*:*الأخبار

قافلة علماء الأوقاف من محافظة دمياط تؤكد :
أن نعمة” الرضا ” منة ربانية
وأن السخط والجزع لن يغير قدر الله

awkaf

    برئاسة معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة واصلت اليوم الجمعة 20 شعبان1437هـ / 27مايو 2016م القافلة الدعوية لعلماء وزارة الأوقاف عطاءها العلمي بمحافظة دمياط ، على رأسها معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وبصحبة كل من: فضيلة الشيخ / سلامة عبد الرازق وكيل الوزارة لشئون الدعوة ، وفضيلة الشيخ / بكر عبد الهادي وكيل أوقاف دمياط ، وفضيلة الشيخ / طــه زيادة وكيل أوقاف الدقهلية ، والدكتور / ياسر معروف خليل الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة ، والشيخ / أحمد سعيد عضو المركز الإعلامي بالوزارة ، وذلك لإلقاء خطبة الجمعة  تحت عنوان : ” نعمة الرِّضا ” ، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء خطب الجمعة بالمساجد الكبرى بالمحافظة.

     وقد أبرز علماء القافلة قيمة الرضا في الإسلام ، وأنه من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان ، وأن نعمة ” الرضا ” منة ربانية ، وأن السخط والجزع لن يغير قدر الله .

     فمن على منبر مسجد التقوى بقرية شرمساح بمركز الزرقا أكد فضيلة الشيخ / سلامة عبد الرازق وكيل الوزارة لشئون الدعوة أن إرادة الله سبحانه وتعالى اقتضت ألا تكون حياة الناس ودنياهم يسرًا خالصًا أو عسرًا محضًا ، بل خير وشر ، غنى وفقر ، صحة ومرض ، فما من أحد من الخلق إلا وهو مبتلى إما بمرض، أو فقر ، أو فقد ولد ، أو غير ذلك من مشاكل الدنيا ومصائبها .. لكن ذلك كله يهون على المسلم بما رزقه الله تعالى من صبر ورضا ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ، فإذا ما رضي العبد بقضاء الله (عز وجل) ، وصبر على المحن والابتلاءات ارتقت درجته عند ربه ، فإنه سبحانه وتعالى إذا أحبَّ عبدًا ابتلاه فإذا صبر اجتباه ، فعَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ: (الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ ، فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) (مسند أحمد).

     ومن على منبر المسجد الكبير بالزرقا أشار الدكتور / ياسر معروف خليل الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة إلى أن الرِّضا أساس من أسس الإسلام وكمال الإيمان ، فلا يكتمل إسلام العبد ولا يتذوق طعم الإيمان حتى يرضى بالله ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيًّا ورسولاً ، فعن الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (رضي الله عنه) أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: (ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً) (رواه مسلم). فنعمة الرضا تجعل صاحبها يتذوق حلاوة الإيمان ، بل أقسمَ الله (عز وجل) بأن الوصول لدرجة كمال الإيمان مرهون بالرضا والتسليم والإذعان المطلق لكتاب الله تعالى وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وخاصة عند النوازل ، وهذه هي حقيقةُ الرِّضا عن الله (عز وجل). قال تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء:65].

     ومن على منبر المسجد الكبير بميت الخولي عبد الله بالزرقا أوضح الشيخ / أحمد سعيد عضو المركز الإعلامي بالوزارة أن الرضا عن الله عز وجل نوعان : الأول: الرضا بفعل المأمور به واجتناب ما ورد النهي عنه ، وهذا هو حال المؤمن التقي النقي، فلسان حاله هو قول الله تعالى: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[البقرة: 285] ، وقوله تعالى: {اللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ}[التوبة:62]، وهذا النوع من أنواع الرضا واجب على كل مسلم أن يبذل في تحصيله النفس والنفيس ، قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ} [البقرة: 207] ، وقال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ}[التوبة: 59].

    والنوع الثاني: الرضا بالقضاء ، فالإنسان بين حالين ، حال السلب وحال العطاء ، فعند العطاء عليه الشكر ، وعند السلب والمنع عليه الرضا والصبر ، ويصل العبد إلى نعمة الرضا بقوَّةِ إيمانه وحُسن اتِّصالِهِ بالله عز وجل ، وبالصبر والذكر وحسن الطاعة والمحافظة على العبادة ، وهذا هو الطريق الذي رسمه الله تعالى لحصول الرضا ، قال تعالى: {فاصبر على مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ الليل فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النهار لَعَلَّكَ ترضى} [طه:130] وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رضي الله عنه) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ: (عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ) (رواه ابن ماجه في سننه).

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى