
انعقاد الملتقى الفكري بمسجد الإمام الحسين في الليلة الثانية عشرة من شهر رمضان المبارك…
انعقاد الملتقى الفكري بمسجد الإمام الحسين في الليلة الثانية عشرة من شهر رمضان المبارك…
الدكتور شرين حلمي: الإسلام دعا إلى الإدارة الرشيدة لعمارة هذا الكون
ويؤكد:
التدين هو الدواء الفعال للأمراض سواء أمراض القلب أو الجسد
الأستاذ الدكتور عبد الله النجار: التنمية الإدارية هي المدخل الرئيسي للحضارة الإسلامية وتقوم على مبدأ أصيل هو العمل الجاد المتقن
ويؤكد: المال ضرورة من ضرورات الحياة ولا يوجد تعارض بين طلب المال والسعي والاجتهاد وبين الزهد في الدنيا
انعقد الملتقى الفكري عقب صلاة التراويح بمسجد مولانا الإمام الحسين -رضي الله عنه- في القاهرة، في الليلة الثانية عشرة من رمضان، تحت عنوان “الفكر التنموي الإداري في ضوء الشريعة الإسلامية والتصوف الإسلامي”.
والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، برعاية كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ضمن جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني خلال الشهر الفضيل، في أجواء إيمانية وروحانية.
حاضر في الملتقى كلٌّ من: الدكتور شرين حلمي رئيس مجلس إدارة شركة فاركو، والأستاذ الدكتور عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية.
وكان ذلك في حضور فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ولفيفٍ من قيادات الوزارة ومديرية أوقاف القاهرة، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمعٍ غفير من السادة الحضور.
افتُتح اللقاء بتلاوة قرآنية مباركة تلاها القارئ الشيخ طه النعماني، وقدّم للملتقى الإعلامي الأستاذ عمر هاشم، المذيع بقناة النيل الثقافية،
وفي كلمته أكد الدكتور شيرين حلمي أن الإسلام دعا إلى الإدارة الرشيدة لعمارة هذا الكون، مبينًا أنها تقوم على أربعة قوى؛ تتمثل في قوة العلم وقوة العدل والتي بدونها لا يستقيم أي نظام، ثم قوة الشهوة، وقوة الغضب، مشيرًا إلى ضرورة التوازن ما بين الجسد والعقل والروح، فالإنسان خليفة الله في أرضه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: “وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ”.
كما أكد سيادته أن التدين هو الدواء الفعال للأمراض سواء أمراض القلب أو أمراض الجسد، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى يطمئن عباده قائلًا: “وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ”، ويريد الشيطان أن يخوف الإنسان على الرزق، والحق -سبحانه وتعالي- يقول: “الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً “، وفي ختام كلمته أشار سيادته إلى قول أبي العباس المرسي لتلميذه ابن عطاء الله السكندري: (إن كنت في نعمة فواجب الحق منك الشكر، وإن كنت في بلية فواجب الحق منك الصبر، وإن كنت في معصية فواجب الحق منك الاستغفار، وإن كنت في طاعة فواجب الحق منك أن تشكره سبحانه أن وفقك إلى طاعته.
وفي كلمته أكّد الأستاذ الدكتور عبد الله النجار على أهمية العمل، حيث يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: “الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ وَالسُّفْلَى السَّائِلَة”، مشيرًا إلى أن علو اليد لا يكون إلا بالعمل لاستخراج خيرات الله من أرض الله -عز وجل-، مؤكدًا فضيلته أن السعي على المعاش هو أساس التنمية لأيّ أمة، ومستقبل هذه التنمية يحتاج إلى رقي وتعامل بالمنطق، مشيرًا إلى أن تزاحم الناس على المباح وتنافسهم على المباحات يجعلها معاوضات مما يعوق التنمية.
وفي ختام كلمته أكد أن العمل الجماعي يجب أن يتّسم بالأمانة والصدق والإخلاص، مشددًا على ضرورة توافر الأمانة والانضباط في الشخص الذي يتولى العمل العام، منبهًا إلى أن التنمية الإدارية هي حق من حقوق الله تعالى، حيث جاء في الحديث: “أنَّ امْرَأَةً مِن جُهَيْنَةَ جاءَتْ إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ، فَلَمْ تَحُجَّ حتَّى ماتَتْ؛ أفَأَحُجُّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ حُجِّي عَنْها؛ أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَةً؟ اقْضُوا اللَّهَ؛ فاللَّهُ أحَقُّ بالوَفاءِ”،
فالتنمية الإدارية هي المدخل الرئيسي للحضارة الإسلامية وتقوم على مبدأ أصيل هو العمل الجاد المتقن، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن المال ضرورة من ضرورات الحياة وأنه لا تعارض بين طلب المال والسعي والاجتهاد وبين الزهد في الدنيا.
وفي ختام الملتقى قدم الشيخ محمد حسن الصعيدي فقرةً من الابتهالات الدينية وسط أجواءٍ إيمانية وروحانية عالية.