
انعقاد الملتقى الفكري بمسجد الإمام الحسين في الليلة العاشرة من شهر رمضان المبارك…
انعقاد الملتقى الفكري بمسجد الإمام الحسين في الليلة العاشرة من شهر رمضان المبارك…
الأستاذ الدكتور مصطفى عرجاوي:
شعب مصر وأبناؤها أمة واحدة ونسيج واحد يتميز بالترابط والتماسك أقباطًا ومسلمين
الأستاذ الدكتور محمد أبو زيد الأمير:
الهوية المصرية أظهرت تدين الشخصية المصرية في صنعها للحضارة علي مرّ العصور من تشييد للمعابد والكنائس والمساجد
ويؤكد:
الشخصية المصرية واسعة الأفق وتتسم بالتعمير والحب للعلم والعمل والإبداع والانتماء الوطني
انعقد الملتقى الفكري عقب صلاة التراويح بمسجد مولانا الإمام الحسين -رضي الله عنه- في القاهرة، في الليلة العاشرة من رمضان، تحت عنوان “الهوية المصرية من خلال التعايش المجتمعي بين الشريعة والقانون”، والذي ينظّمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وسط أجواءٍ روحانية مفعمة بالإيمان، برعاية كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجاء ذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني خلال الشهر الفضيل، حاضر فيه الأستاذ الدكتور مصطفى عرجاوي، العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق.
وافتُتح اللقاء بتلاوة قرآنية مباركة تلاها القارئ الشيخ أحمد تميم المراغي، وقدّم للملتقى الإعلامي الأستاذ عمر هاشم، المذيع بقناة النيل الثقافية، وبحضور الدكتور هشام عبد العزيز رئيس مجموعة الاتصال السياسي بالوزارة، ولفيفٍ من قيادات الوزارة ومديرية أوقاف القاهرة، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمعٍ غفير من السادة الحضور.
وفي كلمته وجه الأستاذ الدكتور مصطفى عرجاوي الشكر لمعالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف وقيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ممثلة في أمينها العام الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي على ما قاموا به من جهد كبير لنشر صحيح الدين من خلال ملتقى الفكر الإسلامي، مؤكدًا أن الحديث عن الهوية المصرية في هذا الشهر الكريم الذي تُؤدى فيه العبادة وينادي فيه المنادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر؛ نجدها في التاريخ القديم، فلننظر إلى الأهرامات والآثار الضخمة والتي شيدها أناس كانوا حريصين علي طاعة الله -عز وجلّ- وعبادته، مؤكدًا أن مصر دولة دائمًا وعلى مرّ تاريخها تعيش على العطاء، وأن الحضارة المصرية القديمة قد استضافت نبي الله سيدنا يوسف -عليه السلام-، مبينًا فضيلته أن الهوية المصرية قامت على شخصية واحدة ونسيج واحد وأمة واحدة، مشيرًا إلى أن الحق -سبحانه وتعالى- يقول في كتابه: “ادخُلوا مِصرَ إِن شاءَ اللَّـهُ آمِنينَ”، لذا فشعب مصر وأبناء مصر أمة واحدة ونسيج واحد يتميز بالترابط والتماسك أقباطًا ومسلمين.
كما أكد أن الدستور المصري ينص على حرية العقيدة والعبادة، وأن قانون العقوبات قد نص على عقوبات لجريمة ازدراء الأديان.
وفي كلمته ثمّن الأستاذ الدكتور محمد أبو زيد الأمير جهود معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لجهودهم المباركة لنشر الفكر الإسلامي الوسطي من خلال ملتقى الفكر الإسلامي، مؤكدًا فضيلته أن الإرادة الإلهية اقتضت أن يكون هناك أديان متعددة منذ فجر التاريخ، وجاء الإسلام متممًا لجميع الرسالات والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم لم يفرق بين أنبياء الله -عليهم السلام-، بل جعل الإيمان بهم جميعًا جزءًا لا يتجزأ من العقيدة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ”، مؤكدًا فضيلته أن الطريق قد أصبح مُمهدًا للتعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم من أبناء الديانات الأخرى، موضحًا فضيلته أن الشخصية المصرية شخصية متدينة تدينًا يصنع الحضارة، وهو ما يتضح من تشييد المعابد والكنائس والمساجد على مر العصور، كما أوضح أن الشخصية المصرية واسعة الأفق وتتسم بالتعمير والحب للعلم والعمل والإبداع، كما أنها صاحبة انتماء وطني، يقول الأصمعي: “إذا أردت أن تعرف الرجل وانتماءه فانظر كيف تحنّنه إلى وطنه، وهو ما رأيناه من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل خروجهم من أوطانهم كان الواحد منهم يأخذ حفنةً من تراب وطنه ليضعها في منديل فإذا اشتاق وحنّ إلى وطنه أخرج المنديل واشتم حفنة التراب، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النموذج، فعندما خرج من مكةَ قال: “أمَا واللهِ إني لأَخرجُ منكِ وإني لأعلمُ أنك أحبُّ بلادِ اللهِ إلى اللهِ، وأكرمُهُ على اللهِ؛ ولولا أنّ أهلكِ أخرجُوني منك ما خَرجتُ”، وفي هذا الموقف نجد أن الله -تبارك وتعالى- بيّن ما جال في صدر نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأنه سيرجعه إلي مكة فاتحًا منتصرًا، يقول تعالي: “إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ”.
وفي ختام الملتقى قدم الشيخ أحمد مقلد فقرةً من الابتهالات الدينية وسط أجواءٍ إيمانية وروحانية عالية.