*:*الأخبار

في الأمسية الدينية الكبرى بمسجد” عمرو بن العاص (رضي الله عنه) ” شباب الأوقاف يؤكدون:
الدكتور/ محمد خطاب : بالعمل والإنتاج تنهض الأمم والمجتمعات الإسلام جعل العمل عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل
الشيخ/ إسلام النواوي : الإسلام لا يعرف التواكل ، بل يحاربه ويدفع إلى الاجتهاد والعمل والأخذ بالأسباب هو طريق الحصول على ما عند الله عز وجل

13 (1)

        برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وامتدادًا لإقامة الندوات والأمسيات الدينية كطريق من طرق تجديد الخطاب الديني ، وتفعيلاً لدور شباب الدعاة ، أقامت وزارة الأوقاف أمس الأحد الموافق 1 / 5 / 2016م أمسية دينية من مسجد ” عمرو بن العاص (رضي الله عنه) ” تحت عنوان : ” قيمة العمل في الإسلام” ، بحضور كوكبة من علماء الأوقاف على رأسهم فضيلة الشيخ/ خالد خضر- مدير مديرية أوقاف القاهرة ، والدكتور / محمد قرني مدير الدعوة بالمديرية . حاضر فيها كل من : الدكتور/ محمد عبد الحميد خطاب الباحث بالإرشاد الديني بالوزارة ، وفضيلة الشيخ/ إسلام النواوي – الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة ، وقدم للأمسية فضيلة الشيخ/ محمد حسن قاعود – إمام المسجد. وافتتحت الأمسية بتلاوة مباركة لآيات من القرآن الكريم للقارئ الشيخ/ محمد ناصف سلطان ، واختتمت بالابتهالات الدينية للشيخ / رفيق النكلاوي .

            وفي بداية اللقاء أكد فضيلة الدكتور/ محمد خطاب أن العمل هو حديث الساعة في مصر اليوم ، لأنها تحتفل بعيد العمال ، فالعمل هو كل جهد يؤدي إلى إنتاج ، مشيرًا إلى أن العمل بهذا المعنى يمتاز بقيمة إنسانية وحضارية نراها في الحضارات القديمة كالفرعونية وغيرها ، وصولا إلى الحضارة الإسلامية الراقية ، فلابد من العمل لنهضة أي أمة من الأمم.

            كما أوضح فضيلته أن الإسلام أضاف للعمل ميزة جديدة عن الحضارات الأخرى وهي كونه عبادة يتقرب بها إلى الله (عز وجل) نجد ذلك في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورًا له” ، فالمغفرة لا تكون إلا بالعبادة ، ولما رَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنْ جَلَدِ رجل ونَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعِفُّها فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ.

          كما أردف فضيلته أن القرآن الكريم لم يقصر العمل على الجهد البدني فقط ، بل إن الكلمة الطيبة من أفضل الأعمال ، والنصيحة كذلك ، وشكر النعمة من أفضل الأعمال ، لقوله تعالى : {..اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13] ، مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بذل جهده وطاقته في سبيل دعوته وأمته ، لدرجة أن القرآن الكريم وصفه بقوله : {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف: 6] وقال له : {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}[الشورى: 48] ، وهكذا كان العمل بشقيه  البدني والقولي متلازمان لكل الأنبياء ، فما أحوجنا إلى تقديم الجهد لهذا الوطن الغالي لنحقق له العزة والكرامة.

      وفي سياق متصل أوضح  فضيلة الشيخ / إسلام النواوي أن الإسلام دين لا يعرف التواكل ، بل يحاربه وينبذه ويدفع إلى الاجتهاد والعمل، وإنما هو دين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله ، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل:97]. وفي الحديث عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم ): « لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا » ، فالأخذ بالأسباب هو طريق الحصول على ما عند الله عز وجل، مع مواصلة العمل الجاد المحكم وقوة العزم وإخلاص النية وصدقها    .

    كما شدد فضيلته على أننا بصدد بناء الوطن فلا يستوي رجل يستيقظ حيث ينام الناس، ورجل ينام حيث يستيقظ الناس ، فما عند الله من العزة والكرامة والفضل لا يناله أحد إلا بالعمل والسعي ، مشيرًا إلى أن الإسلام جاء ليعلي من قيمة العمل ، فقال تعالى : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة : 105] ، قائلا للشباب أن الواسطة لا تصنع النوابغ ، وأن سحابات الهموم تكسرها أمطار الفرج ، وكما جاء في قصة مجيء عرش بلقيس لسليمان : {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ..} [النمل: 40] ، فالذي يسعى لتحصيل العلم لخدمة وطنه سيكون مقدمًا على غيره في الدنيا ويجزل الله تعالى له العطاء في الآخرة ، لحبه وتفانيه لرفعة دينه ووطنه.

11 65

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى