خلال اليوم الثالث لدورة المكون الشرعي واللغوي للدفعة الثامنة بأكاديمية الأوقاف الدولية أ.د/ أحمد ربيع أحمد يوسف: حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف أ.د / أحمد حسين محمد إبراهيم: الدعوة بالقدوة والحال أبين وأجل وأوضح وأكثر تأثيرًا من الدعوة بالمقال
خلال اليوم الثالث لدورة المكون الشرعي واللغوي للدفعة الثامنة بأكاديمية الأوقاف الدولية
أ.د/ أحمد ربيع أحمد يوسف:
حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف
أ.د / أحمد حسين محمد إبراهيم:
الدعوة بالقدوة والحال أبين وأجل وأوضح وأكثر تأثيرًا من الدعوة بالمقال
في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بأبنائها لتنمية الجوانب العلمية لديهم، وشيوع روح التنافس الكريم بينهم والسعي الدءوب لمواكبة مستجدات العصر، واستمرارًا لخطة وزارة الأوقاف في التدريب والتأهيل، وفي إطار الجهود المبذولة من الوزارة للإعداد المتميز للأئمة والواعظات وصقلهم بمختلف المعارف والعلوم، استمرت اليوم الثلاثاء الموافق ٦/ ٢/ ٢٠٢٤م بأكاديمية الأوقاف الدولية المكونات العلمية والتثقيفية (الشرعية) للدفعة الثامنة من الدورة المتكاملة، بمحاضرة أ.د/ أحمد ربيع أحمد يوسف أستاذ وعميد كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، بعنوان: ” الكليات الست”، وأ.د/ أحمد حسين محمد إبراهيم عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة بعنوان: “أساليب التواصل الدعوي في السنة المشرفة”، وذلك لعدد (68) إمامًا وواعظة من الدفعة الثامنة في الدورة المتكاملة، وقدم للمحاضرتين الدكتور/ أشرف فهمي مدير عام التدريب.
وخلال محاضرته أوضح أ.د/ أحمد ربيع أحمد يوسف أن الحفاظ على الوطن لا يقل أهمية عما ذكره العلماء من “الكليات” الأخرى إذ لا يوجد وطني شريف لا يكون على استعداد أن يفتدي وطنه بنفسه وماله، وأن الوطن ليس حفنة تراب كما تزعم الجماعات المتطرفة ، وأن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف، فهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول مخاطبًا مكة المكرمة: “والله إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله ، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إلى الله، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ؛ ما خَرَجْتُ” , ولما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة واتخذها وطنًا له ولأصحابه الكرام لم ينس (صلى الله عليه وسلم) وطنه الذي نشأ فيه ولا وطنه الذي استقر فيه ، فالوطن ليس مجرد أرض نسكن فيها ، إنما هو كيان عظيم يتملكنا ويسكن فينا ، ففي السياق والمناخ الفكري الصحي لا يحتاج الثابت الراسخ إلى دليل, لكن اختطاف الجماعات المتطرفة للخطاب الديني واحتكارها له ولتفسيراته جعل ما هو في حكم المسلمات محتاجًا إلى التدليل والتأصيل , وكأنه لم يكن أصلا ثابتًا , فمشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدل أو التشكيك , بل هو أصل راسخ لا غنى عنه في واقعنا المعاصر ، ومصالح الأوطان والحفاظ عليها من صميم مقاصد الأديان .
موضحًا أن الأديان والشرائع جميعاً تتفق على ثلاثة أصول وهي: الإيمان، والعبادة، والأخلاق ، وأن الدين ضرورة من ضروريات الحياة على المستوى الاجتماعي والنفسي والفقهي، وأن الإسلام أمر بالدفاع عن الأوطان وهو أول من أقام مبادئ المواطنة بدون إسالة الدماء من خلال وثيقة المدينة، كما عُنيَ بالمحافظة على الإنسان جسدًا وروحًا، ونهى عن أكل أموال الناس .
وخلال محاضرته أكد أ.د / أحمد حسين محمد ابراهيم أن التواصل ضرورة من ضروريات العصر، وأن وسائل التواصل متعددة منها التواصل الذاتي، و لشخصي ، والجمعي ، والجماهيري، مؤكدًا على أهمية دور الأئمة في معالجة الكثير من الأفكار المغلوطة والفتاوى المتشددة التي تهدد مستقبل الأجيال، موضحًا أن كتاب “مهارات التواصل فى السنة النبوية” الذي أصدرته وزارة الأوقاف يوضح أهم وسائل وأساليب التواصل في السنة النبوية المشرفة، ويبرز بعض الجوانب الإنسانية في حياة رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ويبين أن الدعوة بالقدوة والحال أبين وأجل وأوضح وأكثر تأثيرًا من الدعوة بالمقال، فحال رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل في رجل، وأن رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة على أكمل وجه بذل وسعه في سبيل البلاغ المبين، مستخدمًا سائر مهارات وأساليب ووسائل التواصل الدعوي والإنساني في أرقى صورها، ويبين ضرورة الاقتداء بنبينا (صلى الله عليه وسلم) في ذلك، وأن نتسلح بكل مهارات التواصل الحديثة والعصرية في سبيل أداء مهامنا الإصلاحية والدعوية المستنيرة، وأن يكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، ميسرين لا معسرين ولا منفرين.