*:*الأخبار

قافلة علماء الأوقاف بالإسماعيلية تؤكد :
إذا تحقق الإيمان في قلب العبد كما ينبغي
صانه عن كل صور الانحراف والتشدد والتعصب

awkaf

     برئاسة معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة واصلت يوم الجمعة 26 / 2 / 2016م القافلة الدعوية لعلماء وزارة الأوقاف عطاءها العلمي والدعوي بالمساجد الكبرى بمحافظة الإسماعيلية.

       وقد بيّن علماء القافلة أن الإيمان بالله (عز وجل) مرتبط بالعمل الصالح , لا ينفك أحدهما عن الآخر ، فإذا تحقق الإيمان في قلب العبد كما ينبغي صانه عن كل صور الانحراف والتشدد والتعصب.

حيث ألقى فضيلة د/ هشام عبد العزيز علي – الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة – خطبته بمسجد السلام بحي السلام، موضحًا أن الإيمان بالله – تعالى- هو أسمى علاقة جاء بها الرسل (عليهم السلام)، ومعناه : استقرار العقيدة في القلب بالإيمان بالله وبملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وعلى المؤمنين أن يؤدوا مطلوب الإيمان، وهو تنفيذ التكاليف التي يأتي بها المنهج الإلهي ، والمبلِّغ عنه سيدنا رسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) في الأوامر و النواهي.

مشيرًا إلى أن معرفة الله (عز وجل) هي أول طريق الإيمان , قال تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}[محمد:19]، مؤكدًا أن الإيمان بالله (عز وجل) مرتبط بالعمل الصالح , لا ينفك أحدهما عن الآخر، كما جاء في القرآن الكريم في آيات كثيرة ، ومنها: قوله سبحانه:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة:82].

كما  ألقى فضيلة د/ محمد عبد الحميد خطاب – الباحث بالإرشاد الديني – خطبة الجمعة بمسجد علي بن أبي طالب بحي ثان، موضحًا أن الحق سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الحكيم صفات كثيرة لعباده المؤمنين، منها:  كمال الخشية لله تعالى، إذ أن الخشية من الله تعالى من أعلى المقامات وأجلها ، يقول الله  تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}[الأنفال:2- 4]. والوجل هو كمال الخشية لله تعالى، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون:57-60], وقال تعالى:{إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} [يس:11] ، مشيرًا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ضرب أروع الأمثلة في كمال الخشية من الله تعالى , فعَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يُصَلِّي وَلِصَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ) (رواه ابن خزيمة).

ومن على منبر مسجد الإسماعيلي بحي ثان أكد فضيلة الشيخ/ إسلام النواوي – الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة – أن المؤمن يجب أن يتخلق بأخلاق القرآن الكريم الواردة بحق أهل الإيمان ليضمن لنفسه النجاة في الدنيا والآخرة ، فالإيمان إذا تحقق في قلب العبد كما ينبغي صانه عن كل صور الانحراف والتشدد والتعصب ، وجعله محبًّا للخير لنفسه ولغيره، ويتجنب شهادة الزور والكذب ومجالس اللغو، ويسعى لتحقيق الخير والصلاح لمجتمعه ووطنه، أما من ادعى الإيمان وانحرف بأخلاقه وتصرفاته عن الوجهة الشرعية الصحيحة فلم يكتمل إيمانه ، لأن الإيمان  لابد له من حقيقة تدل عليه، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَرَجَ يَوْمًا فَاسْتَقْبَلَهُ شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَقَالَ لَهُ: ” كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟” قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):” انْظُرْ مَا تَقُولُ، فَإِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ؟” قَالَ: فَقَالَ: عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، فَأَسْهَرْتُ لِيَلِي وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ كَيْفَ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ كَيْفَ يَتَعَاوَوْنَ فِيهَا، فَقَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ” أَبْصَرْتَ فَالْزَمْ، مَرَّتَيْنِ، عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ “(شعب الإيمان).

كما ألقى فضيلة الشيخ / محمد على زين على منصور – مدير المتابعة بالمديرية – خطبة الجمعة بمسجد بدر  بحي ثان بمدينة الإسماعيلية ، موضحًا أن من صفات المؤمنين التوكل على الله (عز وجل) ، ومعناه: صدق اعتماد القلب على الله (عزّ وجلّ) في استجلاب المصالح ودفع المضارّ ، وتفويض الأمور كلّها إليه، مع اعتقاد أنّه لا يعطي ولا يمنع ، ولا يضرّ ولا ينفع سواه سبحانه وتعالى ، فالمؤمن يتوكل على الله (عز وجل) ويأخذ بالأسباب المؤدية لإتمام الأعمال دون الاعتماد عليها ، فالأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل, فعن عُمَر (رضي الله عنه) قَالَ : سمعتُ رَسُول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ( لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً) (رواه الترمذي).

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى