لمشاهدة تلك الأمسية اضغط هنا
برعاية كريمة من معالي أ.د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وامتدادًا لإقامة الندوات والأمسيات الدينية من أجل نشر صحيح الدين ، وتفعيلاً لدور شباب الدعاة وضخًّا لدماء جديدة للدعوة ، أقيمت يوم الأحد الموافق 20 /3 / 2016م أمسية الأوقاف الدينية بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان: ” الأدب والذوق والرقي المجتمعي ” بحضور كوكبة من العلماء على رأسهم فضيلة د/ محمد قرني وكيل مديرية أوقاف القاهرة.
وحاضر فيها كل من: د/ نوح عبد الحليم العيسوي – مدير عام بحوث الدعوة ، و د/ محمد عبد الحميد خطاب – الباحث بالإرشاد الديني ، وقدم للأمسية د/ الأمير محفوظ إمام المسجد.
وافتتحت الأمسية بتلاوة مباركة لآيات من القرآن الكريم للشيخ /فتحي عبد الرحمن موسى، واختتمت بالابتهالات الدينية للشيخ/ أحمد البشتيلي، وقد حضرها جمع غفير من رواد المسجد .
وفي البداية تحدث الدكتور/ نوح عبد الحليم العيسوي – مدير عام بحوث الدعوة بالوزارة – عن حقيقة الأدب الذي يجمع خصال الخير ، من حسن الخلق ، وحسن المعاملة ، مشيرًا إلى أن المقصود بالذوق في الإسلام أدبيات التعامل وجماله مع الناس بأشكاله المتعددة ، من حسن التصرف ، وحسن العشرة ، والكلمة الجميلة ، موضحًا أن الإسلام دين يجمع بين القيم والمثل الإنسانية الرائعة والتي تجسد الصورة المثلى للأخلاق الفاضلة ، حيث كانت الغاية من بعثة الرسول (صلى الله عليه وسلم) إتمام مكارم الأخلاق ، قال (صلى الله عليه وسلم) : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). مشيرًا إلى أن من ينظر في كتاب الله تعالى وفي سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) يجد أن الأدب والذوق الرفيع من خصائص هذا الدين ، فمن تأدب مع الله صار من أهل محبته، وإذا أحبه الله أحبه كل شيء ، فالأدب مع الله ينعكس أدبًا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)، والأدب مع رسول الله ينعكس أدبًا مع المؤمنين الصادقين.
موضحًا أن من أهم معالم الذوق والجمال والرقي تخير الكلمة الراقية الصافية، فقد مرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على قوم يوقدون نارًا ، فكَرِه أن يقول لهم : السلام عليكم يا أهل النار ، إنما قال : السلام عليكم يا أهل الضوء.
وفي كلمته أكد د/ محمد عبد الحميد خطاب – الباحث بالإرشاد الديني – على أهمية الأدب في حياة الشعوب ورُقي المجتمعات ، موضحًا أن الخُلق قد يكون سجيّةً وفطرة ، وقد يكون أمرًا مكتسبًا ، وأننا يجب أن نربي أبناءنا منذ الصغر على الخلق الحسن ، ولا شك حين يتدرب الإنسان على الخلق الحسن لابد له من قدوة ، وخير قدوة لنا هو المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وهناك العديد من النماذج على أدبه (صلى الله علي وسلم) مع ربه، فقد كان النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) يقوم الليل حتى تورمَتْ قدماه ، فلما سألتْه السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) : ألم يغفر لك ربك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبدًا شكورًا) .
مشيرًا إلى أنه يجب على المسلم أن يقتدى بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في حُسن الدعاء إلى الله وعدم تعجّل الإجابة، فلو تخلقنا بخلق المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لمنعنا الكثير من الأذى وقطيعة الرحم، وتفكك الأسر ، وكذلك لنا العبرة في معاملته مع ابن اليهودي المريض وزيارته له فقد ضرب لنا مثالاً عظيمًا في رعاية الجوار وحق الجار ، وكذلك عندما رأى النبي جنازة يهودي تمرّ أمامه فقام ، فقالوا : إنها جنازة يهودي يارسول الله ، فقال (صلى الله عليه وسلم): ” أَلَيْسَتْ نَفْسًا “، ثم قام النبي (صلى الله عليه وسلم) أدبًا واحترامًا.