
فعاليات الجلسة العلمية الثانية : آليات تفكيك الفكر المتطرف أ.د/ جابر نصار رئيس جامعة القاهرة: التطرف من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات في كل العصور أ.د/ عبد الله النجار عضو هيئة كبار العلماء: مواجهة الفكر المتطرف من أوجب الواجبات أ. د/ إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر نحتاج إلى خطاب وسطي يجمع بين العقل والنقل ويراعي الزمان والمكان أ.د/ أحمد تميم مفتي أوكرانيا : منبع التطرف هو في الجهل بالدين أ.د/ السيد محمد الديب أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر يجب أن يتسلح المسلمون بالعلم والمعارف المنضبطة بالقرآن والسنة والإجماع
انطلقت فعاليات الجلسة العلمية الثانية برئاسة معالي وزير الإرشاد والأوقاف السوداني / نزار الجيلي ، ومشاركة أ.د/ جابر نصار رئيس جامعة القاهرة ، وأ.د/ عبد الله النجار عضو هيئة كبار العلماء ، وأ.د/ أحمد تميم مفتي أوكرانيا ، وأ.د/ إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر ، وأ.د/ محمد السيد الديب أستاذ اللغة العربية بجامعة الزقازيق.
وفي كلمته أكد أ.د/ جابر نصار رئيس جامعة القاهرة أن التمييز بين الإرهاب والتطرف أمر واجب ، فالتطرف فكر ، والإرهاب عمل ، التطرف من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات في كل العصور ، مشيرًا إلى أن الفكر المتطرف يتولد عنه الإرهاب وأن من يتطرف في فكره يبحث عن آليات لفرض أفكاره فيلجأ إلى العنف والإرهاب ، فينبغي مواجهة التطرف بالحجة والبرهان وبيان جوهر الدين وحقيقته وتقديم الفكر السمح للمسلمين ، ولا بد من نشر الثقافة الدينية حتى لا يقع طلاب الكليات العلمية في فخ الفكر المتطرف .
ومن جانبه أكد أ.د/ عبد الله النجار عضو هيئة كبار العلماء أن الفكر المتطرف لا يمثل خطرًا على حياة الإنسان فقط ، بل على وجود الدين نفسه ، لهذا كانت مواجهة الفكر المتطرف من أوجب الواجبات ، مشيرًا إلى أن المتطرف يتسم بالانحراف في فهم الدين ، وقد تسبب في إيقاع كثير من المصائب في تاريخ الإسلام ، مؤكدًا أن من أول مظاهر تعطيل التجديد السمع والطاعة للبشر ، فهي طاعة لله فقط.
وفي كلمته أكد أ.د/ أحمد تميم مفتي أوكرانيا أن الأمن والأمان يكون في فهم مقاصد الشريعة الإسلامية ، فمنبع التطرف الجهل بالدين ، مشيرًا إلى أن الحملات العسكرية قد تقضي على الجماعات المسلحة إلا أنها لا تملك إنهاء الفكر المتطرف الذي أسس على الإرهاب الفكري من خلال التشكيك في العقيدة والدين ، والقضاء على الإرهاب ومكافحته يتطلب استراتيجية عقائدية صحيحة بعيدة عن الطعن في أهل السنة والجماعة .
وفي كلمته كشف فضيلة أ.د / إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر عن ما لمسه من واقع الخطاب الديني اليوم بأوجهه الثلاثة – خطاب منغلق جدًّا يدعو إلي تفسيق وتبديع المجتمع وإعادتنا لفكر الخوارج الذين كفروا الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ، وخطاب الانحراف أو الانفلات فإما أن ينحرف بالنصوص خدمة للأهواء أو ينفلت بمحو قداسة النص الإلهي ، وخطاب وسطي يجمع بين العقل والنص ويراعي الزمان والمكان وهو ما ينبغي أن يسود المجتمع المسلم ويفعل دوره لينحسر خطاب الانفلات والانغلاق والانحراف .
كما أوضح فضيلته أن منطلقات الحل لتفكيك الفكر المتطرف تكمن في أمور أهمها :
أولا – فهم النصوص الشرعية في ضوء تحقيق مصالح البلاد والعباد .
ثانيا – ضرورة التجديد لاتساع الكون في زمن تجاوز البشر فيه كوكب الأرض إلي كواكب أخرى ، فقد اختلف الفقهاء وما اقتتلوا وما خطأ أحد منهم أحد .
وفي كلمته أكد أ. د/ السيد محمد الديب أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر أن تجديد الخطاب الديني لا يعني تنحية القرآن والسنة ، ولن يتجدد الفكر الديني في يوم وليلة ، فيوصي بعضنا بعضًا بالصبر ولا نتعجل نتائج التجديد ، ونحتاج إلى عقل وفكر الشباب ، موضحًا أنه يجب العمل على حماية الإسلام مما يسيئ إليه ويشوه شخصية المسلم ، فليس من المقبول أن يؤخذ التراث بالجملة أو يطرح بالجملة ، فهذا الميراث يحتاج إلى تكاتف الجهود وبيان وجه الحق والصواب في كبريات القضايا مثل العلاقة بين العلم والدين ، وفقه الأولويات ، وعلم الأجنة ، والاستنساخ ، والتركيز على القضايا ذات الأهمية الكبرى للحرص على الوقت ، كما يجب أن يتسلح المسلمون بالعلم والمعارف العصرية والمتنوعة.