في الاحتفال بليلة النصف من شعبان وزير الأوقاف يهنئ سيادة الرئيس والشعب المصري كله ويؤكد: الاحتفال بالمناسبات الدينية ترسيخ لمعاني الإسلام السمحة وأهدافه التحول ينبغي أن يكون حقيقيًّا وليس شكليا وفضيلة مفتي الجمهورية يؤكد: ليلة النصف من شعبان نفحة من نفحات الله وما يزال هذا الدين قويا يخرج بعد كل شدة أكثر قوة
برعاية معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أقامت وزارة الأوقاف مساء اليوم الأربعاء 13 من شهر شعبان 1438هـ الموافق 10/ 5 / 2017م احتفالها بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) ، بحضور السيد المهندس/ عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة نائبًا عن رئيس الجمهورية ، وفضيلة الشيخ / محمد زكي الدين نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، وفضيلة الأستاذ الدكتور/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، وسماحة السيد / السيد محمود الشريف وكيل مجلس النواب ونقيب السادة الأشراف ، وفضيلة الشيخ / جابر طايع رئيس القطاع الديني، وفضيلة الشيخ / خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة ، وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية ، وأعضاء مجلس النواب ، ولفيف من القيادات الدينية بالوزارة.
وفي بداية كلمته هنّأ معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، والشعب المصري كله ، والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة ليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة الذي جاء استجابة لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإكراما له ولأمته، موضحًا أن تحويل القبلة فيه من الدروس والعبر الكثير نقف على درسين مهمين منها، الأول: عند قوله تعالى: ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا “، فالوسطية تقتضي أن تكون هذه الأمة رحمة للعالمين كما أُرسل نبينا (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين ، مشيرًا إلى أن الله (عز وجل) وصف الأمة الإسلامية بقوله : “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ” وبقوله : ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ” ، فالخيرية على الأمم والشهادة على الأمم لا تأتي من فراغ ، فالأمة رحمة للعالمين بعيدًا عن المفسقة والمبدعة والمكفرة والمفجرة .
مؤكدًا أن خيرية أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) وشهادتها على سائر الأمم وهذه الشهادة تتطلب أن تكون أهلاً لهذه الشهادة ، فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ . فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ : مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ. فَيَقُولُ: مَنْ شُهُودُكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. فَيُجَاءُ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ) ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” ، فأمة اختارها الله للشهادة على سائر الأمم يجب أن تأخذ بما يستوجب هذه الأهلية وأن تكون بحق صاحبة رسالة رحمة وسلام للعالمين.
كما أكد معاليه أن الاحتفال بالمناسبات الدينية إنما هو تعميق وترسيخ لمعاني الإسلام السمحة وأهدافه ومراميه السامية في النفوس ، وأحد أهم وسائل نشر الوعي الإسلامي الصحيح .
أما عن الدرس الثاني فقد أكد معاليه على أهمية التحول والاستجابة لأمر الله تعالى ، وأمر رسوله (صلى الله عليه وسلم) فينبغي أن يكون تحولاً حقيقيًّا وليس شكليا ، فنتحول من البطالة والكسل إلى السعي والإنتاج والعمل، ومن الهدم إلى البناء ، ومن التشدد والغلو إلى السماحة والتيسير ، ومن الجمود والتقليد إلى التفكر والتفكير ، خدمة لديننا ووطننا ، ووفاء بواجبنا تجاه الإنسانية جمعاء ، إذ يجب علينا أن نسعى بقوة للإسهام في صنع الحضارة الإنسانية الراقية. فإذا أردنا أن يحول الله (عز وجل) أحوالنا إلى الأفضل والأصلح في كل مجالات الحياة فعلينا أن نغير من أنفسنا بحسن التوكل على الله (عز وجل) واللجوء إليه، وأن نعْمَل ونكِدّ آخذين بأقصى الأسباب ، لأن الله (عز وجل) يقول: ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د / شوقي علام مفتي الجمهورية على أن ليلة النصف من شعبان نفحة من نفحات الله (عز وجل) فيجب أن نتزود من الخيرات فيها، فقال ابن ماجه : من حديث علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): ” إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر لي فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر” ، موضحَا فضيلته أن التشكيك في فضل هذه الليلة والاحتفال بها ليس جديدًا ، فقد شكك المنافقون في تحويل القبلة في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، وما يزال هذا الدين قويا بفضل الله ( عز وجل )، فيخرج بعد كل شدة أو محنة أكثر قوة ، لأن الله تعالى حافظ لدينه بقوله: ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ” فالشدائد تصنع الرجال ومن المحن تأتى المنح .