برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وامتدادًا لإقامة الندوات والأمسيات الدينية كطريق من طرق تجديد الخطاب الديني ، وضخًا لدماء جديدة للدعوة ، أقامت وزارة الأوقاف أمس الأحد الموافق 3 / 4 / 2016م أمسية دينية من مسجد ” السيدة نفيسة رضي الله عنها” تحت عنوان: ” خطورة الدخلاء على الدعوة والفتوى ” بحضور كوكبة من علماء الأوقاف .
وحاضر فيها كل من: الأستاذ الدكتور/ عبد الله النجار – عضو مجمع البحوث الإسلامية ، وفضيلة الشيخ/ أحمد تركي – مدير عام التدريب ، والقارئ الشيخ/ أحمد عوض أبو فيوض ، والمبتهل الشيخ/ فوزي عبد الغفار ، وقدمها فضيلة الشيخ/ عبدالله محمد رشدي إمام المسجد.
وفي بداية اللقاء أكد فضيلة الشيخ/ أحمد تركي مدير عام التدريب أن كلمة العلم ذكرت بمدلولاتها في كثير من آيات القرآن الكريم ، لعل من أبرزها قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 27، 28] ، موضحًا أن الإنسان كلما ازداد علمًا كلما ازداد خشية لله ، أما الذين يدَّعون العلم يزدادون بعدًا عن الله لضلالهم وإضلالهم لمن حولهم ، لافتًا إلى أن القرآن الكريم تحدث عن الصلاح والإصلاح والفساد والإفساد ، وأن الذي يدعي العلم لا يكون صالحًا ولا مصلحًا ، بل فاسدًا مفسدًا .
كما أشار فضيلته إلى أن الاستخراب العالمي الذي احتل البلاد العربية لم يجد مقاومة إلا من علماء الأزهر الشريف ، فعمد إلى تجنيد دخلاء على الدعوة والفتوى مع سبق الإصرار والترصد وتم التسويق لهم ، مع أنهم ” مجهولو النسب العلمي ” لتبنيهم المبادئ الاستعمارية وتحويلها إلى عقائد كتوصيف الوطن بأنه مجرد حفنة من التراب .
وفي كلمته بين فضيلة أ .د/ عبد الله النجار – عضو مجمع البحوث الإسلامية أن العلم هو ميراث النبوة الذي تلقاه النبي (صلى الله عليه وسلم) وحيًا ، وأداه إلى العلماء الذين حملوه كابرًا عن كابر إلى أن وصل إلينا في كعبة العلم والعلماء الأزهر الشريف الذي أداه وما زال يؤديه غضًا طريًا ، مشيرًا إلى أن كل أمر يجب على المكلف أن يؤديه وجب عليه تعلمه ، فالعلم يسبق العمل ، فعلى الجميع أن يسأل المتخصصين من أهل العلم عن كيفية أداء الصلاة والصيام والزكاة والحج وكل العبادات والطاعات .
كما أوضح فضيلته بيان حقيقة بعض الدخلاء الذين يتظاهرون بالعلم والفتوى وهم لا يبتغون إلا حظًا دنيويًا ، مشيرًا إلى أن سؤال أهل الذكر من الواجبات الشرعية ، قال تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النحل: 43] ، وأهل الذكر هم المجازون من المؤسسة الرسمية فلا يتاجرون به ولا يسخرونه لمآرب أو مكاسب أو مصالح .