يسرنا أن ننشر كلمة معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة فى افتتاح مؤتمر الأوقاف بأسوان الذى يعقد تحت عنوان ” دور المؤسسات الدينية في العالمين العربي والإسلامي في مواجهة التحديات: الواقع والمأمول نقد ذاتي ورؤية موضوعية ” :
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين , سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) , وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .
وبعد :
فما أحوجنا إلى مراجعة الذات و مراجعة الآليات التى نستخدمها في تناول الخطاب الديني ، سواءٌ أكنا أفرادًا أم مؤسسات ، لنقف على الجوانب الإيجابية ونعمل على تعزيزها وتنميتها ، وعلى المشكلات ونعمل على حلها ، وعلى الهنات أو السلبيات ونعمل على تلافيها , دون تهويل أو تهوين ، فالقليل إلى القليل كثير ، ومعظم النار من مستصغر الشرر .
ولاشك أننا نستفيد كثيراً من هذه المؤتمرات ، سواءٌ من حيث بناء جسور التواصل بين علماء الأمة ومفكريها ومؤسساتها الدينية ، أم من حيث تفعيل توصيات هذه المؤتمرات على أرض الواقع مصريًا وإقليميًا ودوليًا ، أم من حيث شرح هذه التوصيات وإخراج بعض البحوث إلى عالم النور لتكون زادًا معرفيًا وثقافيًا كبيرًا ، مع ترجمة بعضها ونشرها على نطاق واسع .
ويكفي أن نُشير إلى أن توصيات المؤتمر العام الرابع والعشرين للمجلس ، الذي عُقد تحت عنوان : “عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه : طريق التصحيح” قد شُرحت وتُرجمت إلى خمس لغات ، وطُبعت خمس طبعات بلغت الأخيرة منها نصف مليون نسخة مُباعة مسبقًا بالكامل قبل طبعها .
وإنني لأؤمل أن يخرج هذا المؤتمر ـــ من خلال المشاركة الواسعة للعشرات من كبار علماء الأمة ومفكريها ـــ ببحوث ونتائج وتوصيات تُسهم إسهامًا جادًا في دعم جهود المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات ، وبخاصة تحديات التطرف والإرهاب كما تُسهم في تصحيح مسار هذه المؤسسات ورغبتها الجادة في التجديد والتطوير والإصلاح من غير إفراطٍ ولا تفريط .
وبالقدر الذى ننبذ به كل ألوان التطرف والإرهاب ننبذ كل ألوان التسيب والانحراف والتطاول على الثوابت ، ونؤكد أن ظاهرة الإسلام فوبيا واضطهاد بعض الجماعات اليمينية المتطرفة للمسلمين أو محاولات النيل منهم أو الاعتداء على دور عبادتهم كل ذلك يدعم الفكر المتطرف ، مما يتطلب التأكيد على عدم ربط الإرهاب بالإسلام ،وتوضيح ذلك للعالم كله بلغاته المختلفة والعمل على استصدار تشريع دولي يجرم الاعتداء الطائفي ضد المسلمين أو الأقليات الإسلامية ، كما يجرم التميز ضدهم على أساس الدين .
وختامًا نؤكد على أن ما تقوم به بعض الجماعات المتطرفة من تشويه لصورة الإسلام وحضارته الراقية من خلال ممارسة العنف ، والتفجير والتخريب ، وسفك الدماء ، وترويع الآمنين ، كل ذلك لا يمت لا للإسلام ولا للأديان ولا للإنسانية بأي صلة أو صفة ، ذلك أن جميع الأديان السماوية تجمع على حرمة سفك الدماء وحرمة الفساد والإفساد في الأرض أو أكل أموال الناس بالباطل أو الاعتداء على أعراضهم .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف ورئيس المؤتمر