لا شك أن العوامل المشتركة بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية تدفع إلى التكامل لا إلى مجرد التنسيق أو التعاون ، وهذه العوامل المشتركة أكثر من أن يحاط بها في حديث أو مقال ، لكني أذكر منها : الدين ، والعروبة ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والمصير المشترك ، ودور الدولتين في استقرار المنطقة ، وفي مواجهة الإرهاب ، وفي أمن وسلام العالم.
ويكفي أن نذكّر بما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى : ” وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ” (التين : 1-3) ، والبلد الأمين هي مكة المكرمة ، ولا شك أن الربط بين البقعتين المباركتين طور سيناء وبلد الله الأمين مكة المكرمة لا يمكن أن يكون رابطا عفويا حاشى لله ، فكل كلمة من القرآن الكريم قد وقعت موقعها لحكمة ودلالة ، ما يدفعنا إلى التأمل في حكمة هذا الترابط السياقي الذي يدعونا وبلا شك إلى البحث عن كل ما يقوي أواصر العلاقة والترابط ويعمقها بين البلدين الشقيقتين.
على أن البلدين يجمع بينهما أهداف وعوامل كثيرة ، من أهمها : القوة في الحق ، وعدم الاعتداء أو الظلم ، ومواجهة التطرف والإرهاب ، والعمل على تأصيل روح التسامح والتعايش السلمي بين البشر.
ولا شك أن إقامة هذا الجسر الرابط بين مصر والمملكة والذي أعلن سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تسميته جسر الملك سلمان سيكون له أثر كبير في تعميق جسور التواصل بين البلدين ، وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما ، بل بين قارتي أسيا وأفريقيا من خلالهما ، فتحية للسيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي ، وتحية لخادم الحرمين الشريفين الملك / سلمان بن عبد العزيز ، مع تهنئته بقلادة النيل المستحقة التي جاء منحها تقديرا لمكانته وجهوده العظيمة في دعم مصرنا الغالية وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وتحيا مصر ، وتحيا المملكة العربية السعودية ، وعاشتا ذخرًا للأمة العربية ولأمن وسلام العالم.