برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وامتدادًا لجهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني ، ونشر تعاليم الإسلام الوسطي السمح في مواجهة الفكر المتطرف ، يتواصل البث التليفزيوني للأمسيات الدينية من المساجد الكبرى ، حيث أُقيمت أمس السبت 27 رمضان 1437هـ الموافق 2/ 7 / 2016 م ” الأمسية الرمضانية السابعة والعشرون ” من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان : ” أحكام زكاة الفطر “.
وحاضر فيها فضيلة الدكتور / محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ، وقدم لها الإعلامي الكبير/ خالد سعد ، بحضور نخبة من قيادات وشباب علماء الأوقاف عــلى رأسهم فضيلة / د. الأمير محفوظ ، وجمع كبير من رواد المسجد .
وفي كلمته أكد الدكتور/ محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن صدقة الفطر سُميت بهذا الاسم لارتباطها بالفطر وانتهاء شهر رمضان، وهناك من يُطلق عليها صدقة الرؤوس أو زكاة الرؤوس ، فأي مولود ولد تجب عليها زكاة الفطر ، فهي واجبة يثاب فاعلها ويُعاقب تاركها، وقد شُرعت في العام الثاني من الهجرة .
وعن حكمة مشروعيتها ذكر فضيلته أنها تطهير للصيام مما يشوبه من لغو أو رفث ينقص أجر الصائم ، فيجبر صومه بها ، فهي بمنزلة سجود السهو في الصلاةِ ، كما أشار فضيلته إلى أنها عون للفقراء والمساكين ، فقد حثنا النبي (صلى الله عليه وسلم) عليها ، ليستغنيَ بها الفقير عن السؤال والطواف في يوم العيد ، وفي هذا نشر للمحبة بين المسلمين، ونوع من البر والصلة، مما يدل على عظمة الإسلام وسماحته.
وفي سياق متصل بيّن فضيلته أن صدقة الفطر لا يشترط لها نصاب ، فمن اكتفى في هذا اليوم وعنده صاع يخرج الزكاة على قدر استطاعته، وأشار فضيلته إلى جواز خروجها من أول يوم في رمضان أو قبل الصيام بيوم أو يومين، وهذا فيه توسعة على المسلمين.
وفي ختام كلمته أوضح فضيلته أن زكاة الفطر لا تسقط بالتأخير فإذا خرجت في وقتها فهي زكاة ، أما إذا خرجت بعد وقتها فهي صدقة من الصدقات ، وتبقى دين في رقبة الصائم عليه أداؤها ، كما يجوز نقلها إلى بلدٍ آخر فالهدف واحد وهو الاستغناء ، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها وجيشها وقيادتها من كل مكروه وأن يجعل مصرنا آمنة مطمئنة ذخرًا للإسلام والمسلمين.