في إطار التعاون المثمر بين وزارة الأوقاف واتحاد الإذاعة والتليفزيون ، واستكمالا لجهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني أقيمت أمس الجمعة 5 رمضان 1437هـ الموافق 10/ 6/ 2016م ” الأمسية الرمضانية الخامسة ” من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان : ” الغش وخطره على الفرد والمجتمع “
وحاضر فيها معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وقدم لها الإعلامي الكبير الأستاذ / خالد سعد ، بحضور نخبة من قيادات وشباب علماء الأوقاف على رأسهم فضيلة الشيخ/ خالد خضر وكيل وزارة أوقاف القاهرة ، وفضيلة الشيخ / عبد الخالق عطيفي مدير الدعوة بالقاهرة ، والدكتور / هشام عبد العزيز ، ولفيف من قيادات الأوقاف ورواد المسجد .
وفي بداية اللقاء أكد معالي وزير الأوقاف أن هناك من الأخلاق ما هو حميد يسعد الإنسان أن يوصف بها كالصدق ، والأمانة ، والحلم ، فيشرف المسلم بهذه الأخلاق في الدنيا والآخرة ، بخلاف الصفات الذميمة فأي إنسان لا يحب أن يتصف بأنه كذاب ، أو خائن ، أو مخلف للوعد، أو غشاش ، مشيرًا إلى أن الغشاش إنسان فاقد لكثير من القيم الإنسانية حتى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نفى عنه كمال الإيمان ، فقال : ” من غشنا فليس منا ” وفي رواية : ” من غش فليس منا”
وحول الغش في النصيحة أوضح معاليه أن المستشار مؤتمن ، فيجب على المسلم شرعًا ثلاثة أمور : النصيحة إلى الخير ، أو التحذير من الشر ، أو الإخبار بأنه لا يعلم فيما يستشار فيه، مشيرًا إلى أن الغش يتنافى مع حقيقة الصيام ، وعلى المسلم مراقبة الله في صلاته ، وصيامه ، وزكاته ، وامتحاناته ، وفي سائر أعماله ، ولا أدل على ذلك من قصة المرأة التي طلبت من ابنتها مزج الماء باللبن بحجة أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لا يراها ، فقالت البنت : إذا كان عمر قد غاب أو نام فما بالك بالذي لا يغفل ولا ينام ؟
وفي سياق متصل أوضح معاليه أن من أسوأ أنواع الغش : الغش في التدين ، أو التدين المغشوش ، أو التدين الشكلي أو السياسي، فهناك من يأخذ من الدين المظهر فقط ، مستغلا اسم الدين ليخادع الناس ، وهذا ما تقوم به التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي تتخذ من الدين وسيلة ومطية لمصالح خاصة وتتكسب باسم الدين ، مشيرًا إلى أنه يجب علينا أن نستعيد الإسلام ممن حاولوا اختطافه، وأنزلوا الفروع منزلة الفرائض .
وفي ختام الأمسية أشار معاليه إلى أن الغش في الامتحانات فساد كبير يتطلب تغليط العقوبة ، مؤكدًا أن العواطف في العلم تفسده لا تحقق تكافؤ الفرص ، بل هي وبال على الأسرة وعلى المجتمع ، وحذر أولياء الأمور من تشجيع أبنائهم على الغش أو مساعدتهم عليه، لأنهم بذلك يجنون على مستقبلهم العلمي والفكري والعملي.