في أول يوم من رمضان : وزير الأوقاف يفتتح برنامج ” الأمسية الرمضانية ” من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالحديث عن فضائل شهر رمضان ، ويؤكد: فقراء مصر أمانة في أعناق أغنيائها فإطعام الجائع وكساء العاري ومداواة المريض فرض كفاية إذا لم يقم به أحد أثم الجميع . لقد أعطى الله للصائمين ما أعطي الحجيج من مغفرة الذنوب وستر العيوب
افتتح معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أمس الاثنين 1/ رمضان 1437هـ الموافق 6/6/ 2016م برنامج” الأمسية الرمضانية” التي تنظمه وزارة الأوقاف بالتعاون مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون عقب صلاة التراويح من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالحديث عن” فضائل شهر رمضان”، بحضور كل من: فضيلة الشيخ / خالد خضر وكيل وزارة أوقاف القاهرة ، وفضيلة الدكتور / حسني أبو حبيب وكيل المديرية ، وفضيلة الشيخ / عبد الخالق عطيفي مدير الدعوة بالمديرية ، ولفيف من القيادات الدينية والشعبية .
وفي بداية اللقاء هنأ معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، والشعب المصري كله، والأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك سائلاً الله تعالى أن يجعله شهر أمن وأمان وسلام ويمن وبركة وسخاء لمصر والعالم كله .
كما أكد معالي وزير الأوقاف أن هذه الأيام أيام مباركة مليئة بالنفحات والعطايا الإلهية مصداقًا لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :” إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ” وعلى رأس هذه الأيام شهر رمضان المبارك ، حيث أعطى الله تعالى فيه الصائمين مثل أجر حجاج بيت الله الحرام ، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في ثواب الحج : “مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”، أي: رجع خاليًا من الذنوب كيوم ولدته أمه، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) في ثواب الصوم : ” من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه “أي من صام إخلاصًا لله عز وجل ، فقوله : ” غفر له ما تقدم من ذبه ” تساوي ” رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه” وقال (صلى الله عليه وسلم): ” من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه “.
بل إن هناك ليلة واحدة من رُزِقَ عبادتها غفرت ذنوبه ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : ” من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه “مشيرًا إلى أن الجلوس في بيوت الله من غير تقصير في العمل أو تعطيل لحاجات الناس فإنه سبب لاستغفار الملائكة للعبد ، وأن من أدى فيه نافلة كان كمن أدي فريضة فيما سواه ، ومن أدي فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، فعلى المسلم أن يجعل لسان حاله في كل طاعاته طوال هذا الشهر ” اللهم اجعلني من عتقاء هذا الشهر الفضيل ” فإن الله حيي كريم يستحي أن يرفع إليه عبده يده بالدعاء ثم يردها صفرًا خائبتين.
كما أوضح معاليه أن شهر رمضان فرصة لفعل الخيرات ، لأن النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَرَجَ يَوْمًا إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ حِينَ ” ارْتَقَى دَرَجَةً: «آمِينَ» ، ثُمَّ ارْتَقَى الْأُخْرَى فَقَالَ: «آمِينَ» ، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «آمِينَ» ، فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَفَرَغَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ كَلَامًا الْيَوْمَ مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ؟، قَالَ: «وَسَمِعْتُمُوهُ؟» ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ” إِنَّ جِبْرِيلَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَرَضَ لِي حِينَ ارْتَقَيْتُ دَرَجَةً فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبْرِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَقَالَ: بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ ” ، مشيرًا إلى أنه ليس من الحكمة أن نصوم ونصلي ونحن نعق الوالدين ، فخيركم خيركم لأهله ، وإذا كانت صلتنا بالناس مقطوعة فعلينا وصلها في رمضان ، فليس الواصل بالمكافئ وإنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها ، فرمضان شهر الكرم ، والجود ، والترابط، والتكافل ، والصدقات ، والشعور بألم الجوع والفقر.
كما بين معاليه على أن الله (عز وجل) يمتحن الأغنياء بهذه المواسم ، فقد قسم أقوات الفقراء في مال الأغنياء ، فما جاع فقير إلا بشح غني ، مشيرًا إلى أن فقراء مصر أمانة في أعناق أغنيائها ، فإطعام الجائع ، وكساء العاري ، فرض كفاية إذا لم يقم به أحد أثم الجميع.
وفي ختام الأمسية علّق معاليه على وضع سؤال في كل أمسية لتنشيط ذاكرتنا الثقافية وتوجيه طاقات الشباب إلى الخير ، بدلاً من أن توظف هذه الطاقات فيما يضر ولا ينفع، مشيرًا إلى أنه سيتم إعلان اسم الفائز في اليوم التالي ، وتسلم الجائزة أثناء إذاعة أو تسجيل الحلقة في اليوم التالي ، وهي عبارة عن مكتبة متميزة مهداة من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
كما سيتم توزيع خمسة جوائز أخرى عبارة عن ألف جنيه ومكتبة لكل فائز من أصحاب الإجابات الصحيحة على مدار الشهر ، يتم اختيارهم من خلال الكمبيوتر بإذن الله تعالى.