:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

الدكتور/ الأمير محفوظ إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) في الحلقة الثالثة والعشرين من الأمسية الرمضانية يؤكد:
العبادة في الإسلام تتحقق بعمارة الأرض وفق منهج الله عز وجل
بناء الإنسان من أهم أولويات عمارة الأرض
إقامة العدل وبسط الشورى من أهم مجالات إعمار الكون

10

      برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وامتدادًا لجهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني ، ونشر تعاليم الإسلام الوسطي السمح في مواجهة الفكر المتطرف ، وبث روح التفاعل والتواصل بين الدعاة والمجتمع أقيمت أمس الثلاثاء 23 رمضان 1437هـ الموافق 28 / 6 / 2016م ” الأمسية الرمضانية ” من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان : عمارة الكون في الإسلام .

وحاضر فيها فضيلة الدكتور/ الأمير محفوظ إمام وخطيب مسجد الحسين (رضي الله عنه) ، وقدم لها الإعلامي الكبير/ خالد سعد ، بحضور نخبة من قيادات وشباب علماء الأوقاف عــلى رأسهم الدكتور/ هشام عبد العزيز معاون رئيس القطاع الديني ، ولفيف من قيادات الأوقاف ورواد المسجد.

وفي كلمته أكد فضيلة الدكتور / الأمير محفوظ إمام وخطيب مسجد الحسين (رضي الله عنه) أن عمارة الكون في الإسلام لها معنى واسع ، فالعبادة في الإسلام لا تقتصر على عمارة المساجد وفقط ، بل إن العبادة بمفهومها الواسع الكامل هي تحقيق المطلب الإلهي من المسلمين في قوله تعالى : {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}[هود:61] ، فالله عز وجل طلب من المسلمين أن يعمروا أرضه وفق الشرع الشريف ، الذي بين لهم كيفية الإعمار وخطواته .

وعن مجالات إعمار الكون أوضح فضيلته أن من متطلبات إعمار الأرض بناء الإنسان أولاً بالعلم ، ولذا اهتم الشرع الشريف بهذا البناء في أول كلمات نزلت على قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *  عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1- 5]  ، مشيرًا إلى أن الإسلام قد اعتنى بالإنسان عبر مراحل عمره المختلفة جنينًا ورضيعًا وطفلاً وشابًّا وزوجًا وشيخًا كبيرًا ليؤكد أن صناعة الإنسان هي بداية حقيقية لإعمار الأرض.

            كما بين فضيلته أن من مجالات بناء الكون نشر الوسطية وجعلها منهج سلوك في حياة الفرد والمجتمع ، مشيرًا إلى أن الله أمرنا بالوسطية في كل شيء ، فقال تعالى في الصلاة : {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110] ، وفي الإنفاق قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] ، مؤكدًا أن التشدد والتطرف يجني ويلاته العالم اليوم من دمار وتخريب وقتل وذبح وإفساد وتفجير ، فنشر الفكر الوسطي المعتدل من مقومات إعمار الأرض.

وفي سياق متصل أشار فضيلته إلى أن إقامة العدل وبسط الشورى من أهم مجالات إعمار الكون ، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير من أقام العدل ، فعَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَطَبَهُمْ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي خُفُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ فَمَنْ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي، وَمَنْ ضَرَبْتُ لَهُ ظَهْرًا فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقْدِ مِنْهُ”، كما يعمَّر الكون بمد الجسور نحو الآخر ، وبالتوسط في الأمور كلها بلا إفراط أو تفريط، فلا عدوان ولا ضرر ولا ضرار، وبالتجمل ظاهرا وباطنا ، والجانب الجمالي في الأنفس والأشياء، مع مراعاة الحد المعقول من ذلك بلا مغالاة أو تقصير.

12
8 1 (1)

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى