في اليوم الرابع لملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) أ.د/ عبد الشافي الشيخ: بلوغ رمضان دليل على محبة الله لعباده الصائمين وأعظم ما نتعلمه عن أحكام الصيام هو تعظيم أمر النية فبها يقبل العمل أو يرد أ.د/ على عبدالوهاب مطاوع: جعل الله الصيام والقيام وتلاوة القرآن وفعل الخيرات تكفيرًا للسيئات ورفعة للدرجات فالسعيد من استثمر رمضان
في اليوم الرابع لملتقى الفكر
بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)
أ.د/ عبد الشافي الشيخ:
بلوغ رمضان دليل على محبة الله لعباده الصائمين
وأعظم ما نتعلمه عن أحكام الصيام هو تعظيم أمر النية فبها يقبل العمل أو يرد
أ.د/ على عبدالوهاب مطاوع:
جعل الله الصيام والقيام وتلاوة القرآن وفعل الخيرات تكفيرًا للسيئات ورفعة للدرجات
فالسعيد من استثمر رمضان
في إطار نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أقيم مساء الجمعة 15/ 3/ 2024م ملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، تحت عنوان: “الأحكام الفقهية المتعلقة بالصيام”، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية يوميًّا عقب صلاة التراويح، حاضر فيه أ.د/ على عبدالوهاب مطاوع أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر(متحدثًا)، وأ.د/ عبد الشافي أحمد علي الشيخ أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة (متحدثًا)، والقارئ الشيخ/ عبد الفتاح الطاروطي (قارئًا)، والشيخ/ محمد عبد الرؤوف السوهاجي مبتهلًا، وبحضور الدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور/ محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور/ أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة والإرشاد، والدكتور/ أسامة فخري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، والأستاذ/ أحمد عطية صالح رئيس تحرير صحيفة اللواء الإسلامي، والدكتور/ خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي الأستاذ/ حسن الشاذلي.
وفي كلمته أكد أ.د/ عبد الشافي أحمد الشيخ أن الله تبارك وتعالى فرض الفرائض والعبادات المتنوعة، لكنه اختص منها عبادة الصيام، حيث يقول رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ”، وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم): بعظيم جزاء الصوم في الآخرة، حيث يقول:” إنَّ في الجنةِ بابًا يقالُ له : الريَّانُ يقالُ يومَ القيامةِ : أين الصَّائمون ؟ هل لكم إلى الريَّانِ ؟ من دخلَهُ لم يظمأْ أبدًا فإذا دخلوا أغلِقَ عليهم ، فلم يدخلْ فيه أحدٌ غيرُهم”، مضيفًا أن من محبة الله لنا أن من علينا بأن بلغنا رمضان ووفقنا فيه للصيام والقيام، مبينا أن أعظم أحكام الصيام تبييت النية من الليل، فلا صيام بدون نية، فهي التي تميز بين العادة والعبادة، وبها يقبل العمل أو يرد، وهي التي تحدد مدى إخلاص العبد في عبادته لله (عز وجل)، فالله غني ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم، حيث يقول (جل وعلا) فيما رواه رسوله (صلى الله عليه وسلم): “أنا أغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ ، مَنْ عمِلَ عملًا أشركَ فيه معِيَ تركتُهُ وشِركَهُ”، فالأعمال مهما كانت صغيرة يقبلها الله (عز وجل) إذا كانت خالصة لوجهه الكريم وموافقة لهدي رسوله الأمين، وأن العبادة ليست مجرد طقوس وشعائر تقام ، ولكن لابد لهذه العبادات من أثر في سلوك الإنسان من التقوى والإخلاص والخضوع والاستسلام للمولى (سبحانه وتعالى) واتباع أوامره.
وفي كلمته أكد أ.د/ على عبدالوهاب مطاوع أن شهر رمضان منحة ربانية لعباده المؤمنين، وقد فرض الله (عز وجل) الصيام فيه لمنفعتهم في الدنيا والآخرة، يقول الله (عز وجل): ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، مبينًا أن النداء للمؤمنين تشريف للصائمين الذين امتثلوا لأمر خالقهم، وقد جعل الله صيامهم وقيامهم وتلاوتهم للقرآن وفعلهم للخيرات تكفيرًا لسيئاتهم ورفعة لدرجاتهم، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): ” مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، ويقول: ” مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، ويقول الله عز وجل: ” وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى”، مضيفًا أن من أهم الأخلاق التي نتعلمها من رمضان أن نحسن إلى الفقراء والمساكين، والتكافل فيما بيننا، كما أكد أن من أهم الدروس التي نتعلمها من رمضان أنه شهر يتساوى فيه كل المؤمنين، يصومون في ميقات واحد ، ويتضرعون إلى رب واحد، ويتسامحون فيما بينهم، فيشعر الغني بحرمان الفقير طول العام عندما يشعر بالجوع والعطش في شهر رمضان، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به”، فلابد من تحسس الفقراء وإغنائهم وإعانتهم في هذا الشهر الكريم.
#وعي