برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار التعاون المثمر بين وزارة الأوقاف واتحاد الإذاعة والتليفزيون ، واستكمالاً لجهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني أقيمت أمس السبت 20 رمضان 1437هـ الموافق 25 / 6 / 2016م ” الأمسية الرمضانية العشرين ” من مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) تحت عنوان : ” فتح مكة “.
وحاضر فيها فضيلة الشيخ / أحمد تركي مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف ، وقدم لها الإعلامي الكبير/ خالد سعد ، بحضور نخبة من قيادات وشباب علماء الأوقاف عــلى رأسهم فضيلة / عباس فتح صالح ، الشيخ / محمد مبروك الشيلاني ، ولفيف من قيادات الأوقاف ورواد المسجد .
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ / أحمد تركي مدير عام التدريب أن الله فتح قلوب العباد قبل أبواب البلاد ، مشيرًا إلى أن الفتوحات الإسلامية مظهر راقٍ في اختراقها القلوب والعقول من خلال العرض السمح للإسلام والأخلاق الكريمة للإسلام ، وأن مشهد استدعاء السيف في الدعوة كان أمرًا استثنائيًّا غير ثابت أو متكرر ، وكان لرفع الظلم ورفع الحيلولة لوصول رسالة الإسلام إلى الناس ، وأن ما تقوم به الجماعات الإرهابية كداعش وغيرها ممن هم على شاكلتها من حمل للسلاح وتصور أن نشر الإسلام لا يكون إلا بالسيف إنما هو فهم قاصر ، إن لم يكن فهمًا خاطئًا للدعوة الإسلامية وأساليب الدعوة إلى الله تعالى.
كما أشار فضيلته إلى ضرورة أخذ الدروس والعبر من فتح مكة من خلال رد الحق إلى أصحابه ، وأنه بالحسنى والتعامل الطيب ينال الإنسان المنزلة ، مؤكدًا أن الإسلام بسماحته ورحمته المتمثلة في شخص النبي (صلى الله عليه وسلم) حوّل الأعداء إلى أولياء في مشهد غاية في الروعة والجمال ، فهو يدخل مكة فاتحًا منتصرًا ، ومع ذلك يتواضع ويؤمِّن كل من في الحرم ، وبهذا يؤثر القلوب ويأخذ بالعقول .
وأوضح فضيلته أن الشيء الذي يحسبه الإنسان ظلمًا له وانتقاصًا لحقه قد يكون عطاء وسعة له ، فحينما تم صلح الحديبية بموافقة النبي (صلى الله عليه وسلم) كان الكثير من المسلمين يرون أن في هذا إجحافًا وانتقاصًا لحق المسلمين ، لكن الله تعالى يصف هذا الحدث بالفتح ، وأنزل سورة الفتح في أعقاب صلح الحديبية .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته على ضرورة تكاتف الجهود وتوحيد الصف وشحذ الهمم في دعوتنا إلى الله تعالى ، وضرورة إظهار صورة الإسلام السمحة الطيبة بالتضرع إلى الله تعالى داعيًا المولى سبحانه أن يحفظ مصرنا الحبيبة وأن يديم عليها الأمن والأمان ، وأن يحفظ جيشها العظيم متماسكًا مدافعًا ، وأن يجعلنا من المرابطين المحافظين على حدود الأمة والوطن .