ختام الأسبوع الثقافي بمسجد الفتح بالخلفاوي بشبرا مصر والعلماء يؤكدون: العمل في الإسلام عبادة ومحبة الله تعالى تُنال بإتقان العمل وأدائه على الوجه الأكمل
ختام الأسبوع الثقافي بمسجد الفتح بالخلفاوي بشبرا مصر
والعلماء يؤكدون:
العمل في الإسلام عبادة
ومحبة الله تعالى تُنال بإتقان العمل وأدائه على الوجه الأكمل
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف اختتمت فعاليات الأسبوع الثقافي بمسجد الخلفاوي بشبرا مصر اليوم الثلاثاء 28/ 5/ 2024م تحت عنوان: “حق العمل”، حاضر فيه أ.د/ جمال فاروق الدقاق عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة سابقًا، وأ.د/ محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة، وقدم له الأستاذ/ محمد جمعة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه المبتهل الشيخ/ عبد الله بدران مبتهلًا، وبحضور الشيخ/ مصطفى حسني مدير إدارة أوقاف الساحل وروض الفرج، والشيخ/ محمود شعيب إمام وخطيب المسجد، والشيخ/ عماد عبد الوهاب مفتش المساجد بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وخلال كلمته أكد أ.د/ جمال فاروق الدقاق أن للعمل أهمية كبرى ومكانة رفيعة في الإسلام، لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى بالسعي والضرب في الأرض من أجل الرزق، فقال سبحانه: “هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور”، ويقرر الإسلام أن حياة الإيمان بدون عمل هي عقيم كحياة شجر بلا ثمر.
فالإسلام لا يعرف سنًّا للتقاعد، ولذلك يدفعنا النبي (صلى الله عليه وسلم) دفعا إلى حقل العمل حتى عند قيام الساعة، فعن أنس بن مالك (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها”.
كما حثنا على اتخاذ المهنة للكسب، فهي خير من المسألة، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: “لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق منه فيستغني به عن الناس خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى وابدأ بمن تعول”، كما أكد أن هناك عدة حقوق للعمل منها: إتقان العمل، والوفاء بالوعد، والأمانة، وعدم الغش.
وفي كلمته أكد أ.د/ محمد قاسم المنسي أن العمل ضرب من ضروب العبادة في الإسلام، فمن عظمة الإسلام وروحه أنه صبغ أعمال المسلم أيا كانت هذه الأعمال دنيوية أو أخروية بصبغة العبادة إذا أخلص العبد فيها لله سبحانه وتعالى، فالرجل في حقله، و الصانع في مصنعه، والتاجر في متجره، والمدرس في مدرسته، والزارع في مزرعته، كل هؤلاء يعتبرون في عبادة وجهاد، إذا ما أحسنوا و احتسبوا و أخلصوا النية لله تعالى في عملهم، وقد مدح الشرع الحنيف هؤلاء كما جاء في القرآن والسنة، قال تعالى: “وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله” وقد أكد الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه هذه الحقيقة، فعن كعب بن عجرة، قال: “مر على النبي (صلى الله عليه وسلم) رجل فرأى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من جلده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله: لو كان هذا في سبيل الله؟، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء و مفاخرة فهو في سبيل الشيطان”، وقال لسيدنا سعد: “إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل فِي في امرأتك”، إذن فالإسلام يعتبر سعى الإنسان على نفسه وولده عبادة يثاب عليها في الآخرة، ولو فطن كل فرد إلى هذه الحقيقة لما تواني لحظة في أداء عمله، بل يسارع إلى أداء عمله بجودة وإتقان وإخلاص، لا من أجل الحصول على المال فحسب، وإنما من أجل الثواب الجزيل والأجر العظيم الذي أعده الله له في الآخرة.