برعاية كريمة من معالي أ .د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وفي ختام أعمال مسابقة الأوقاف العالمية في دورتها الثالثة والعشرين لحفظ القرآن الكريم بجنوب سيناء ، وتزامنًا مع افتتاح مسجد الشيخ موسى بأرض الفيروز بمدينة الطور ، قامت مجموعة من شباب علماء الأوقاف وعلى رأسهم الدكتور / أشرف فهمي مدير عام المتابعة بمكتب الوزير ، والدكتور/ ياسر معروف الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة بقافلة تجوب مساجد مدينة الطور لتؤدي خطبة الجمعة 8 من رجب 1437هـ الموافق 15من إبريل 2016م تحت عنوان :” المنتج الوطني بين إتقانه صنعا وأولويته بيعًا وشرا، وتعميق الحس الوطني والولاء والانتماء الوطني.
فمن على منبر مسجد المنشية بمدينة الطور أكد الدكتور / أشرف فهمي مدير عام المتابعة بمكتب الوزير أن إتقان العمل هدف من أهداف الدين ، يسمو به المسلم ويرقى به في مرضاة الله عز وجل ، وهو أيضا ظاهرة حضارية تؤدي إلى رقيّ الجنس البشري ، وعليه تقوم الحضارات ، ويعمر الكون، وتتقدم الأمم ، مشيرًا إلى أن جودة العمل وإتقانه من أسس ديننا الحنيف ، حثنا عليه النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم ) بقوله: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ) فإنه بذلك رفع منزلة الإتقان إلي أسمي المنازل ، حيث جعله سبيلًا إلى محبة الله عز وجل، فالعمل المتقن هو الذي ينتفع به الناس ، ويقيم البناء القوي الشامخ ، وهو أكبر دليل على جودة العمل، واستنفاد الجهد في إبلاغه مرتبة الإحسان ، كما أنه برهان واضح علي إخلاص المرء لعمله ، وعدم تفريطه في حقوق وطنه، فلن يتحقق النهوض لأي حضارة ، ولا التقدم لأي بلد ما لم يتحقق مبدأ الإتقان في كل شيء.
ومن على منبر مسجد بدر بمدينة الطور أوضح الدكتور / ياسر معروف الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة أن الإسلام قد حثّ على إتقان العمل وبخاصة المنتج الوطني الذي يحتاج منَّا كل دعم بيعًا وشراءً ، لما سيحققه من رخاء للاقتصاد الوطني وتحقيق العزة والريادة للمجتمع ، ومن ثمَّ فإن دعم المنتج الوطني بكل صور الدعم أصبح ضرورة شرعية وواجبًا وطنيًّا ، وإن إتقان العمل والتعاون عليه صورة من صور التعاون المطلوب شرعًا من كل أفراد الأمة ، وقد تضافرت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو المسلمين إلى التعاون والتكاتف من أجل تحقيق عزّ هذه الأمة ، والعمل على رقيها ونهضتها ، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى البر والتقوى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإثم والعدوان}، مشيرًا إلى أن التعاون على البرّ والخير بين المسلمين ما أروعه في قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فالاقتصاد في عصرنا الحديث أحد أهم دعائم القوة وأشد أركانها ، ولن تتحقق هذه القوة الاقتصادية ، ومن ثمّ فإن دعم المنتج الوطني وخاصة وقت الأزمات يشكل حجر الأساس في بناء اقتصاد مصرنا الغالية، فكلما أقبلنا عليه بيعًا وشراءً وتجارةً وجعلناه أولوية في حياتنا كلما أعطينا المنتجين والمصنعين الفرصة لرفع قدرته التنافسية ، وتوفير المزيد من فرص العمل لأبنائنا.
ومن على منبر مسجد السلام بمدينة الطور أشار فضيلة الشيخ / إبراهيم أحمد على إلى أن دعم المنتج الوطني يؤدي إلى إدخال السرور على قلب كل وطني ، سواء أكان صاحب العمل أم العامل الذي يتكسب من عمله لكفاية أهله ، مشيرًا إلى أن هناك آليات هامة تسهم في دعم المنتج الوطني ، منها: الاهتمام بجودته فعلى الجميع أن يؤدوا ما عليهم من حقوق، ويراقبوا الله عز وجل فيها ، ومنع الغش والتدليس: فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يراقب حركة السوق بيعًا وشراءً من أجل ضبط حركته ، ومحاربة المحتكرين والتصدي لهم: فالمحتكر إنسان لا خلق ولا وطنية له ، غلبته أنانيته ونقيصته فجعلهما فوق كل اعتبار ، فاستباح أقوات الناس ومقومات حياتهم فتاجر فيها ، والدين الإسلامي أمرنا بالتراحم وعدم استغلال حاجات الناس ،
ومن على منبر مسجد حي النادي بمدينة الطور بين فضيلة الشيخ / محمد أحمد
أن المنتج الوطني لا ينحصر في الصناعات ، إنما يشمل الزراعات وسائر المنتجات ، بأن تكون وفق أفضل المواصفات العالمية ، سواء أكانت منتجات زراعية أم غذائية أم صناعية ، مشيرًا إلى أن دعم المنتج الوطني يحقق آثارًا وفوائد طيبة تعود بالخير على الفرد والمجتمع ، منها :أنه يتيح فرص عمل لأبناء الوطن جميعًا وبخاصة الشباب ، ويقلل من نسب البطالة بين أفراد المجتمع، وأنه يشكل حجر الأساس في بناء دولة قوية بأفرادها ، واقتصادها ، وذلك من خلال رفع قدرة المنتج التنافسية، وأنه ينمي عند الفرد قيمة الولاء والانتماء للوطن فيعمل جاهدًا على نصرته ورفعته، أنه يعمل على نشر المحبة والمودة والرضا المتبادل بين كافة أطياف المجتمع وفئاته وطبقاته ، فعن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ (رضي الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) .
ومن على منبر مسجد الفيروز بين فضيلة الشيخ / جابر محمود عبد الرحمن
وفي المقابل فإن من يترك المنتج الوطني، ويذهب إلى غيره بحجج واهية، ضاربا بقيم الولاء الوطني عرض الحائط، فإنه يتسبب في ضعف الاقتصاد الوطني ، ويزيد من نسبة البطالة بين أفراد المجتمع ، كما يزيد من قوة اقتصاد الدول المصدرة ، وإضعاف الخبرة الوطنية وعدم تنميتها ، مشيرًا إلى أن في دعم المنتج الوطني كل الخير لوطننا وأمتنا ، وفي إهماله والإعراض عنه والإقبال على المنتج الأجنبي من غير ضرورة ضياع فوائد ومنافع كثيرة على الوطن والفرد والمجتمع.