خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة الإسراء والمعراج : وزير الأوقاف يؤكد: بالذكر واليقين الصادق وحسن التوكل على الله والأخذ بالأسباب ترتقي الأمة ويرتفع شأنها بين الأمم أ.د/ أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق : على الأمة ألا تختلف ولا تتعجب من كون الإسراء والمعراج حدث للنبي (صلى الله عليه وسلم) بالروح والجسد
أقامت وزارة الأوقاف مساء يوم الثلاثاء الموافق 3/ 5/ 2016م احتفالها بذكرى الإسراء والمعراج بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ، والسيد / السيد محمود الشريف وكيل مجلس النواب ، و أ.د/ أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب ، والدكتور / عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ، والدكتور / محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر ، والسيد اللواء / أحمد تيمور محافظ القاهرة ، وفضيلة الشيخ / جابر طايع رئيس القطاع الديني ، وفضيلة الشيخ / خالد خضر وكيل أوقاف القاهرة ، ولفيف من القيادات الدينية بالوزارة .
وفي بداية اللقاء أكد أ.د/ أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب أننا في هذه الليلة المباركة السعيدة الطيبة نحتفل بذكرى الإسراء والمعراج ، حيث أسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، قال تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء:1] ، مشيرًا إلى أنه ينبغي أن نقف عدة وقفات عند الحديث عن هذه الذكرى :
الوقفة الأولى : عند قوله تعالى : {سُبْحَانَ} فإذا صدرت الآية بهذه الكلمة فلا ننظر إليها بعقل الإنسان المحدود ، لأنها تدل دلالة واضحة على طلاقة قدرة الله سبحانه فهو خالق الأسباب وقدرته جل شأنه فوق الأسباب.
الوقفة الثانية : عند قوله {الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} والتي تدل على قمة الحب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وبيان لأشرف منزلة يمكن أن ينالها الإنسان .
كما أوضح فضيلته أن القرآن الكريم قد أخبر عن المعراج في سورة النجم في قوله تعالى : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}.
كما طالب الأمة ألا تختلف ولا تتدافع ولا تتعجب من كون الحادثة وقعت بالروح والجسد معًا ، فإن الذي أسري به وعرج به هو محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي جاء في حقه قوله تعالى : {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}، وقوله: {ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ العسر يسرًا}.
ومن جانبه دعا معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة إلى التحلي بالأمل وعدم اليأس مهما كان حجم التحديات ، وأننا بالصبر واليقين والعمل سنصل بأوطاننا وأمتنا إلى برِّ الأمان بإذن الله تعالى.