*:*الأخبار

قافلة علماء الأوقاف بالإسماعيلية
تبرز خطورة التكفير والفتوى بدون علم
وتؤكد :
ضرورة الاصطفاف في مواجهة الإرهاب

 برئاسة معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة واصلت اليوم الجمعة 14 / 4 /2017م القافلة الدعوية لعلماء وزارة الأوقاف عطاءها العلمي والدعوي بالمساجد الكبرى بمحافظة الإسماعيلية.

  وقد أبرز علماء القافلة خطورة التكفير والفتوى بدون علم ، وضرورة الاصطفاف في مواجهة الإرهاب.

  حيث ألقى فضيلة الدكتور/ رمضان عبد السميع– الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة – خطبته بمسجد حسين عيادة بمدينة القصاصين ، موضحًا أن الدين الإسلامي الحنيف أمر أتباعه بالوسطية والاعتدال ، ونهاهم عن الغلو والانحلال ، يقول الحق سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، والوسطية تعني : العدل والاعتدال ، والبعد عن كل مظاهر الغلو والتشدد ، فلا إفراط ولا تفريط ، لا غلو ولا تشدد في الإسلام ، وقد أوصى نبينا (صلى الله عليه وسلم) بالقصد والاعتدال في كل أمور الدين والدنيا ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ)، وقال (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّمَا بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ).

  مشيرًا إلى أن تعاليم ‌الدين الإسلامي تحارب التطرف والتعصب ، وتنبذ كل مظاهـر العنصرية البغيضـة ، وهذه هي الوسطيـة في أكمـل معانيهـا ، والتي شَرَّفَ الله (عز وجل) بها أُمّةَ النبي (صلى الله عليه وسلم)، فجعلها أُمَّةً وسطًا بين سائرِ الأُمم ، مؤكدًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حذر من الغلو في الدين، ونهى أصحابه عن المبالغة التي تخرجهم عن حدّ الاعتدال ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ) ، فليس في ثقافة الإسلام ولا تعاليمه ما يدعو إلى الغلو والكراهية.

  كما ألقى فضيلة د/ عزام عبد الحميد أبو زيد – الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة – خطبة الجمعة بمسجد الزيود بمدينة القصاصين ، موضحًا أن الإسلام برئ من آفة الفكر التكفيري المتشدد ، الذي يدعو لسفك الدماء البريئة بغير حق ، واستهداف للأمن والأمان والاستقرار ، ويرفض التعايش السلمي الذي دعا إليه الدين الإسلامي الحنيف ، وسبب نشأة هذا الفكر المتطرف هو الجهل بتعاليم الإسلام ، واتباع أناس جُهَّالٍ ضلُّوا وأضلوا بغير علم، أو أصحاب مصالح خاصة يوظفون الدين لمصالحهم وأهوائهم ومطامعهم السلطوية ، على أن من يسلك هذه المسالك التكفيرية أو التخريبية أو يقدم على الفتوى بدون علم لن يجني إلا حسرة وندمًا وسوء عاقبة .

  ومن على منبر مسجد الخير والبركة بمدينة القصاصين أكد فضيلة الدكتور/ عمرو محمد عبد الغفار – الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة – أن التكفير بما يترتب عليه من مخاطر وأضرار سببه الفتيا بغير علم ، والتجرؤ على دين الله (عز وجل)، واستخدام بعض الجماعات وعناصرها المتطرفة الدين لتحقيق أغراض ومآرب ومصالح خاصة لا علاقة لها بالدين ولا بالإنسانية ، ومن ثمَّ كان النهي عن التسرع في الفتيا بدون علم أو سند شرعي، قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، وقال (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ) ، وقد كان أكابر الصحابة العلماء الربانيون يتحرجون من الفتيا، لعلمهم بخطورتها، فها هو الصديق أبو بكر (رضي الله عنه) يقول: (أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي؟ وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي؟ إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)، وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال له أصحابه: قد استحيينا لك ، فقال لكن الملائكة لم تستح حين قالت: {لاَ عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا}.

  كما ألقى فضيلة الدكتور/ جلال محمد غانم – عضو المركز الإعلامي بالوزارة – خطبة الجمعة بمسجد الهوانية الكبرى بمدينة القصاصين ، موضحًا أن الفتوى بغير علم جرأة على الله (عزّ وجلّ) ، وكذب وافتراء عليه ، وعلى رسوله (صلى الله عليه وسلم) ، وتُعرض صاحبها للخسران يوم القيامة ، وتُوقع الناس في المشقة والحرج ، وتُعسر عليهم أمر الدين ، وتَحجب عنهم سماحته ، ووسطيته ، وقد كان السلف الصالح (رضوان الله عليهم) يتحرجون من الفتيا لخطورتها ، يقول عبد الرحمن بن أبي ليلى: أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يُسألُ أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا ، وهذا إلى هذا ، حتى ترجع إلى الأول.

  وعلاج هذه الظاهرة يتمثل في توعية المجتمع المسلم بكافة أطيافه ، وأن نوضح له خطر هذا المنهج وضرره في الحاضر والمستقبل ، وأن نعالج الأفراد الذين وقعوا فيه بأن نزيل عنهم الشبهة والغشاوة التي طرأت عليهم ونوضح لهم الحق عن طريق التوعية الصادقة والنصيحة الهادفة ، فكم من أناس انخدعوا واغتروا بدعاة ظنوا أنهم على خير وأنهم محقون ؛ لكنهم على باطل وضلال ، فساءت أفهامهم وقلَّ إدراكهم ، فلا بد من توجيههم وإزالة كل الغشاوة التي علقت بأذهانهم.

  فما أحوجنا إلى اصطفاف وطني لمواجهة الإرهاب الغاشم وكل قوى الشر والظلام التي تهدم ولا تبني ، وتخرب ولا تعمر ، وطبعت قلوب أصحابها على الشر والإفساد ، مما يتطلب منا جميعًا التكاتف والتعاون لاستئصال قوى الشر ، والعمل على نشر سماحة الإسلام ، وترسيخ أسس المواطنة الكاملة والعيش الإنساني المشترك ، وتحقيق الحياة الكريمة الآمنة لكل الناس، بعيدًا عن كل ألوان التكفير والتفجير والتخريب.  سائلاً الله تعالى أن يجعل مصرنا أمنًا أمانًا ، سخاءً رخاءً وسائر بلاد العالمين.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى