فعاليات الجلسة العلمية الأولى لليوم الثاني لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السادس والعشرين أ.د/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق : التدريب أمر فطري ورد في الكتاب والسنة وصح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وباشره بنفسه وحث عليه الدكتور / محمد جمال أبو الهنود مستشار وزير الأوقاف و الشئون الدينية الفلسطيني: أرض الكنانة احتضنت جميع الثقافات والتيارات منذ فجر التاريخ أ.د/ عثمان محمد بن عثمان بطيخ مفتي الجمهورية التونسية : نحتاج إلى التبادل المعرفي والاعتماد على الحوار الهادئ لاستيعاب الجميع وعدم إقصاء الآخر أ.د/ أحمد إسماعيل أحمد أبو شنب رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدارسات العليا جامعة الأزهر : التحديات الفكرية فرضت نفسها على الساحة وهذا المؤتمر جاء فى وقته ومحله أ.د/ سعيد عطية مطاوع عميد كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر : فكرة إنشاء أكاديمية للتدريب بوزارة الأوقاف فكرة عبقرية
انتهت فعاليات الجلسة العلمية الأولى لليوم الثاني برئاسة / زيد بن علي الدكان، وتضم نخبة من كبار العلماء من داخل مصر وخارجها .
وفي بداية كلمته أشار أ.د/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق إلى أننا في هذا اللقاء لم نحدد المراد بالمؤسسات الدينية، هل الحكومية منها أم الأهلية؟ لأن من يرقب الواقع يجد أن المؤسسات الأهلية أفضل بكثير من المؤسسات الحكومية، فهناك في بلادنا تيارات دعوية نشطة للغاية ولها بصمة في مجال التدريب أقوى من المؤسسات الحكومية، مؤكدًا أن التدريب أمر فطري ورد في الكتاب والسنة وصح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وباشره بنفسه وحث عليه، بل إن الكائنات الحية لتمارس أمرين في وقت واحد ، التعليم ، والتدريب ، فإذا وجدت المعرفة ووصلت للعقل فإنها تحتاج إلى تنمية وتزكية، مُشيرًا إلى أن قطاع التدريب بوزارة الأوقاف المصرية يُعد من القطاعات الرئيسة ويأتي في مستويات ثلاثة: التدريب التأهيلي ، والتدريب التخصصي ، والتدريب الراقي المتميز، كما طالب المؤسسات الدينية الرسمية بالتكامل فيما بينها ، والسيطرة التدريبية على جميع العاملين في ميدان الدعوة .
ومن جهته أشاد الدكتور / محمد جمال أبو الهنود مستشار وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني بالدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية في مواجهة التحديات بالداخل والخارج موضحًا أن وزارة الأوقاف تؤكد في جميع المناسبات على ضرورة مواجهة الغلو تأكيدًا على وسطية الإسلام وعد ارتباط الإسلام بالإرهاب ورفض كل أشكال العنف والتطرف ، مُبينًا أن الإسلام أسس منهجًا متكاملاً للتعامل بين الشعوب والحضارات المختلفة، حيث قرر اختلاف الناس والأجناس كما جاء في القرآن الكريم، قال تعالي: ” ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم” .
كما أوضح أن المسلمين والمسيحيين في أرض الكنانة وأقطار عربية وإسلامية أخرى ومن بينها فلسطين، يعيشون دومًا مع بعضهم البعض منذ قرون عديدة، أمالهم وآلامهم واحدة ، حيث إنهم والحمد لله شعب واحد فوق هذه الأرض الطيبة، مشيرًا إلى أن مصر أرض الكنانة احتضنت جميع الثقافات والتيارات منذ فجر التاريخ .
وفي كلمته أكد أ.د/ عثمان محمد بن عثمان بطيخ مفتي الجمهورية التونسية أن عالمنا العربي والإسلامي لديه العديد من المؤسسات الدينية من دور للإفتاء ومجالس إسلامية فاعلة ، وجامعات مترامية شرقًا وغربًا كالأزهر الشريف ، وجامعة الزيتونة ، وجامع القرويين بالمغرب وغيرها ؛ تسهم في إعداد شيوخ وقامات دينية عالية ، وكذلك دعاة ووعاظ وأئمة وخطباء ممتازين يستطيعون القيام بدور أفضل رغم ما يبذل حاليًا من مشاق في المجال الدعوي ، مُطالبًا العلماء بنشر الفكر الوسطي من خلال التواصل والزيارات من أجل توحيد الجهود ، ومن ثم نحن في حاجة مُلحة إلى التبادل المعرفي والاعتماد على الحوار الهادئ لاستيعاب الجميع وعدم إقصاء الآخر .
وفي كلمته أشار أ.د/ أحمد إسماعيل أحمد أبو شنب رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدارسات العليا جامعة الأزهر أشار إلى أن التحديات الفكرية فرضت نفسها على الساحة، وامتطى الفكر نزعات الغلو والتطرف ، وتحديات الثقافات الإنسانية المتعددة والمتنوعة والمتحدية بالقوة على المسارات المعرفية والعلمية والمعلوماتية والأطروحات المذهبية التي دفعها التعصب دفعًا إلى محاولة فرض رؤاها وتصوراتها المعرفية على الساحة ، وزاحمت المؤسسات الرسمية في بنائها العلمي والمعرفي، ولما كانت المؤسسات التعليمية تطلع إلى دور بنائي معرفي أكثر فاعلية وإيجابية لمعالجة تلك التحديات الفكرية والثقافية ، كان عليها – وفق مبادئ “النقد الذاتي” – أن تقيم برامجها التعليمية ، وما حقّقته من أهداف ، في إطار من الضوابط المعرفية الراشدة ، التي تضمن لها الأخذ بنواصي الناس عن التطرف والشطط .
وفي ختام الجلسة أشار أ.د/ سعيد عطية مطاوع عميد كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر إلى أن مصطلح التنمية البشرية يؤكد على أن الإنسان هو أداة وغاية للتنمية حيث تعد التنمية البشرية والنمو الاقتصادي وسيلة لضمان الرخاء المجتمعي ، وأن التنمية البشرية حل فاعل للعديد من المشكلات على كافة المستويات، مشيرًا إلى أن فكرة إنشاء أكاديمية الأوقاف للتدريب والتـثـقـيـف فكرة عبقرية تهدف في الأساس إلى خلق جيل مستنير من الأئمة والدعاة.