ختام فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي بمسجد الهدى بحدائق حلوان
ختام فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي
بمسجد الهدى بحدائق حلوان
والعلماء يؤكدون :
صلة الأرحام قيمة عظيمة من قيم الإسلام
ولها فوائد عظيمة وآثار جليلة تجعل المجتمع قويًا ومتماسكًا
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ختمت فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي بمسجد الهدى بحدائق حلوان اليوم الثلاثاء 11/ 6/ 2024م تحت عنوان: “فضائل صلة الأرحام”، حاضر فيه أ.د/حسن القصبي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، و د/محمدي صالح عطية المدرس بقسم اللغات بكلية دار العلوم بالمنيا، وقدم له الأستاذ/ السيد صالح المذيع بإذاعة القرآن الكريم، والمبتهل الشيخ/ممدوح عثمان اسماعيل مبتهلاً، وبحضور الشيخ/ محمد السيد محمد حسن مدير إدارة أوقاف المعصرة، والشيخ/ محمد عنتر مفتش المساجد بالإدارة.
وفي كلمته أكد الأستاذ الدكتور/ حسن القصبي أن صلة الأرحام قيمة عظيمة من قيم الإسلام, والتي حث عليها , ليعيش المجتمع كله في أمن وأمان وسلم وسلام، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ : هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ : نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ : بَلَى، قال : فذَلِكَ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه ( صلى الله عليه وسلم ): اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ : “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ”، مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جعل صلة الرحم من علامات الإيمان، فقال (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ “،كما أوضح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جعل صلة الأرحام من أسباب دخول الجنة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “أيُّها الناسُ أفشوا السلامَ وأطعِموا الطعامَ وصِلُوا الأرحامَ وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ تدخلوا الجنةَ بسلامٍ”، كما بين أن الله سبحانه جعل صلة الأرحام من الوصايا والواجبات العشر في سورة الأنعام حيث يقول سبحانه: ” وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا”
مبينًا أن لصلة الأرحام فوائد عظيمة، وآثارًا جليلة تجعل المجتمع قويًا , ومتماسكًا , ومترابطًا , ونسيجًا واحدًا , كما أن صلة الأرحام معلم من معالم المسلمين، حيث وصفهم الله (تعالى) بقوله: “أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ، الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ، وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ”، محذرًا من أن قطيعة الرحم جريمة كبرى و فساد عظيم قال تعالى: “وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”، وقطيعة الرحم تجعل الإنسان بعيدًا عن رحمة الله (عز وجل) حيث يقول نبينا (صلى الله علي وسلم) : “لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِم”.
وفي كلمته أكد الدكتور/ محمدي صالح أنه لا يعرف قدر صلة الرحم إلا من سلم الله قلبه وزكى نفسه، مشيرًا أن صلة الرحم من أسباب دخول الجنة، حيث سئل الرسول الله (عليه وسلم)فقال: ” تَعْبُدُ اللَّهَ ولَا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ”، وفي دعوة صريحة لتفقد الأهل، وتعاهد الأقارب وأولي الأرحام، أمر الله سبحانه بإعطائهم من الحقوق الواجبة لهم على أقاربهم الأغنياء، من بر وصدقة، قَال اللَّهِ تعالى: ”وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ”، وَقَالَ تعالى :”وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ”، فَأَوْجَبَ الله تَعَالَى حَقَا لذَوي الْقُرْبَى والأرحام، وَافْتَرَضَ الإِحْسَانَ إليهم , وما أعظم أن يَتفقَّدَ الإنسان المؤمن أهله وأقاربه وبخاصة في العيد، وأنه ينبغي على كل منا أن يبادر اليوم بصلة رحمه، وأن الواصل الحقيقي هو من يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويحسن إلى من أساء إليه، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا”، وعَنْ سيدنا أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِني، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَىَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَىَّ، فَقَالَ: “لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ” .
كما أشار إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حث على صلة الأرحام , وبين أنها تطيل العمر, وتوسع الرزق, وتزيد التماسك والترابط المجتمعي، وترسخ قيم المحبة والمودة والعيش المشترك بين البشر جميعًا، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، مبينًا أن صلة الرحم لها أبواب خير كثيرة : فتكون بزيارة الأهل، وبالكلمة الطيبة، والابتسامة مما يزيد في الألفة ويقوي المحبة والتراحم والتكافل بين ذوي الرحم والقرابة، وأنه لا بد من بث روح التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع.