*:*الأخبار

قافلة علماء الأوقاف بجنوب سيناء تبرز:
اهتمام الإسلام بالأطفال وحقوقهم
في التنشئة السوية والحياة الكريمة

أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف

      برئاسة معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة واصلت اليوم الجمعة 19 / 2 / 2016م القافلة الدعوية بجنوب سيناء لعلماء الأوقاف عطاءها العلمي والدعوي بالمساجد الكبرى بالمحافظة.

       وقد أبرز علماء القافلة اهتمام الإسلام بالأطفال وتربيتهم تربيةً تحقق لهم ولآبائهم السعادةً في الدنيا والآخرة.

حيث ألقى فضيلة د/ محمد عبد الحميد خطاب – الباحث بالإرشاد الديني خطبة الجمعة بمسجد المصطفى بشرم الشيخ ، موضحًا أن الإسلام قد اعتنى بالأطفال وتربيتهم عناية فائقةً تحقق للأبناء وللآباء سعادةً في الدنيا والآخرة ، فاعتنى الإسلام بالطفل قبل أن يأتي للحياة فأمر راغبي الزواج بالانتقاء واختيار الزوجة الصالحة، لأنّ البيوت إذا شاع فيها جوُّ الإيمان انعكست آثاره على أهله خيرًا وبرًا، وسعادةً وهناءً ، وهذا ما أشار إليه الرسول (صلى الله عليه وسلم) حين قال: « فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» (صحيح مسلم)، وكان اهتمام الإسلام بالطفولة قبل ظهور المنظمات الدولية التي تهتم بشأن الطفولة، وذلك لأهمية هذه المرحلة الخطيرة والحرجة في حياة الإنسان، فالطفولة مرحلة أساسية يعبر بها كل إنسان إلى مرحلة النضج والرشد ، فاعتنى الإسلام بالأطفال حتى يكونوا إضافة إيجابية وعنصراً فاعلاً في المجتمع ، فشرع لهم الكثير من الأحكام التي تعود على الولد والأسرة ثم المجتمع بالنفع والفائدة.

 كما ألقى فضيلة د/ هشام عبد العزيز علي – الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة – خطبته بمسجد الصحابة بشرم الشيخ مؤكدًا أن اهتمام الإسلام بالطفولة بدأ من مرحلة كونه جنينا في بطن أمه، فشرع له من الأحكام والتشريعات ما يكفل له حقه، ويحافظ على آدميته واحترامه، في عناية فائقة ورعاية شاملة، فهذه المرحلة هي نقطة البدء، التي تستحق العناية والاهتمام، ومن ثمّ ضمن له حق الحياة وهو في بطن أمّه ، فحرّم الإجهاض عمدًا، وأوجب رعاية الحامل طيلة فترة حملها، وأباح للمرأة الحامل الفطر في شهر رمضان إذا خافت على جنينها ، حتى ينمو الجنين نموا طبيعيا، فعَنْ أَنَسٍ (رضي الله عنه) أن النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ الْمُسَافِرِ نِصْفَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمَ وَعَنْ الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ) (رواه النسائي).

وفي خطبته بمسجد الشهداء بشرم الشيخ أكد فضيلة الشيخ/ حسن غيضان محمد – الباحث بمكتب وكيل الوزارة لشئون الدعوة- أن من مظاهر عناية الإسلام بالطفل: اختيار أحسن الأسماء له، فقد ألزم الآباء باختيار الأسماء الحسنة لأولادهم التي ينادون بها بين الناس، فالاسم الحسن يبعث في النفس راحة وطمأنينة لا تتحقق مع الاسم السيئ ، فعَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ) (رواه أبو داوود)، فإذا ما أَهَلَّ المولود على أبويه فهما مأموران باختيار أحسن الأسماء له ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم):(الغُلامُ مُرْتَهَنٌ بعقيقته يُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَيُسَمَّى، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ) (سنن الترمذي).

وفي خطبته بمسجد الرحمن بشرم الشيخ أوضح فضيلة الشيخ/ جلال شريف مدير الدعوة بجنوب سيناء أن النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) رغب الأمة في أحسن الأسماء وأحبها إلى الله ، فعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (رضي الله عنهما) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ) (سنن أبي داود) وفي رواية الإمام مسلم ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ)، وكان (صلى الله عليه وسلم) ينهي عن تسمية الأبناء بأسماء قبيحة، فقال: (لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ رَبَاحًا ، وَلَا يَسَارًا، وَلَا أَفْلَحَ، وَلَا نَافِعًا) (صحيح مسلم).

وفي مسجد الرويسات قال فضيلة الشيخ/ علي عبد الواحد زهران رئيس قسم المساجد الأهلية : إن العلة من النهي عن الأسماء القبيحة مراعاة الجانب النفسي عند الطفل ، حتى لا تسبب له أي نوع من أنواع الإيذاء النفسي ، جاء رجل إلى الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الوالد وابنه، وعاتبه على عقوقه لأبيه، ونسيانه لحقوقه ، فقال الولد: ياأمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال: بلى، قال : فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (أي القرآن) ، قال الولد : يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي ، وقد سماني جُعلاً (أي: خنفساء)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً ، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت إلي تشكو عقوق ابنك ، وقد عققته قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيئ إليك .(تربية الأولاد في الإسلام)

وفي مسجد النور قال فضيلة الشيخ/ إبراهيم أحمد علي مدير الإرشاد الديني بالمديرية : إن من مظاهر عناية الإسلام بالطفل: أن جعل رضاعته حقًّا معلوما له ، قال تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[البقرة:233]، ففي الآية الكريمة أمر للأمهات في صيغة خبر والمعنى: يا أيتها الوالدات أرضعن أولادكن حولين كاملين ، فالطفل في هذا السن يحتاج إلى نوعية معينة من الغذاء تساعد على بناء جسده ، ولا يكون أفضل من لبن أمه الذي هيأه ربنا لهذه المهمة وصدق الله حين قال:{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك:14].

فيما أشار فضيلة الشيخ/ حسين محمود الراوي – رئيس شؤون القرآن – بمسجد الصديق إلى أن من أسس التنشئة السوية للأطفال: الإحسان إليهم وعدم الغلظة والشدّة معهم، فمن المقرر شرعا أن الرفق لا يأتي دائما إلا بكل خير ، فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ (رضي الله عنها) أن النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: (يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ) (صحيح مسلم) ، فالقسوة والغلظة في التربية وتقويم سلوكيات الطفل تؤدّيان في أغلب الأحوال  إلى نفوره من المربّي ، وكرهه ، وعدم الانصياع لكلامه.

وفي مسجد الفتح بمدينة شرم الشيخ أكد فضيلة الشيخ/ محمد أحمد عبد الدايم – مدير المتابعة – أن تربية النشء ليست قاصرة على الوالدين فحسب، بل تشمل المعلم بالمدرسة، فالمعلم يمثل قيم المجتمع وعليه مهمة تنشئة الأطفال تنشئة اجتماعية مرتبطة بقيم وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه، فإن الأطفال أمانة يتحمل المجتمع بأسره مسئولية رعايتهم، وحسن تربيتهم؛ وعلى الجميع أن يدرك عظم المسئولية الملقاة عليهم تجاه الأطفال، وليس أدل على ذلك من قوله (صلى الله عليه وسلم): (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)، قَالَ الراوي: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ:(وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (صحيح البخاري).

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى