*:*الأخبار

أ.د/ عبد الله النجار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
في الحلقة السابعة عشرة من الأمسية الرمضانية
بمسجد النور بالعباسية
يؤكد:
غزوة بدر رسخت لمبدأ الشورى في الإسلام

2

   برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وامتدادًا لجهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني ، ونشر تعاليم الإسلام الوسطي السمح لمواجهة الفكر المتطرف ، يتواصل البث التليفزيوني للأمسيات الدينية من المساجد الكبرى حيث أُقيمت أمس الأربعاء 17 رمضان 1437 هـ الموافق 22- 6 – 2016 م ” الأمسية الرمضانية السابعة عشرة ” من مسجد النور بالعباسية تحت عنوان : ” غزوة بدر “.

    وحاضر فيها فضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، وقدم لها الإعلامي الكبير/ خالد سعد ، بحضور نخبة من قيادات وشباب علماء الأوقاف عــلى رأسهم فضيلة الدكتور/ نوح العيسوي مدير عام بحوث الدعوة ، وفضيلة الدكتور أشرف فهمي مدير عام المتابعة ، وفضيلة الشيخ/ عبد الخالق عطيفي مدير الدعوة بأوقاف القاهرة ، وإمامي مسجد النور بالعباسية ، فضيلة الشيخ/ عباس صالح ، وفضيلة الشيخ/ محمد مبروك الشيلاني ، ولفيف من قيادات الأوقاف ورواد المسجد .

    وفي كلمته أكد الأستاذ الدكتور / عبد الله النجار عـلى أهمية غزوة بدر التي يجب أن تقف الإنسانية بأكملها أمام هذا الحدث الفريد ، حيث حدثت المواجهة بين فريقي الحق والباطل ، موضحًا أن لغزوة بدر العديد من الدروس المستفادة ، فقد كانت اختبارًا حقيقيًّا للمسلمين ، وفيها عبر المسلمون عن حبهم للرسول (صلى الله عليه وسلم) وصدق وعدهم ووفائهم له.

   وكذلك من الدروس المستفادة منها : أن القوة المادية والعدة لم تكن متكافئة بين الفريقين ، وكانت القوة ليست في صالح المسلمين، ومع ذلك انتصر المسلمون، وهذا يؤكد معنى الإيمان في قلوب المسلمين ، وتصديقهم بقوة الله (عز وجل) التي لا تستطيع قوةٌ في الأرض هزيمتها ، قال تعالى ” وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذالِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ “، مُطالبًا فضيلته الجميع بالثقة في قوة الله ونصره ، مؤكدًا أن مصر- الآن –  تعيش نصر غزوة بدر.

   كما أوضح فضيلته أن غزوة بدر رسخت لمبدأ الشورى في الإسلام ، ولذلك جمع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مجلس الأمن القومي ( بلغتنا العصرية) ، وكان يتكوّن من كبار الصحابة آنذاك ، وعندما استشار النبي (صلى الله عليه وسلم) في أسرى بدر، وكان أبو بكر (رضي الله عنه) رحيمًا وهو المستشار الأول لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) :  ” يا رسول الله ، هؤلاء بنو العم والعشيرة ، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار ، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدًا “، وقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : ” والله ما أرى ما رأى أبو بكر ، ولكن أرى أن تمكِّنني من فلان – وذكر قريبًا له- فأضرب عنقه ، وتمكن علي من عقيل بن أبي طالب -أخيه- فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه ، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين ، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم ، ولكن كان النبي (صلى الله عليه وسلم) متحوطًا ليعلمنا التحوط لحفظ الدماء ، لأن النفس الآدمية محرمة، وحرمتها عند الله أعظم من حرمة الكعبة، وقد استمع (صلى الله عليه وسلم) للصحابة جميعًا وكان القرار الأخير المواجهة وكان قرارًا مبررًا، ولم يكن الأمر للاستيلاء على أموال القافلة ولكن لاسترداد أموال المسلمين التي يختال المشركين عليهم بها وهذا حق إنساني.

   فإعمال الرسول (صلى الله عليه وسلم) لمبدأ الشورى كان احترامًا للعقول ، فقد  استشار (صلى الله عليه وسلم) سيدنا أبا بكر الصديق (رضي الله عنه) ولم يأخذ برأيه ، ولم يهمشه بل أعلى من شأنه، واحترم رأيه ، كما أشار فضيلته إلى مشورة الحباب بن المنذر بن الجموح حين  قال: ” يا رسول الله، أرأيتَ هذا المنزل، أمنزلًا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. فقال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغورّ ما وراءه من القُلُب ، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : لقد أشرت بالرأي، فنهض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه ، ثم أمر بالقُلُب فعوّرت وبنى حوضًا على القليب الذي نزل عليه فمُلئ ماءً، ثم قذفوا فيه الآنية، لذا يجب أن يستفيد البشر من هذه الواقعة فهي مصدر لإعلاء المصلحة وجعلها من صميم الشرع، كما أنها أرست مبدأ الشورى.

   وفي ختام كلمته أعرب فضيلة الأستاذ الدكتور / عبد الله النجار عن عميق شكره وامتنانه لمعالي وزير الأوقاف لجهده الملموس في تجديد الخطاب الديني وإقامة الندوات والأمسيات لتوعية الجماهير وتثقيفها دينيًا داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء.

   وتمَّ اختتام الأمسية بالابتهالات الدينية للمبتهل الشيخ / محمد عبد الرؤوف السوهاجي.

847

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى