
أ.د/ محمد بن أحمد بن الصالح أستاذ الدراسات العليا بجامعات السعودية :
شريعتنا الغراء تأمر بالرفق واللين والرحمة
أ.د/ جمال سيدبي نائب رئيس جامعة السويس :
ضرورة فهم التراث في ضوء الأصالة والمعاصرة
أد/ محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات :
التجديد إعادة الدين إلى رونقه وجادته التي كان عليها في الاعتقاد والسلوك والمنهج
أ.د/ جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة :
تجديد الخطاب الديني استجابة من جانب الحضارة الإسلامية لما يواجهها من تحديات
أ.د/ حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة الأسبق :
تجديد الخطاب الديني يمثل عملية إصلاحية وليست عملية تخريبية
أ.د/ مصطفى عرجاوي أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة والقانون :
ديننا دين تدبير لا دين تدمير ، وعلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر
الشيخ/ يوسف إدعيس وزير الأوقاف الفلسطيني :
نسعى لتفكيك الفكر الصهيوني المتطرف
الشيخ/ عبد الفتاح عبد القادر جمعة الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف :
التجديد يعني تجريد الخطاب مما علق به من أوهام ، أو خرافات ، أو فهم غير
صحيح ينافي مقاصد الإسلام وسماحته
د/ أحمد محمد عوض إمام وخطيب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها ) :
من أهم سمات التجديد : ضرورة دراسة مستجدات القضايا بتأصيل علمي
برئاسة أ.د/ أسامة الأزهري عضو المجلس الاستشاري التخصصي للسيد رئيس الجمهورية للتنمية المجتمعية انطلقت فعاليات الجلسة العلمية الثالثة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئـون الإســلامـيــة الخامس والعشرين تحت عنوان ” رؤية الأئمة والدعاة لتجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف” في تمام الساعة التاسعة صباح اليوم الأحد 15 /11 / 2015م ومشاركة أ.د/ محمد بن أحمد بن الصالح أستاذ الدراسات العليا بجامعات السعودية ، وأ.د/ جمال سيدبي نائب رئيس جامعة السويس ، وأ.د/ محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات – جامعة الأزهر ، و أ.د / جمال فاروق عميد كلية الدعوة – جامعة الأزهر ، وأ.د/ حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق – جامعة الأزهر ، و أ.د/ مصطفى عرجاوي أستاذ الدراسات العليا كلية الشريعة والقانون – جامعة الأزهر ، وسماحة الشيخ/ يوسف إدعيس وزير الأوقاف والشئون الدينية بدولة فلسطين ، وممثلين عن السادة الأئمة أحدهما : الدكتور/ أحمد محمد عوض إمام وخطيب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) ، والثاني الشيخ / عبد الفتاح عبد القادر جمعة إمام وخطيب بأوقاف الأقصر .
وافتتح الجلسة معالي أ.د/ محمد بن أحمد بن الصالح أستاذ الدراسات العليا بجامعات السعودية بالثناء العاطر على المؤتمر وتوفيق الله لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة في اختيار الموضوع والمكان لعقد هذا المؤتمر ، وأوصى سعادته أن تضم كلمة شيخ الأزهر وكلمة معالي وزير الأوقاف ضمن أعمال المؤتمر .
وفي كلمته أشار إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جاء لتصحيح العقيدة والدعوة إلى مكارم الأخلاق ، فقال (صلى الله عليه وسلم): ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ، مؤكدًا أن الدين الإسلامي دين التسامح واليسر ، ليس للمسلمين فحسب ، بل لكل من على وجه الأرض، قال تعالى : ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” ، وأن القرآن الكريم علمنا احترام الغير وكيفية التعامل معه ، والتاريخ شاهد على براعة المسلمين في العدل والإنصاف مع غير المسلمين ، قال عمرو بن العاص (رضي الله عنه) عن بلاد الروم: إنهم أحلم الناس عند الفتن وأسرع إفاقة بعد مصيبة ، وأسرع كرة بعد فرّة ، وأرحم بالفقير والمسكين وأمنعهم من ظلم الملوك .
وفي كلمته أكد أ.د/ جمال سيدبي نائب رئيس جامعة السويس أنه لا بد من التفرقة بين ما هو قطعي الدلالة وبين ما هو ظني ، مشيرًا إلى أن الاجتهاد لا يكون إلا في الظني، والثوابت لا مساس بها ، موضحًا اهتمام القرآن بالعقل اهتمامًا كبيرًا لأنه مناط التكليف ومفجر الطاقات ، ومن ثم ظهرت اجتهادات أصحاب الفرق الإسلامية ، فيجب ربط التراث بين الأصالة والمعاصرة ، وفي ختام كلمته أوصى سيادته أن يكون الاجتهاد جماعيًا وليس فرديًا ، اجتهادًا مجمعيًا تصدر عنه فتاوى نابعة عن العقل الجمعي .
وفي كلمته أكد أد/ محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات – جامعة الأزهر – إلى أنه يجب تحرير المراد بالوقوف عند حرفية الفهم أو النظر في الألفاظ دون النظر في العلل والمقاصد ، وأن التجديد هو إعادة الدين إلى رونقه وجادته التي كان عليها في الاعتقاد والسلوك والمنهج ، والقاعدة ” أنه لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المجمع عليه ، مشيرًا إلى أنه لا بد من الاهتمام بمقاصد الأحكام كما أننا نهتم بالأحكام ، والاهتمام بجوهر الدين ونترك الغلو والتشدد في عرض أحكامه وتنفيذها ، منوهًا إلى أن الأشاعرة ليسوا أصحاب مذهب وإنما هم يمثلون أهل السنة والجماعة ، وهم لا يسارعون إلى تكفير الناس ، ومن ثم اجتمع الناس على المذهب علمًا وعملاً.
ومن جهته أكد أ.د/ جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة أن تجديد الخطاب الديني هو عنوان استجابة من جانب الحضارة الإسلامية لما يواجهها من تحديات ودليل صلاحيتها لكل زمان ومكان ، وأن التجديد يعكس روح الشريعة وطبيعتها ، وإزالة كل ما علق بالشرع الحنيف من مفاهيم مغلوطة أو تأويلات منحرفة ، مشيرًا إلى أن ضعف التكوين العلمي والفكري ، وعدم الإلمام بالواقع يعدّ من معوقات التجديد . مؤكدًا على أنه يجب على الداعية أن يوازن بين الحاجات الروحية والبدنية ، وأن يكون خطابه ملبيًا لمتطلبات العصر واحتياجاته ، بعيدًا عن الغلو والتشدد. وفي ختام كلمته أكد على أننا يجب أن نهتم بالخطيب والمخاطب وسيلة الخطاب والمنهج ونوعية الخطاب والهدف من الدعوة .
وفي كلمته أشار أ.د/ حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة الأسبق إلى أن تجديد الخطاب الديني يمثل عملية إصلاحية وليست عملية تخريبية كما يظن بعض الناس ، وأنه يتناول الأساليب والوسائل التي يتم بها الخطاب الديني ، مشيرًا إلى بعض معوقات الخطاب الديني ، ومنها : عدم تحديد المصطلحات ، فإن مصطلح التجديد اختلط في أذهان الناس ، وتعدد الخطابات فهناك خطاب متوسط ، وخطاب متشدد ، وخطاب متسيب ، فأي نوع يستحق التجديد ؟! ويمكن إزالة هذا العائق عن طريق المؤتمرات الموسعة التي تضم أصحاب هذه الخطابات ومحاولة ردّ كل شارد أو خارج عن الصف . وكذلك من المعوقات : الاختلاف في أسلوب التجديد ، وعدم فهم المقصود بتجديد الخطاب الديني ، ومن المعوقات أيضًا : شيوع الأفكار العشوائية الخاطئة عن الإسلام ، وتأخر المسلمين في استخدام التقنيات الحديثة ، ثم اختتم كلمته قائلاً : إن المخلصين إذا تمكنوا من إزالة هذه المعوقات فإن هذا سيسهم بقدر كبير في تجديد الخطاب الديني .
وفي كلمته أكد أ.د/ مصطفى عرجاوي أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة والقانون أن العلم بلا عمل كالشجرة بلا ثمر ، وأن ديننا دين تدبير لا دين تدمير ، وأننا نحتاج إلى رؤية عملية تقوم علي عناصر فاعلة ترتقي بالخطاب الديني ، ووسائل إعلامية ضخمة ممولة للرد والدفاع عن الإسلام. كما أننا في حاجة إلى وضع ضوابط علمية لمناقشة القضايا الملحة في دنيا الناس ، ثم عرض عددًا من المعوقات التي تحول دون هذا التجديد:
أولها : التعصب المذهبي بصورة عامة والتمسك بحرفية النصوص الفقهية والآراء المذهبية .
ثانيًا : الجهل بالأصول والأحكام واستخراج المسائل.
ثالثًا : الإفراط والتفريط في عرض مسائل الحلال والحرام.
ومن جانبه دعا الشيخ/ يوسف إدعيس وزير الأوقاف الفلسطيني علماء الأمة وأئمتها إلى شد الرحال إلى الأقصى لتفكيك الفكر الصهيوني المتطرف الذي يحاول إزالة المسجد الأقصى وتقسيمه مكانيًا ، فقد حاولت إسرائيل جعل مدينة القدس يهودية ، مشيرًا إلى أن المسجد الأقصى عقيدة لكل مسلم ، مؤكدًا أن التطرف والإرهاب لا وطن له ولا دين له.
وفي كلمته أكد الشيخ/ عبد الفتاح عبد القادر جمعة الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف ممثلا عن السادة الدعاة أن التجديد يعني تجريد الخطاب مما علق به من أوهام ، أو خرافات، أو فهم غير صحيح ينافي مقاصد الإسلام وسماحته مشيرًا إلى ضرورة ضبط المنابر بحيث لا يعتليها إلا من يحصل على أهلية علمية من مشارب صافية ، وهذا ما قامت به وزارة الأوقاف المصرية وينبغي الإشادة به ، ففي فترة وجيزة استطاعت ضبط الخطاب الدعوي وتنظيمه وتعميمه في خطبة علمية موحدة هادفة تعالج القضايا المجتمعية بقراءة واقعية هادئة تتسم بالسماحة والوسطية والاعتدال.
وفي كلمته أكد الدكتور/ أحمد محمد عوض عبد السلام إمام وخطيب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها ) ممثلا ًعن السادة الدعاة أن من أهم سمات التجديد ضرورة بناء الداعية بناءً علميًا راسخا ودراسة مستجدات القضايا بتأصيل علمي ، مع عقد دورات علمية في القضايا الحياتية والفقهية ، مشيرًا إلى بعض آليات تجديد الخطاب الديني ، ومنها: فتح باب الاجتهاد بما يبين أن شريعة الإسلام بنيت على التيسير ومراعاة أحوال الناس ، والاعتناء بمقاصد الشريعة بإدراك مراميها ومقاصدها بما يحقق المنفعة القصوى للفرد والمجتمع ، وضرورة التفاعل مع كتب التراث وتحقيقها وإبرازها لجميع الناس ، مع السيطرة على الكتب المشبوهة التي لا يعرف لصاحبها وجهة من علم ، غير أنه التطرف الفكري والتعصب المذهبي ، مع التصدي للفتاوى المشبوهة التي تنشر عبر المواقع الإلكترونية والرد عليها وتفنيدها.