برئاسة أ.د/ أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب انطلقت فعاليات الجلسة العلمية الأولى ومشاركة كل من : الشيخ / فيض داتو بدر الدين عثمان وزير الأوقاف والشئون الدينية بدولة بروناي , ومعالي الشيخ/ يوسف إدعيس وزير الأوقاف الشئون الدينية بفلسطين , وأ.د / عبد الله النجار أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر , وأ.د/ مهجة غالب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية السابق , والدكتور / مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لفضيلة المفتي بدار الإفتاء المصرية , وأ.د / مصطفى العرجاوي أستاذ القانون بجامع الأزهر , وأ.د / آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو بمجلس النواب.
وافتتح الجلسة أ.د/ أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب بكلمة أكد فيها أن لقاء العلماء واجب أن يتجدد للنظر فيما يتجدد ، لأن حوادث الدهر والليالي متجددة لا تنتهي وهذا ماكان سببًا في هذا اللقاء الطيب الذي فكرته فيه وزارة الأوقاف بقيادة معالى أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف .
ومن جانبه أشار وزير الأوقاف والشئون الدينية بدولة بروناي فضيلة الشيخ / فيض داتو بدر الدين عثمان إلى أن الإسلام هو دين الرحمة والسلام والسماحة والوسطية , ومن هذا المنطلق نرفض رفضًا كليًّا الظلم والعنف بجميع أشكاله وألوانه وصوره , لأنه قائم على الإثم والعدوان وترويع الآمنين , وتدمير مصالحهم ونفعهم ومقومات حياتهم , والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم , وكرامتهم الإنسانية.
كما أكد معالي الشيخ/ يوسف إدعيس وزير الأوقاف الشئون الدينية بفلسطين في كلمته أنه كثر في الآونة الأخيرة خطاب سياسي عن الإرهاب , وربطه الإعلام الغربي بالدول العربية وتناسوا الإرهاب المنظم من إسرائيل الذي يبيد قرى فلسطين ويدنس المقدسات الإسلامية والمسيحية . كما أبدى تأييده الكامل للخطوات الجادة لتفعيل الدور التشريعي لوضع استراتيجية واضحة المعالم لتطوير وتجديد الخطاب الديني الوسطي.
وفي كلمته أكد أ.د / عبد الله النجار أن خطورة الجرائم المتطرفة أصبحت تهدد الحرث والنسل وأصبح لديها نموذجًا للجريمة , أصبحت الجريمة عابرة القارات ولم يعد أحد في مأمن من مرمى نيرانها وأصبحت الإنسانية كلها في مواجهة حافة الخطر وأصبح خيارًا حتميًّا.
وإذا أردنا أن نواجه هذا الخطر فلا بد أن نكون على مستوى التدبير الماكر ؛ لأن المثلية في الرد مطلوبة شرعًا ، وأن تكون المواجهة متنوعة , الفكر بالفكر , والجريمة بالعقاب.
ومن جانبها أكدت أ.د/ مهجة غالب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية السابق أن الجماعات المتطرفة انتشرت في الفترة الأخيرة ، ونتج عن ذلك التطرف والتسيب والجنوح عن الصواب ، فتفرقوا وتنازعوا وتغافلوا عن أمر الله ، وتناسوا الكثير من الآيات التي تحذر من التناحر والتنازع والفرقة ، قال تعالى : “واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ” ، مشيرة إلى أن الإسلام حث على الوقاية ، سواء أكانت وقاية من الأمراض العضوية أم من أمراض القلوب ، ويجب على المسلم أن يعلم أهله ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه ، والوقاية أفضل بكثير من تقديم العلاج بعد الإصابة ، فالوقاية حماية وحصن.
كما الدكتور/ مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لفضيلة المفتي بدار الإفتاء المصرية في كلمته ومما جاء فيها : أن تجارب المؤسسات الدينية في تطوير ذاتها فاعلة ، ولا بد أن ندرك أمرين الأول : أننا لسنا في عصر التعليم فحسب ، بل نحن في عصر ما بعد التعليم وهو التدريب ، والثاني : التحديات التي تواجه المؤسسات الدينية ليس في الداخل فقط ، بل وفي الخارج أيضا .
ومن جانبه أكد أ.د / مصطفى العرجاوي أستاذ القانون بجامع الأزهر ضرورة المواجهة الفكرية للجماعات المتطرفة ، وأن الذين لا يستثمرون تجاربهم يدورون في فلك الآخرين ، موضحًا أن المشكلة تتلخص في أن المعالجة في كل الأبحاث تكمن في التمويل – السلاح – الفكر والبداية تكون بالفكر فلا يبيع أحد نفسه مجانًا ولكنه يقع تحت تأثير الفتاوى المضللة آملا في الفوز بالجنة والحور العين ، فعلى رجل الدين أن يجدد من فكره من أجل التصدي لهؤلاء ، وهذه رسالة العلماء ، فالعالم إذا تعامل مع علمه كوظيفة فهو فاشل ، ولكن ينبغي أن تكون رسالة وإخلاص في القول والعمل ، لنظهر للعالم أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له ، من أجل هذا يجب على الجميع التكاتف والتضافر والتعاون على دحر الإرهاب والتطرف.
كما أرسلت أ.د/ آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب رسالتين في كلمتها :
الرسالة الأولى: هل نحن قادرون على ألا نقتلع من جذورنا ولا نغترب عن مستجدات عصرنا الذي نعيش فيه ؟ هذه المشكلة تتطلب من الجميع توازنًا يحقق لنا الوقوف على أرض صلبة في مواجهة تحديات الوجود ، من خلال القدرة على البقاء ، مع التطلع إلى احتواء المستجدات.
الرسالة الثانية : نحتاج إلى مراجعة بعقيدة صحيحة تعلو بجمال هذا الدين , مطالبة علماء الإسلام أن لا يمتنعوا عن الاختلاف طالما يأخذون بالمصادر المعتبرة ، مشيرة إلى أننا ابتلينا في هذا الزمان بأناس تناسوا قول الإمام الشافعي رحمه الله : رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وقول الإمام مالك رحمه الله : كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا المقام ويشير إلى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وقول الإمام أبو حنيفة (رحمه الله) هذا رأيي ما قدرت عليه فإذا اتفق مع كتاب الله وسنة نبيه وإلا فاضربوا به عرض الحائط وفي ختام كلمتها شددت على أننا ينبغي أن يكون اختلافنا في ضوء التسامح وآداب الحوار وإدارة الحوار ، وبما لا يصل بالمتحاورين إلى النزاع أو الشقاق ، مع إعلاء المصالح العليا للأوطان على أي حسابات شخصية أو حزبية.