*:*الأخبار

في الأمسية الدينية الكبرى بمسجد السيدة زينب
(رضي الله عنها) تحت عنوان:
” ظاهرة التسول وأثرها على الفرد والمجتمع
ووسائل علاجها ”
د. عبد الله محمد رشدي:
العمل شرف والتسول مذلة
د. أسامة فخري الجندي:
الإسلام دعوة إلى العمل لا البطالة، والكسل، والتسول

8 (6)

    برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وامتدادًا لإقامة الندوات والأمسيات الدينية كطريق من طرق تجديد الخطاب الديني ، وضخًا لدماء جديدة للدعوة ، أقامت وزارة الأوقاف مساء الأحد الموافق 8 / 5 / 2016م أمسية دينية من مسجد ” السيدة زينب (رضي الله عنها)” تحت عنوان: ” ظاهرة التسول وأثرها على الفرد والمجتمع ووسائل علاجها ” بحضور فضيلة الشيخ/ صفوت نظير وكيل مديرية الأوقاف بالقاهرة ، وفضيلة الشيخ/ حمادة المطعني مدير عام إدارة أوقاف السيدة زينب ، وفضيلة الدكتور/ هشام عبد العزيز الباحث بالإدارة العامة للبحوث والدعوة .

   حاضر في الأمسية كلّ من: الدكتور/ أسامة فخري الجندي – إمام وخطيب مسجد الحصري بــ 6 أكتوبر والباحث بالإدارة العامة للبحوث والدعوة ، وفضيلة الدكتور/ عبد الله محمد رشدي إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها ، والقارئ الشيخ/ فتحي عبد الرحمن موسى ، والمبتهل الشيخ/ حسين إبراهيم الإسكندراني ، وقدمها فضيلة الشيخ/ نور الدين الشحات إمام المسجد .

    وفي بداية اللقاء أكد فضيلة الدكتور/ عبد الله محمد رشدي – إمام مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) أن مقاصد الله (عزّ وجلّ) من الخلق ثلاثة : العبادة ، والعمارة ، والتزكية ، ومقصد العبادة يتضح في قوله تعالى: ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” وهذا هو المقصد الأسمى، والمقصد الثاني هو العمارة في الأرض ، لقوله تعالى : ” هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا  ” والاستعمارُ أن تُـعْمِـرَ الأرضَ بنفسكَ ، والذي يعتمد على الأكل من بقايا الناس هو  إنسان تضاءلت نفسُهُ عند نفسِهِ ، ولو قيَّمها لضرب الأرض بقدمه وعمل حتى يأكل من عمل يده ، مشيرًا إلى أن العمل شرف وطُهرةٌ ومغفرة للإنسان ؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له “، وقوله (صلى الله عليه وسلم) أيضًا : ” مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ “.

    وفي كلمته بيّن فضيلة الدكتور/ أسامة فخري الجندي أن الإسلام دعوة إلى السموِّ والرفعة كما أن الإسلام دعوة إلى العمل لا البطالة ، والكسل ، والتسول ، كما بيّن فضيلته أن الإسلام عالج الظواهر الاجتماعية التي تهدد مجتمعاتنا بحكمةٍ ربانية ، ولعلّ أهم هذه الظواهر ظاهرة التسول ، لما لها من أثر سلبي على الفرد والمجتمع ، فالتسول إهدار لكرامة الإنسان أمام الناس ، مشيرًا إلى أن المتسول يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مٌُزعة لحم مصداقًا لقول النبي (صلى الله عليه وسلم):”  مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : ” لَوْ يَعْلَمُ صَاحِبُ الْمَسْأَلَةِ مَا فِيهَا مَا سَأَلَ “، لهذا عالج الإسلام هذه الظاهرة في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) :” لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حبلهُ, ثم يأتي الجبل فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ من حَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ, فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَه خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ” ، أيضًا في التسول دعوة إلى البطالة وهذا يُصادم مقصدًا من المقاصد العليا للمكلّف (جلّ وعلا ) ألا وهو مقصد العمارة في الأرض، فالإسلام دعا إلى السعي والعمل، فثقافة الإسلام تأسس للتدبير والتعمير ، لا للبطالة والكسل.

1 (4)4 (8)5 (5)

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى