ضرورة تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة لمواجهة الفكر المتطرف ونشر القيم
نريد مؤتمراً آخر لطلاب الإعدادية بل والابتدائية في كافة ربوع مصر
نحتاج إلى تصويب الخطاب العقلي مع الخطاب الديني
الدول التي حققت المواطنة المتكافئة هي الآن صاحبة التقدم والرقي
كل ما يدعو إلى التعمير والبناء والتسامح يتفق مع صحيح الأديان
أصحاب الفكر المنحرف كالخفافيش يعشقون الظلام ويدعون في السر
في إطار تعزيز الوحدة الوطنية ونشر القيم السامية شارك معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صباح اليوم السبت 4 / 3 / 2017م في المؤتمر الأول لطلاب المرحلة الثانوية الذي عقد بقاعة سيد درويش تحت رعاية السيد اللواء / محمد كمال الدالي محافظ الجيزة، بحضور أ.د/ طارق جلال شوقي وزير التربية والتعليم ، والسيد المهندس/ عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة ، والسيد المهندس/ شريف حبيب محافظ بني سويف ، وممثلين عن الأزهر الشريف والكنيسة ، وعدد من المثقفين وقادة الفكر .
وفي بداية كلمته قدم معالي الوزير الشكر للسيد اللواء/ محافظ الجيزة والسادة الوزراء والمحافظين والحضور الكريم ، مؤكدًا أن التنوع الكبير المتمثل في حضور ضيوف المؤتمر من ساسة وعلماء دين ونواب ورجال إعلام ومثقفين يحقق ما نصبو إليه من تصحيح الفكر وتحقيق الوحدة الوطنية في أسمى صورها لدي الشباب.
وأشار معاليه إلى أن الاستثمار في العقول لا يقل أهمية عن استثمار الأموال بما يعود من خير عميم على الوطن ويحقق ثمرات مرجوة في تكوين رجال الغد وقادة المستقبل، موضحًا أنه لا يمكن لأي مؤسسة أن تنهض وحدها في مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح ومفهوم المواطنة المتكافئة والبناء والتعمير ، وأنه لابد من تضافر الجهود في كافة مؤسسات الدولة للقيام بذلك.
كما أكد معاليه أن الدول التي حققت المواطنة المتكافئة والتسامح وعدم التفرقة بين أبناء الشعب الواحد هي الآن صاحبة التقدم والرقيّ والحضارة ، وأن الدول التي لم تأخذ بحقوق المواطنة هي التي مزقتها الحروب والنزاعات والشقاق المجتمعي ، وأن قوة الدول يجب أن تقوم على أساس متين من وحدة النسيج المجتمعي.
وفي السياق نفسه نوه معاليه إلى أن المواطنة أصبحت واجب الوقت ، وأن وزارة الأوقاف شرعت في القيام بعدد من الندوات التي تناقش قضايا المواطنة ، على أن تكون أول ندوة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية غدًا الأحد بعنوان” المواطنة المتكافئة .. حقوق وواجبات” ، موضحًا أن هذه الندوات سيحاضر فيها نخبة من العلماء المتميزين المتخصصين.
كما أشار معاليه إلى ضرورة عقد مؤتمر آخر لطلاب الإعدادية بل ولطلاب الابتدائية في ربوع مصر كلها لا في العاصمة وحدها ؛ لأن خطر الأفكار الضالة يتهدد الجميع ، مؤكدًا أننا في حاجة إلى تصويب الخطاب العقلي والفكري مع الخطاب الديني، بطرد الأفكار المنحرفة والهدامة ، مع التأسيس للمفاهيم الدينية الصحيحة والأفكار المستنيرة الصائبة ، مؤكدًا أنه لم ولن يعود إلى المسجد أي حديث طائفي أو تحريضي ، بل إن المنابر الآن تعمل على ما يجمع ولا يفرق ، وأننا في إطار تجفيف قنوات الجماعات المتطرفة التي تستقطب العقول الناشئة قمنا بالدفع بعدد من الواعظات المتخصصات في مصليات النساء على أن يصل عددهن خلال هذا العام إلى 2000 واعظة.
وفي ختام كلمته أكد معاليه أن كل ما يدعو إلى التعمير والبناء والتعايش والتسامح والقيم السامية يتسق ويتفق مع صحيح الأديان ، وأن كل ما يدعو إلى القتل والتدمير والإحراق والفرقة والهدم يتصادم مع جميع الشرائع السماوية ، مشيرًا إلى أن أصحاب الفكر المنحرف كالخفافيش يعشقون الظلام ويدعون إلى أفكارهم الهدامة سرًّا ، فإذا رأيت من يدعوك سرًّا ويخشى العلن ويوصى بالكتمان فاحذر منه واعلم أنه على غير طريق الجادة ، فأهل الحق لا يخشون النور ويدعون له في العلن.