*:*الأخبار

قافلة الأوقاف بجنوب سيناء تؤكد :
ضرورة نبذ العنف والإرهاب والدعوة إلى الوسطية والاعتدال
وأن نعمة الأمن والأمان سبيل استقرار الأمم والمجتمعات

صور قافلة جنوب سيناء 2

         برعاية معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ،  وتحت إشراف فضيلة الشيخ / إسماعيل الراوي مدير أوقاف جنوب سيناء بدأت القافلة الدعوية لعلماء الأوقاف عطاءها العلمي والدعوي بالندوات الدينية والدروس المسائية التي أقيمت عقب صلاة العشاء اليوم الخميس 18 / 12 / 2015م بالمساجد الكبرى بمحافظة جنوب سيناء ، لتؤكد على: “نبذ العنف والإرهاب والدعوة إلى الوسطية والاعتدال” ، وأن ” نعمة الأمن والأمان سبيل استقرار الأمم والمجتمعات”

          ففي مسجد المصطفى بمدينة شرم الشيخ أكد فضيلة الشيخ/ حسن غيضان – الباحث بمكتب وكيل الوزارة لشئون الدعوة – أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال ، وينبذ كل ألوان العنف والإرهاب ، وأن المواجهة الفكرية للتطرف تحتاج إلى تكاتف وتعاون لرسم صورة مشرقة للإسلام الوسطي المعتدل في كل مناحي الحياة الاجتماعية ، والاقتصادية ، والنهوض بهذا الوطن ورفعة شأنه ، مشيرًا إلى أن الإسلام نهى المسلم أن يشير إلي أخيه بالسلاح‏ ،‏ فعن أبي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قال: قَالَ رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ( مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ) (صحيح مسلم) ، بل لقد تبرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ممن حمل السلاح على أخيه ، حيث قال: ( مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا) (صحيح البخاري) ، لأن الشريعة الإسلامية أمرت بحفظ النفس البشرية وعدم ترويعها ، وكفلت للإنسان حقه في عيش آمن ونفس مطمئنة‏ ،‏ فنهت عن مجرد ترويع الآمنين ، حتى ولو كان على سبيل المزاح .

وفي مسجد الشهداء بمدينة شرم الشيخ أكد فضيلة الدكتور/ هشام عبد العزيز علي – الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة – أن ترويعَ المسلم وتخويفه حرامٌ بكلِّ حال ، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم) أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ فَفَزِعَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : (لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا) (رواه أبو داود في سننه). فمجرد الترويع والتخويف للمسلم وغير المسلم حذر منه الإسلام ، ونهى عنه النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث قال: (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا) (رواه البخاري). ومن هنا فإن الإخلال بالأمن والاعتداء على الآمنين بقتل الأبرياء وسفك الدماء ، وانتهاك الحرمات جريمة عظيمة لا تصدر إلا من عدو حاقد على البلاد والعباد .

فيما أشار فضيلة الدكتور / محمد عبد الحميد خطاب – الباحث بالإرشاد الديني – بمسجد حي النور بمدينة شرم الشيخ إلى أن أمن المجتمعات وسلامتها نعمة كبرى يجب الحفاظ عليها ، مؤكدًا أنه لا يتحقق الأمن إلا بالإيمان بالله عز وجل ، فهما قرينان في القرآن الكريم ، يقول الحق سبحانه:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام: 82] ويقول الشاعر:

إذا الإيمان ضاع فلا أمان 000 ولا دنيا لمـــن لم يحي دينا

ومن رضي الحياة بغير دين 000 فقد جــعل الفناء لها قرينـا

فنعمة الأمن سبب رئيس من أسباب تقدم المجتمع واستقراره ورقيه ، وإذا عدم الأمن ولم يتحقق ترتب على ذلك آثار خطيرة على الفرد والمجتمع ، ففي ظل انعدام الأمن لا ينهض المجتمع ولا يتقدم بين الأمم ، وفي ظل انعدام الأمن والأمان لا يجد المريض طبيبًا ولا دواءً ، وفي ظل انعدام الأمن تتفرق الأسرة ، وتقطع الأرحام ، وتعم الفوضى وتتعطل المصالح ويكثر الهرج ، وما يحدث بدول مجاورة فقدت الأمن ليس عنا ببعيد، فغياب نعمة الأمن يؤدي إلى فقد الأحبة ، وهجر الديار ، ومفارقة الأوطان ، وضياع الأموال، ويعم الفساد في الأرض، مما يتسبب في اضطراب العلاقات بين أفراد المجتمع، وإعاقة التقدم الاقتصادي.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى