:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

قوافل الأوقاف بسيناء وسيوة ومطروح تؤكد على :
حتمية التضامن العربي والولاء الوطني
في مواجهة الإرهاب والتحديات

01 copy
برعاية معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة واصلت اليوم الجمعة 4 / 12 / 2015م القافلة الدعوية بجنوب سيناء لعلماء الأوقاف بمشاركة نخبة من أساتذة الأزهر الشريف عطاءها العلمي والدعوي بالمساجد الكبرى بالمحافظة ، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء خطب الجمعة بحضور السيد اللواء/ خالد فودة محافظ جنوب سيناء ، والشيخ / إسماعيل الراوي وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء ، وكان موضوع خطبة الجمعة الموحد بعنوان: “حتمية التضامن العربي والولاء الوطني في مواجهة الإرهاب والتحديات”

       وقد أبرز علماء القافلة اهتمام الإسلام بضرورة التضامن العربي والوحدة الإسلامية في مواجهة الإرهاب والتحديات ، مؤكدين دعوة  الإسلام إلى الوحدة والتكاتف ، والتعاون والتآلف ، والتعاطف والتضامن ، والأخوة والتآزر ، حتى يكونوا جميعًا كالجسد الواحد من أجل تحقيق السلام الاجتماعي.

      حيث ألقى فضيلة أ.د/ محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بمدينة السادات خطبة الجمعة بمسجد المصطفى بشرم الشيخ ، موضحًا عظمة الدين الإسلامي في دعوته إلى القيم الإنسانية والأخلاقية ، ليس بين أتباعه فقط ، بل بين جميع البشر ، ومن ذلك دعوته إلى الوحدة والتكاتف والتضامن ،  فقال تعالى :{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[آل عمران: 103]. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى »[رواه مسلم].

      كما ألقى فضيلة د / هاني السيد تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر خطبته بمسجد السلام بشرم الشيخ مشيرًا إلى أ ن وحدة الأمة والتعاون والتنسيق فيما بينها – في جميع المجالات – مطلب أساس لا غنى عنه لأي أمة تريد الفلاح والتقدم والرقي ومواجهة الشدائد والتحديات ، يقول الحق سبحانه :{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:10]، فالأمة التي يريدها الإسلام أمة واحدة متآلفة متعاونة ، يقول تعالى:{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:92] ، ويقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) -داعيًا إلى الاتحاد ووحدة الصف ، ناهيًا عن التفرق والاختلاف- : « إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا ، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا ، فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ» [رواه مسلم].

      وفي خطبته بمسجد الشهداء بشرم الشيخ أكد د/ أشرف فهمي مدير عام المتابعة الفنية بوزارة الأوقاف أن الإسلام كما دعا إلى الوحدة والتآلف نهى وحذر من التفرق والاختلاف ، فهما سبب رئيس لكل ضعف وانكسار ، يقول الله تعالى:{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[آل عمران:105]، ويقول سبحانه: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[الأنفال:46]. فإن الاختلاف والتفرق بين المسلمين له خطورته وأضراره البالغة ، فيمنع التعاون والتضامن فيما بينهم ، مما يتسبب في تفكيك الأمة وتمزيق أوصالها ، وهدم وحدتها ، وتفريق كلمتها ، وتبديد طاقاتها المادية ، والعسكرية ، والفكرية .

      ومن على منبر مسجد الرحمن بشرم الشيخ أوضح فضيلة د/ محمد خطاب معاون رئيس القطاع الديني بالوزارة أننا في حاجة ملحة – أكثر من أي وقت مضى – إلى تعميق وترسيخ الانتماء الوطني ، والإحساس بقيمة وأهمية الدولة الوطنية ، وإعلاء المصلحة الوطنية على أي مصالح أخرى ، وأن يكون الإخلاص لها مقدما على أي مصالح حزبية أو فئوية أو تنظيمية محلية أو دولية ، فقد أعلى الإسلام من قيمة الوطن وأهميته ، حيث نظر نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى مكة المكرمة حين أُخرج منها مخاطبا إياها : « عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ ، وَأَحَبُّ الأَرْضِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» [رواه أحمد].

     وفي خطبته التي ألقاها بمسجد المنشاة بمدينة الطور أكد فضيلة الشيخ/ محمد الدومي إمام وخطيب بالأوقاف أن أمتنا العربية في هذه الآونة تمر بمرحلة صعبة ، تستوجب من الجميع التكاتف والتعاون والاعتصام ، وأن تكون يداً واحدة في مواجهة التحديات ، فعن النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) عَنْ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: ( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا) [رواه البخاري].

      وفي خطبته بمسجد حي النور بشرم الشيخ أوضح فضيلة الشيخ /جلال شريف مدير الدعوة بجنوب سيناء أن الوحدة العربية والتضامن العربي أصبحت ضرورة حتمية لها أهميتها في حماية مصالحها وأنظمتها السياسية ، ومواجهة أطماع المستعمرين ومؤامرات الغزاة لإضعاف الأمة العربية وتفتيتها ليسهل لهم السيطرة عليها ، مشيرًا إلى أن التضامن العربي الحقيقي يجعل من الأمة العربية مجتمعة رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في المحافل الدولية السياسية ، أو التكتلات الاقتصادية ، أو في مجال الفكر والثقافة والإنتاج الإعلامي ، فالأمة العربية متكاملة متضامنة يمكن أن تشكل كيانًا سياسيًّا واقتصاديًّا كبيرًا بما تملك من إمكانات وميزات ،  فالتضامن العربي يعنى التعاون الحقيقي من أجل بناء المجتمعات ، وتقوية وحدة الأمة ، ويجب أن يشمل مختلف نواحي الحياة سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وعسكريًّا ، لأن التضامن القاصر على جانب دون بقية الجوانب يظل قاصرًا ، غير ملب لطموحات الأمة ، فالأمة في أشد الحاجة إلى نهضة شاملة ، وتضامنٍ شاملٍ، والتضامن الشامل يتطلب تكامل الجهود ، وحشد الطاقات ، وهذه الشمولية تتطلب منا جميعًا العمل معًا لمواجهة حقيقية للإرهاب والجماعات الإرهابية التي يتعرض لها العديد من أقطار أمتنا ، حتى يتحقق الأمن والسلام للأمة العربية وللعالم كله.

      وفي مسجد الروبيسات قال فضيلة الشيخ/ أسامة حسن موافي مدير إدارة أوقاف شرم الشيخ إن ظاهرة الإرهاب تعدّ من أخطر التحديات الداخلية التي تواجه العالم العربي والإسلامي ، فهي ليست وليدة اليوم ولا الأمس ، وإنما عرفها العالم منذ وقت طويل ، ولكن الجديد هو ازدياد حوادثها، واتساع نطاقها ، وازدياد ضحاياها ، وظهور أشكال جديدة لها بشكل مخيف ، إذ اتجه الإرهاب إلى القتل والتدمير للأبرياء دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ وشاب ، وتعدى ذلك إلى الحرق والتنكيل والتمثيل بالقتلى ، وفي كثير من الأحيان تحت شعار إسلامي ، وبصيحات الله أكبر ، مع أن الإسلام براء من كل ذلك ، فهو دين الرحمة ، ودين الحضارة ، ودين الإنسانية ، حرم الدماء والأعراض والأموال ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:{وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ}[الأنعام:151]، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) في خطبة حجة الوداع الجامعة: « إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هذا  … ، ثُمَّ قَالَ : « أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ » فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: «اللهُمَّ اشْهَدْ» (صحيح مسلم ومسند أحمد واللفظ له).

       وفي مسجد الفتح قال فضيلة الشيخ/ إبراهيم أحمد علي مدير الإرشاد الديني بالمديرية إن الأعوام الأخيرة شهدت على وجه الخصوص تطور هذه الظاهرة!! فالجرائم الإرهابية في تزايد مستمر ولن ينتهي هذا التزايد إلا إذا تكاتفت جميع الدول لمواجهة هذه الظاهرة ، فالتضامن العربي بمفهومه الشامل يعنى التعاون الحقيقي من أجل مواجهة التحديات ، والعمل معًا على القضاء على جميع الخلايا والتنظيمات الإرهابية ، مع بناء المجتمعات ، وتقوية وحدة الأمة ، ومن ثم فإن للتضامن والتعاون أثراً عظيماً ، في وحدة الأمة وتماسكها ، وفي توطيد العلاقات بين الأفراد والمجتمعات والدول ، وتعزيز أسس الصداقة والسلام بين الشعوب ، والتخفيف من آثار الإرهاب الغاشم الظالم التي تواجهه ، والقدرة على مواجهة هذه التحديات التي تمر بها.

       فيما أشار فضيلة الشيخ / عطية أحمد عبد القادر إمام وخطيب بالأوقاف في خطبته بمسجد الموقف بشرم الشيخ إلى أن أن التضامن الشامل يتطلب تكامل الجهود ، وحشد الطاقات ، وهذه الشمولية تقتضي استثمار الخبرات والعقول من داخل الأمة وخارجها ، وتقتضي أن نعمل معًا في شتى المجالات ، وهو ما تفخر به أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) فالدين واحد ، والنبي واحد ، والقبلة واحدة ، والثقافة واحدة، والتاريخ مشترك ، وكذا الحاضر والمستقبل ، فيجب أن نعمل على كل ما يحقق للأفراد والأمة الراحة والهناء لصالح أبناء الأمة جميعًا.

      وعقب صلاة الجمعة التقى السيد اللواء/ خالد فودة محافظ جنوب سيناء بأعضاء القافلة، وبحضور الشيخ/ إسماعيل الراوي وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء ، وبعض القيادات الأمنية بالمحافظة ، مشيدين بالدور الحيوي لعلماء الأوقاف في نشر سماحة الإسلام ، والتصدي للفكر التكفيري والإلحادي ، موجهين الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، مطالبين بالمزيد من هذه القوافل الدعوية لتصحيح المفاهيم الخاطئة.

     كما واصل علماء الأوقاف عطاءهم الدعوي المتميز بمحافظة مطروح ، ففي المسجد الكبير بإدارة شرق مطروح أكد فضيلة الشيخ / جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف في الندوة الدينية التي أقيمت عقب صلاة العشاء يوم الخميس 3 / 12 / 2015م أن مواجهة الفكر المتطرف لا تقاوم بالجلوس في المكاتب المكيفة ولكن بالحركة الميدانية ، وميدان النزال الفكري يتمثل في المساجد ، والمنتديات والتجمعات الشبابية ، وها نحن اليوم في مطروح وغدًا في سيوة لنؤكد على أن التطرف يظهر عندما يغيب الفكر الوسطي ، فأهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق ، مشيرًا إلى أن التطرف والإرهاب لا بد له من تكاتف الجهود من الجميع ، لأن خطره داهم على كل المجتمعات الإنسانية ، فوجب على الجميع مقاومته ، مستدلا بقوله تعالى : ” وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ…” فوجب الرد بصورة جماعية .

      ومن جانبه  أكد الشيخ / إسلام النواوي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف من المسجد الكبير بإدارة شرق مطروح أن المواجهة الفكرية للتطرف وبخاصة في هذا العصر الذي يحاول بعض جماعات التخريب والتدمير لصق الإرهاب للإسلام ظلمًا وزورًا بالحرص على تحذير الشباب من الانخداع بالشعارات التي ظاهرها الرحمة وباطنها التفجير والتدمير والتخريب.

      كما أكد د/ ياسر معروف خليل عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف في مسجد الروضة بإدارة غرب مطروح أن المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب الغاشم الذي يأتي على الأخضر واليابس بتجفيف منابعه من خلال  تفنيد مزاعمه ، وبيان زيف حججه ، وبيان عمالة هؤلاء الخونة ضد الإسلام  ، وفضح استخدامهم الشائن للدين  وتوظيفه لمآربهم  الشخصية ، مشيرًا إلى أن الإسلام دين الأمن والأمان ، ويحارب الغلو والطغيان .

       ومن جانبه أكد د/ حسن غيضان معاون وكيل الوزارة للوجه القبلي في مسجد الروضة بإدارة غرب مطروح أن المواجهة الفكرية للتطرف في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن تحتاج إلى تكاتف سواعد المنتسبين للإسلام لرسم صورة مشرقة للإسلام الوسطي المعتدل في كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنهوض بهذا الوطن ورفعة شأنه بعد أن استكملت مؤسسات الدولة بفضل الله تعالى .

02 copy 03 copy 04 copy 05 copy

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى