برئاسة معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة واصلت اليوم الجمعة 17/ 2 / 2017م القافلة الدعوية لعلماء الأوقاف عطاءها العلمي والدعوي بالمساجد الكبرى بمحافظة الشرقية ، وقد واصلت القافلة عطاءها العلمي والدعوي ، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء خطب الجمعة بالمساجد الكبرى بالمحافظة ، وكان موضوع خطبة الجمعة الموحد بعنوان ” الخوف من الله وأثره في استقامة الفرد والمجتمع”.
وقد أبرز علماء القافلة أن خشية الله (عز وجل) أهم سبل الوقاية من الزلل ، مؤكدين أن الخوف من الله تعالى يغير سلوكيات وتصرفات المجتمع إلى الأفضل .
فمن على منبر مسجد ديوب الخزرجي بسلمنت أكد د/ محمد إبراهيم حامد الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة ، أن الخوف من الله يبعث الأمن في القلوب ويؤمن العبد في الدنيا والآخرة ، وهو من أعظم صفات المؤمنين وأبرز علامات المتقين ، مشيرًا إلى أن الخوف عبادة قلبية ودليل حسن الإسلام وقوة الإيمان وبه تتحقق التقوى ، مبينًا أنه من صفات الأنبياء والمرسلين والصالحين والملائكة المقربين ، ويقي الشرور والمفاسد ، ويغير سلوكيات وتصرفات المجتمع إلى الأفضل ، ومن ثمَّ فعلى المسلم أن يقف مع نفسه لحظات ، ليسأل نفسه ماذا قدم للقاء ربه؟ وماذا قدم لوطنه ومجتمعه ؟ وما آخر الطريق الذي يريد الوصول إليه؟ وماذا عن راحة ضميره في كل ما قدم ويقدم؟ فقد سأل رجل النبي (صلى الله عليه وسلم) مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فقَالَ له (صلى الله عليه وسلم) : (مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟) قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاَةٍ ، وَلاَ صَوْمٍ ، وَلاَ صَدَقَةٍ ، وَلكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسولَهُ ، فقَالَ له النبي (صلى الله عليه وسلم) : (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) ، فمن خاف الله تعالى لا يمكن أن يكون كذَّابًا ، ولا منافقًا ، ولا مرائيًا ، ولا مخادعًا , ولا سارقًا ، ولا عاقًّا ، ولا مدمنًا , ولا قاتلاً ، ولا زانيًا , ولا شاربًا للخمر , ولا آكلا للحرام , ولا مانعًا للخير, ولا معطلاً لمسيرة الوطن , ولا مستحلاًّ سفك الدماء ، ولا منتهكًا للأعراض، ولا مخرِّبًا ولا مدمِّرًا ، ولا فاسدًا ولا مفسدًا ، ومن ثمَّ يستقر حال المجتمع.
ومن فوق منبر مسجد الأربعين أشار د/ رمضان عبد السميع الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة إلى أن من يخاف الله يصون لسانه عن الخوض في أعراض الناس، ويفكر في الكلمة قبل أن يقولها فالله رقيب على حركاته وسكناته وكلماته ، فلا تجد ظالمًا يظلم غيره ، ولا تاجرًا يغش في تجارته ، ولا خائنًا للأمانة، ولا مقصرًا في عمله ، فالتاجر الذي يخشى الله تعالى تجده أمينًا صادقًا في بيعه وشرائه ، لا يعرف الغش ولا الخداع ، لأنه يستحضر قول النبي (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا)، والطبيب الذي يخاف ربه تجده يخلص في عمله ويتعامل برفق ورحمة مع من يعالجه ، والمدرس الذي يخاف الله ويخشاه تجده يحرص على عمله بإتقان ليُخَرِّج أجيالاً متميزة تعمل على خدمة الناس والمجتمع ، والمهندس الذي يخاف ربه تجده يحرص في عمله على زيادة الإنتاج خدمة لوطنه.
مؤكدًا أن من أعظم آثار الخوف من الله (عز وجل) أنه يوقظ الضمائر في قلوب أصحابها، فينضبط السلوك والتصرفات ، وتُحفظُ الحقوق وتؤدى الواجبات حتى وإن غابت رقابة البشر ، فالخوف من الله والاستعداد للقائه أقوى في نفس المسلم من كل شيء ، فصاحبه يدرك أن الله معه حيث كان ، لا تخفي عليه خافية ، ولا يغيب عنه سر أو علانية ، يقول تعالى:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، فإذا ترجم الخوف إلى عمل أثمر ثمراته اليانعة في الدنيا والآخرة ، يقول سبحانه: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.