برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وامتدادًا لجهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني ، ونشر تعاليم الإسلام الوسطي السمح في مواجهة الفكر المتطرف ، وبث روح التفاعل والتواصل بين الدعاة والمجتمع ، يتواصل البث التليفزيوني للأمسيات الدينية من المساجد الكبرى حيث أُقيمت أمس الأحد 14 رمضان 1437هـ الموافق 19 / 6 / 2016م ” الأمسية الرمضانية الرابعة عشر ” من مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) تحت عنوان : ” الصوم وعلاقته بتحقيق مقاصد الشريعة ” .
وحاضر فيها فضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، بحضور نخبة من قيادات وشباب علماء الأوقاف عــلى رأسهم الدكتور/حسني أبو حبيب وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، والدكتور هشام عبد العزيز معاون رئيس القطاع الديني ولفيف من قيادات الأوقاف ورواد المسجد .
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية أن مقاصد الشريعة الإسلامية تتحقق بتقوى الله ( عز وجل) وتزكية النفس بالصيام ، قال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” ، مشيرًا إلى أن هذه المقاصد ترمز إلى الجانب الروحي من الإنسان ، لأن المرء حين يؤدي الصيام على وجهه الصحيح فإنه يشعر بزيادة درجة إيمانه ، وشدة قربه وإنابته إلى الله تعالى ، موضحًا فضيلته أن هناك مقاصد أخرى شرعية تستقى من معالجة الصيام للجوانب الاجتماعية أو الإنسانية ، منها التكافل الاجتماعي ، والصبر والتجلد على أمور الطاعات .
كما بيّن فضيلته أن من أهم مقاصد الصيام تحقيق ” التقوى” وقد اختتمت أول آية من آيات الصيام بالتقوى: {لعلكم تتقون} ، وختم سياق الآيات كلها بالتقوى أيضًا :{لعلهم يتقون} ، لتعطي إشارة إلى أن التقوى من أعظم مقاصد الصيام ، وهذا يفسر لنا ختام كثير من الآيات بهذه العبادة العظيمة ، مُشيرًا إلى أن تحقيق التقوى يصلح جميع شئون الحياة ، كما أنه يسوس النفس ويهذبها ، ومما يعين على تحقيق التقوى في القلب أن يصون الإنسان قلبه كما يصون ماله ، ويغذيه بما ينفعه كما ينمي تجارته ، كما يحرسه عن لصوص الوقت والخير فهم أخطر من قطاع الطريق ، لأنهم يقطعون صلتك بالمنعم الكريم سبحانه ويفسدون صلتك به.
كما بين فضيلته أن الحق سبحانه وتعالى منح أصحاب الأعذار رخصة الإفطار ، فالله (عز وجل) لا يكلف العبد ما لا يستطيع تحمله ، من هنا فقد منح الله المريض رخصة الإفطار وعليه القضاء فيما بعد ، مستشهدًا بقول الحق: ( فعدة من أيام أخر) ، كما رخصّ للمسافر الفطر إذا بلغ مسافة القصر ، وكذا الحامل والمرضع إذا خشيت الحامل على نفسها وعلى جنينها، وكذلك المرضع، والحائض والنفساء.
وفي ختام كلمته أعرب فضيلة الأستاذ الدكتور/ شوقي علام عن عميق شكره وامتنانه لمعالي وزير الأوقاف على جهده الملموس في تجديد الخطاب الديني وإقامة الندوات والأمسيات الدينية لتوعية الجماهير وتثقيفها دينيًّا ، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء، ويحفظها في كل مكان وزمان .