انعقاد القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء بمحافظة شمال سيناء

انعقاد القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء بمحافظة شمال سيناء

في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومعالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وفضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، انطلقت قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف ودار الإفتاء المصرية إلى محافظة (شمال سيناء)، يومي الخميس والجمعة : (12 – 13 محرم 1446هـ )، الموافق (18- 19/ 7/ 2024م)، وتضم القافلة ثلاثة عشر عالمًا من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: “جبر الخاطر وأثره في الدنيا والآخرة”.
وفيها أكد العلماء أن مَن جَبَر جُبِرَ، وَمَنْ سَعَى بَيْنَ النَّاسِ بِجَبْرِ الخَوَاطِرِ أَدْرَكَهُ اللهُ بِلُطْفِهِ وَلَوْ كَانَ فِي جَوْفِ المَخَاطِرِ، وَأَنَّ صَنَائِعَ المَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَأَنَّ اللهَ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَا جَزَاءُ الإِحْسَانِ عِنْدَ رَبِّنَا إِلَّا الإِحْسَانُ، يقول سبحانه: “هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ”، ويقول تعالى: “إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا”، وَأَنَّ مفتاح السعة والتيسير من الله في جبر خواطر عباده، وجبر الخواطر من أعظم العبادات التي تفتح لها أبواب السماء.
مؤكدين أن جبر الخاطر رحمة من الله أسكنها قلب من أحب من عباده، وأن جَبْرَ الخَاطِرِ أَمْرٌ يَسِيرٌ، قَد لَا يُكَلِّفُكَ إِلَّا بَسْمَةً صَادِقَةً تُسْعِدُ الفُؤَادَ، أَوْ كَلِمَةً حَانِيَةً تَشُدُّ الأَزْرَ وَتُنْهِضُ العَزِيمَةَ، وَاعْلَم أَنَّ أَوْلَى مَنْ تَجْبُرُ خَوَاطِرَهُمْ هُمْ أَهْلُكَ، أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْكَ، يَقُولُ سَيِّدُنَا وَنَبِيُّنَا (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ): (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)، وَانْظُرْ عَظِيمَ جَبْرِ اللهِ تَعَالَى مَنْ جَبَرَ خَوَاطِرَ أَهْلِهِ، يَقُولُ نَبِيُّنَا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: حَارِثةُ بنُ النُّعمانِ، كَذَلِكُمُ البِرُّ، كَذَلِكُمُ البِرُّ)، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ.
وَانْظُرْ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ البَدِيعَةِ مِنْ جَبْرِ الخَاطِرِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، حِينَ جَبَرَتِ السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ (رَضِيَ اللهُ عَنْهَا) قَلْبَ زَوْجهَا (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) لَـمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَطَمْأَنَتْ (رَضِيَ اللهُ عَنْهَا) قَلْبَهُ، وَسَكَّنَتْ نَفْسَهُ، وَذَكَّرَتْهُ بِالقَانُونِ الإِلَهِيِّ: أَنَّ جَابِرَ الخَوَاطِرِ لَا يُخْرِيهِ اللهُ أَبَدًا، فَقَالَتْ لَهُ: «إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ».