المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يطلق صالونه الثقافي الصيفي تحت عنوان : دور التربية في مقاومة الإلحاد .. عصر الرقمنة أنموذجا
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
يطلق صالونه الثقافي الصيفي
تحت عنوان : دور التربية في مقاومة الإلحاد .. عصر الرقمنة أنموذجا
أطلق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية اليوم الأحد ١١ أغسطس 2024م صالونه الثقافي الصيفي تحت عنوان: “دور التربية في مقاومة الإلحاد .. عصر الرقمنة أنموذجا”، حاضر فيه : الأستاذ الدكتور أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية السابق، والأستاذ الدكتور طريف شوقي أستاذ علم النفس ونائب رئيس جامعة بنى سويف سابقًا، والأستاذ الدكتور محمد مهنا أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر، وقدَّم للقاء الدكتور رمضان عفيفي، وبحضور نخبة من الأئمة والواعظات بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجاردن ستي.
وفي كلمته أعرب الأستاذ الدكتور أحمد حسين عن شكره لمعالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري على إتاحته هذا المنبر الثقافي المتميز، وعلى حسن اختيار عنوان الصالون، فهو اختيار موفق من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مؤكدًا على أهمية دور التربية الروحية في بناء جيل واع متيقظ يُعنى بشأن أمته ،موضحًا أن التربية الروحية لها معنيان:
الأول واسع وهو عام يهتم بالعقيدة والشرائع، والثاني معنى خاص وهو الاصطلاحي وهو التصوف الإسلامي، فالدين فطرة خلقها الله في الإنسان، جاءت لتؤتي ثمارها عن طريق المراقبة والإيمان بالله، كي تحفظ النفس البشرية من خطر الوقوع في الإلحاد.
وفي كلمته أوضح الدكتور طريف شوقي مدلول الإدارة الفعالة للعقل، والإدارة الفعالة للذات وتطوير العادات، مضيفًا أن الإدارة الفعالة للذات تعني تنظيم الإنسان لوقته ومواعيده وارتباطاته ومحاولة التحكم في النفس والإمساك بزمامها، وتعني كذلك الاستفادة من إمكانات وقدرات الإنسان وتحديد أهدافه والتركيز عليها ومتابعة تحقيقها، فالوقت أهم عامل من عوامل إدارة الذات، فالمعادلة تقول: الوقت مضافًا إلى الجهد الملائم لاستغلاله يساوي تحقيق الأهداف المطلوبة إن شاء الله.
وقلنا: إن شاء الله لنأخذ بعين الاعتبار مشيئة الله، فقد يستغل الإنسان الوقت استغلالًا مناسبًا ولا يوفَّق إلى تحقيق ما كان يأمل إليه ويعمل عليه بسبب تدبير الله وتقديره؛ فالمهم إذًا بذل الجهد واستغلال الوقت والأخذ بالأسباب والحصيلة النهائية مرتبطة بمشيئة الله وقدره.
مشيرًا إلى ضرورة توسيع مفهوم الإلحاد فيجب مواجهته بالأفكار عن طريق إدارة العقل البشري في محاور أربعة، وهى: إدارة المعلومات، وإدارة الأفكار، وإدارة الذات، وإدارة علاقاته مع الآخرين.
وفي كلمته تحدث الأستاذ الدكتور محمد مهنا عن التصوف وكيفية حماية الفكر من الانحراف في طريق الإلحاد بتربية وتنشئة سليمة دون غلو، فقد قام المفكرون والأدباء باستيعاب القيم المشتركة الإنسانية، والتعايش مع الآخرين، والبعد عن الغلو والتشدد والتطرف، وغير ذلك من معالم الخطاب الإسلامي المنشودة، وكذلك مراجعة الأفكار القديمة، والوقوف على ما فيها من إخفاقات، وأسباب الفشل الذي منيت بها والعمل على تلافيها، والعمل على التغيير والنهوض من جديد، والبناء على ما فات من الجهود مع التصحيح والتصويب والتسديد والمقاربة، والأهم: مصارحة الشباب بالفشل، وأسبابه، وإشراكهم في المراجعة، وإطلاعهم على الحلول ومشاركتهم في التطوير، وبيان حاجة الأمة للشباب، وإعطائهم الدور الحقيقي في النهوض بالأمة والبناء الحضاري لها.
وإثبات قدرة الإسلام على معايشة الجميع، واستيعابهم مسلمين وغير مسلمين في المجتمع الإسلامي، وغير ذلك من المعالم التي لا بد من مراجعتها في المشروع النهضوي الإسلامي، وكذا نقد أصحاب الخطاب المتصوف الجامد، الساعي لحصر الإسلام في الزوايا والتكايا بعيداً عن الواقع والحياة والشباب.
مبادرة العلماء والمفكرين والمثقفين إلى التواصل مع الشباب، ومعايشة همومهم، والإجابة على شبهاتهم وإشكالاتهم، والسعي لمشاركتهم معاناتهم والعمل على حل المستطاع منها، والبعد عن التقليل من شأن ما يطرحون، وتقدير وجهات نظرهم، وإن بدت لبعضنا خاطئة، والعمل على تصويبها، بهدوء وتدرج وعلمية، وكل ما أخذ هذا الجهد طابع المؤسسية في العمل، والاستناد إلى الدراسات والعلوم، والبعد عن العشوائية والارتجال، كلما كان أدعى لتحقيق أهدافه، والوصول إليها.