*:*الأخبار

وزير الأوقاف في افتتاح منتدى تعزيز السلم بدولة الإمارات :
بيان مشروعية الدولة الوطنية بات
أمرًا في غاية الأهمية في واقعنا المعاصر
أسس المواطنة المتكافئة مكفولة
لجميع المواطنين في الدولة الوطنية

2

 أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة في كلمته بالجلسة الافتتاحية بمنتدى تعزيز السلم بدولة الإمارات العربية المتحدة أن بيان مشروعية الدولة الوطنية بات أمرًا في غاية الأهمية في واقعنا المعاصر لسد جميع أبواب الشبهات في ذلك على المتطرفين , وأن أسس المواطنة المتكافئة مكفولة لجميع المواطنين على حد سواء في الدولة الوطنية.

  كما أكد أن أكثر التنظيمات والجماعات الدينية والأيدلوجية المتطرفة إما أنها لا تؤمن بالدولة الوطنية أصلاً , أو أن ولاءها التنظيمي مقدم مرات ومرات على ولائها الوطني , فالفضاء التنظيمي لدى هذه الجماعات المتطرفة أرحب وأوسع وأهم مائة مرة ومرة من الدولة الوطنية لديهم .

  وشدد على أمرين هامين :

  الأول : أن الإسلام لم يضع قالبا جامدًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنه , إنما وضع أسسا ومعايير متى تحققت كان الحكم رشيدًا يقره الإسلام , وفي مقدمتها مدى تحقيق الحكم للعدل والمساواة وسعيه لتحقيق مصالح البلاد والعباد , ولا إشكال بعد ذلك في الأسماء أو المسميات , لأن العبرة بالمعاني والمضامين لا بالأسماء ولا بالمسميات , وإلا فإننا لطالما طالنا في بطون كتب التاريخ أن الخليفة العباسي الأول لقب بأبي عبد الله السفاح لكثرة ما سفك من الدماء , وكان يقتل على الهوية القبلية , وعندما أراد أن يعفو عن بعض بني أمية أنشده  سديف بن ميمون :

لا يغرنـــك ما تــــرى من خضـوع

إن تحـت الضلــــــوع داء دويـــــا

فضع السيف وارفع السوط حتـى

لا ترى فـــوق طهرهــــــا أمويـــــا

 

  الأمر الآخر : أننا في حاجة ملحة إلى إعادة قراءة تراثنا الفكري قراءة دقيقة واعية تفرق بين الثابت والمتغير , بين ما ناسب عصره وزمانه ومكانه من اجتهادات الفقهاء وما يتطلبه عصرنا ومستجداته من قراءة جديدة للنصوص يقوم بها أهل العلم والاختصاص بحل إشكاليات الحاضر , وبخاصة فيما يتصل بأحكام المواطنة  , إلى جانب تأصيل فقه العيش الإنساني المشترك بما يتطلبه من تمكين غير المسلمين من أداء شعائرهم وحماية دور عبادتهم , وبيان أن أمن الأوطان والمواطنين لا يتجزأ بل إنه لا يتحمل التجزئة أو التصنيف , وقد ذكر الإمام ابن حزم (رحمه الله) أن من كان بيننا من غير المسلمين وجاء من يقصدونهم بسوء وجب علينا أن نخرج لحمايتهم بالسلاح وأن نموت دون ذلك , لا أن نستحل دماءهم أو أموالهم أو أعراضهم .

  وأرى أن لمن يعيشون مع المسلمين من غير المسلمين أن يبنوا بموافقة ولي الأمر ما تدعو إليه الحاجة من دور عبادتهم فإن عجزوا عن ذلك لضيق ذات اليد فلولى الأمر أن يبني لهم منها ما تقتضيه الحاجة وتقوم به , وما ذاك إلا لعظمة شريفنا وإشاعها وسماحتها التي جاءت رحمة للعالمين , ونحن قادرون معًا على أن نصنع ونحقق شيئا هاما فهلُمّ نعمل معا لصالح ديننا وأمننا وحياتنا وصالح الإنسانية.

4156

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى