برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وامتدادًا لجهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني ، ونشر تعاليم الإسلام الوسطي السمح لمواجهة الفكر المتطرف ، يتواصل البث التليفزيوني للأمسيات الدينية من المساجد الكبرى حيث أُقيمت أمس الخميس 18رمضان 1437هـ الموافق 23/ 6 /2016 م ” الأمسية الرمضانية الثامنة عشرة ” من مسجد النور بالعباسية تحت عنوان : ” أهمية العلم والثقافة في حياة الفرد والمجتمع “.
وحاضر فيها فضيلة أ.د / محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ، وقدم لها الإعلامي الكبير/ خالد سعد ، بحضور نخبة من قيادات وشباب علماء الأوقاف عــلى رأسهم فضيلة / عباس فتح صالح ، الشيخ / محمد مبروك الشيلاني ولفيف من قيادات الأوقاف ورواد المسجد .
وفي كلمته أكد الدكتور / محمد سالم أبو عاصي أن الإسلام حثَّ على الثقافة والمعرفة وكان أول ما نزل من الوحي يدعو إلى القراءة والتأمل والمعرفة في قول الحق سبحانه :” اقرأ باسم ربك الذي خلق ” ، فنحن أمة : ” اقرأ “، مشيرًا إلى أن القراءة نوعان : قراءة للكون المنظور ، لتصل من خلال التأمل إلى أن للكون خالقًا رازقًا مدبرًا لأمره ، داعيًا إلى إعمال العقل مع القراءة ، فالأمة التي تعطل مداركها ولا تعمل عقلها أمة تبقى متخلفة وفي ذيل الأمم .
النوع الثاني : قراءة في كتاب الله المسطور ( القرآن الكريم ) مع التدبر والتفكر الذي يرسخ الإيمان في قلب المؤمن ، فالقراءة بلا تدبر سبب الاختلاف والانغلاق ، فلابد عند قراءة القرآن من استنباط النتائج والوقوف على الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وفي سياق متصل دعا فضيلته إلى الاهتمام بتعليم الأطفال وتنشئتهم تنشئة صحيحة على القيم السمحة والمعتدلة ، مع الأخذ بأحدث وسائل التعليم ، واستقدام أكفأ الأساتذة لتعليم الناشئة ، مع ضرورة العناية بالطفل نفسيا وتربويا وعلميا وصحيا .
وفي سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية لابد من العناية بالعملية التربوية ، والارتقاء بالمعلم والمناهج التربوية ، وخاصة مناهج التربية الدينية ، لأن التطرف انبثق من الثقافة المغشوشة المزيفة التي أنتجت عقولا مختلة ، فإذا أردنا رجالا علماء أصحاء الفكر والعقل فلابد من نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة في مواجهة الثقافة المغشوشة المزيفة .
كما دعا سيادته إلى العمل والإنتاج مع العلم والإيمان ، فلا يكفي الإيمان بلا عمل ، فالله (عز وجل) قرن الإيمان بالعمل الصالح ، وهذا سر نهضة الأمة ، فلابد من العمل والتقدم في جميع المجالات، فالدفاع عن الأوطان يقتضي القوة الاقتصادية والاجتماعية ، فمن يتكاسل عن العمل يحاسب أمام الله فالأمة القوية هي التي تعتمد على نفسها ، وذلك لا يكون إلا عند الأخذ بالأسباب وسنن الله في الكون لا تتخلف ، فمن أخذ بالأسباب تقدم وارتقى ، ولو كان كافرًا ، ومن لم يأخذ بالأسباب تخلف ولو كان مؤمنًا ، فسنن الله في الكون لا تعرف المجاملة أو المحاباة .
كما أوضح معاليه أن العمل الصالح غير مقصور على العبادات بل كل عمل نافع للوطن والمجتمع عمل صالح يؤجر صاحبه ، داعيًا إلى نشر فقه الأولويات ، فال ينبغي أن نشغل بالنقل عن الفرض ، وبالفروع عن الأصول والثوابت.
واختتم فضيلته أن وظيفة الإسلام الأولى معالجة علل الناس ، وأن على الدعاة نشر المبادئ التي تعيد بناء الإنسان حضاريًّا وعلميًّا وماديًّا حتى تصبح الأمة قوية وسط العالم الذي لا يعترف إلا بالأقوياء ، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها وقيادتها من كل مكروه وسوء .