برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة انطلقت أمس الجمعة 8 / 4 / 2016م قافلة علماء الأوقاف في محافظة جنوب سيناء لإلقاء خطبة الجمعة بعنوان: أمانة الكلمة ومسئوليتها.
فمن على منبر مسجد السلام أكد فضيلة الشيخ / إسماعيل الراوي مدير أوقاف جنوب سيناء أنه لما كانت الكلمة الطيبة دليلًا على إيمان صاحبها أمرنا الحق سبحانه وتعالى بالكلمة الصادقة لجميع الناس دون تفرقة ، وألا ننطق إلا بالقول الرشيد الذي يصلح ولا يفسد ، يبني ولا يهدم ، يعمر ولا يخرب ، فقال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا…}[البقرة:83] ، وقال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[الإسراء:53] ، وقال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب:70-71] ، فصلاح الأعمال وغفران الذنوب مترتب على القول الطيب والكلمة الصادقة ؛ لذلك كان توجيه الإسلام إلى التثبت والتحقق من كل ما يقال أو يشاع ، إذ ليس كل ما يُقال يُصدق ، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات: 6] ، مشيرًا إلى أن حفظ اللسان دليل على كمال الإيمان، وحسن الإسلام، وسبيل الوصول إلى الفردوس الأعلى.
ومن على منبر مسجد المصطفى أشار الدكتور/ أشرف فهمي مدير عام شئون المتابعة بمكتب الوزير إلى أن أمانة الكلمة ومسئوليتها واجب شرعي وأخلاقي ، لأنها تجمع شمل الأمّة ، وتحول العدو إلى صديق ، وتمنعُ كيدَ الشيطان ، كما أن الكلمة الطيبة تؤلف القلوب ، وتصلح النفوس، وتذهب الأحزان ، وتزيل الغضب ، موضحًا أن أمانة الكلمة تتطلب من صاحبها ألا ينطق إلا بالخير والصدق، فلا يكذب ولا يخادع ولا يشهد زورًا ولا يدلس ولا يقلب الحقائق ، ولا يتحدث بغير علم ، قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ}[النحل: 116، كذلك تتطلب أمانة الكلمة الصدق في النصيحة والمشورة لمن طلبها، فالدين النصيحة ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): (الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ) (رواه أبو داود) ، فبالنصيحة والمشورة الخالصة الصادقة يَصلح أمر العباد، ويسودُ الأمن والأمان ، ويعمُّ الرَّخاء في البلاد.
ومن على منبر مسجد الشهداء أوضح الدكتور/ ياسر معروف خليل الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة أن الأمانة في الكلمة حماية لحياة الناس جميعاً ، وأمن للمجتمع ، وصون للأعراض ، وحماية للروابط والعلاقات ، مشيرًا إلى أن الكلمة أمانة ربانية ومسئولية اجتماعية ، فما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة الصادقة بين أفراد المجتمع لما لها من أثر طيب في نشر الألفة والمحبة ، وإذابة الفرقة والشحناء، فالكلمة الطيبة لها أثرها الطيب في صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب ، قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب:70-71 ].
ومن على منبر مسجد الوائل أشار فضيلة الشيخ/ إبراهيم أحمد على رئيس قسم الإرشاد الديني بمديرية أوقاف جنوب سيناء إلى أن الكلمة الصادقة لها أثر طيب في العلاقة بين الناس ، فالإحسان إلى الجيران بالكلمة يكون سببًا في دخول الجنة، والإساءة إليهم قد تكون سببًا في دخول النار ، فعن أبي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) َقالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ) قَالُوا: وَفُلَانَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ، وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) (الأدب المفرد للبخاري)، وللكلمة أيضًا أثرها الطيب في حسن العلاقة حتى مع الأعداء ، يقول تعالى : {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه :43 -44] .
ومن على منبر مسجد حي النور بمدينة شرم الشيخ أشار فضيلة الشيخ/ ماجد راضي فرج رئيس قسم المساجد الحكومية إلى أن نشر الأخبار الكاذبة ، وتشويه الحقائق أو تدليسها، والنيل من أعراض الشرفاء، وكل ما يتصل بنشر ما يشيع الفاحشة في المجتمع يُعدُّ خيانة للكلمة ، فليتق الله كل صاحب كلمة مكتوبة ، وليعلم علم اليقين أن ما سطره سيبقى شاهدًا له أو عليه ، وليدرك كل إنسان مسئوليته الكاملة أمام الله – عز وجل- وأمام ضميره وأمام الخلق عن كل ما يتحدث به ، حتى لا يكون سببًا في الفرقة والتنافر بين أبناء المجتمع الواحد ، وحتى لا يكون سببًا في قطع الأرحام ، وإفساد العلاقات بين الناس.