الإنسانية التي تبحث عن الإيمان الرشيد الصحيح , على أننا ينبغي أن نفرّق وبوضوح شديد بين التدين والتطرف , فالتدين الرشيد يدفع صاحبه إلى التسامح , إلى الرحمة , إلى الصدق , إلى مكارم الأخلاق, إلى التعايش السلمي مع الذات والآخر , وهو ما ندعمه جميعًا, أما التطرف والإرهاب الذي يدعو إلى الفساد والإفساد , والتخريب والدمار , والهدم واستباحة الدماء والأموال , فهو الداء العضال الذي يجب أن نقاومه جميعًا وأن نقف له بالمرصاد , وأن نعمل بكل ما أوتينا من قوة للقضاء عليه حتى نجتثه من جذوره.

    وإننا لنؤكد على ضرورة احترام دستور الدولة وقوانينها , وإعلاء دولة القانون , وألا تنشأ في الدول سلطات موازية لسلطة الدولة أيا كان مصدر هذه السلطات , فهو لواء واحد تنضوي تحته وفي ظله كل الألوية الأخرى , أما أن تحمل كل مؤسسة أو جماعة أو جهة لواء موازيًا للواء الدولة فهذا خطر داهم لا يستقيم معه لا أمر الدين ولا أمر الدولة ، ولا عزاء للدخلاء ووداعًا للسلطات الموازية .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى