*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

ندوة هامة بمعرض الكتاب بالتعاون بين الأوقاف والشباب والرياضة بعنوان :آداب الاستئذان الشيخ/ محمد طه رمضان : الاستئذان قيمة حضارية حثّ عليها الدين الحنيف الشيخ / مؤمن إبراهيم فهمي: الاستئذان من الآداب الإسلامية الراقية

ندوة هامة بمعرض الكتاب بالتعاون بين الأوقاف والشباب والرياضة
بعنوان :آداب الاستئذان
الشيخ/ محمد طه رمضان :
الاستئذان قيمة حضارية حثّ عليها الدين الحنيف
الشيخ / مؤمن إبراهيم فهمي:
الاستئذان من الآداب الإسلامية الراقية
***********************************

في إطار دور وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي الصحيح ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، ومن خلال التعاون مع وزارة الشباب والرياضة ، تستمر وزارة الأوقاف فعالياتها اليوم الثلاثاء ٣۰/ ١/ ٢۰٢٤م بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين من خلال المشاركة في ندوة: ” آداب الاستئذان” ، وذلك بحضور الشيخ/ محمد طه رمضان إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، والشيخ/ مؤمن فهمي إمام وخطيب مسجد سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه .
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمد طه رمضان أننا في حاجة ماسة إلى نشر ثقافة الاستئذان في كل مناحي الحياة، وتثقيف الجميع بهذه الثقافة الإسلامية الرشيدة.
كما نبه على أن الإسلام أوجب على أتباعه مراعاة حرمات الآخرين، في النفس، والعرض، والمال، وحرَّم تتبع عورات الناس؛ حفظًا للأفراد والمجتمع والأعراض؛ لذلك أوجب الله- تعالى- الاستئذان عند دخول بيوت الآخرين، وحرَّم دخولها إذا لم يكن فيها أحد، وأوجب الرجوع إذا لم يؤذن للداخل، وأكد أنه لا حرج من دخول الأماكن غير المسكونة مثل: الأسواق، قال تعالى : ” لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ”، شريطة مراعاة نظمها ولوائحها، مشيرًا إلى أن هناك ثلاث مراحل للاستئذان، وهي: الاستئناس أي اختيار الوقت المناسب – وإلقاء التحية والسلام – والاستئذان، مبينا أنه يجب الابتعاد عن باب البيت، بحيث يقف عن يمينه أو شماله، ولا يسلط نظره عليه؛ حتى لا تقع عينه على شيء في الدار، وأن يترك لهم فرصةَ الاستِعداد لاستِقباله، فلا يطرق الباب ويدخل؛ وإنما يتريَّث حتى يَسمَع الإذن له بالدخول وإلا فليرجع فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ (رضي الله عنه) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الأَيْمَنِ أَوِ الأَيْسَرِ، وَيَقُولُ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ»،ويحرم نظر الشخص في بيت غيره إلا بإذنه، ويجب عليه إلقاء السلام والبشاشة عند الدخول وعند الانصراف، ويُسَلّمُ الصغيرُ على الكبيرِ، والماشي على القاعِد، والراكبُ على الماشي، والقليلُ على الكثيرِ، ويلزم الاستئذان عند الخروج كما علمنا النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) .
وفي كلمته أكد الشيخ / مؤمن إبراهيم فهمي أن الاستئذان من مكارم الأخلاق السامية ، وأدب من آداب الإسلام الراقية ، ولايتصف به إلا النبلاء الشرفاء ، وأن اختيار الأوقات المناسبة للزيارة من الآداب السامية والأخلاق الراقية التي أمرنا بها الإسلام، مشيرًا إلى أن هناك أوقاتاً لا يُحب الناس أن يستأذن عليهم أحد فيها؛ كالوقت المتأخر من الليل، أو الصباح الباكر جدا، أو عند الظهيرة، وقد قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْض” مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) علَّمنا كيفيةَ الاستئذان وصيغته، فعَنْ رِبْعِيِّ بنِ عَامِرٍ (رضي الله عنه) أنَّ رجلاً اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) وَهُوَ فِي بَيْتِه، فَقَالَ أَأَلِجُ؟! فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) لِخَادِمِهِ: ” اخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الاِسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ: قُلِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ” . فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) فَدَخَلَ”. فالسُّنة تقديم السلام قبل الاستئذان، مؤكدًا أن من آداب الاستئذان: غض البصر ، وعدم استقبال الباب، فيقف المستأذِن عن يمين الباب أو شماله؛ حتى لا يقع بصره على موضعٍ لا يحل له النظر إليه، أو على شيء يكره صاحب المنزل لأحدٍ رؤيته، موضحًا بأنه يحرم نظر الرجل في بيت غيره إلاَّ بإذنه؛ لأنَّ الاستئذان لم يُشرع إلاَّ من أجل البصر؛ كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّمَا جُعِلَ الاِسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ”، مؤكدًا أن مفهوم الاستئذان مفهوم شامل في جميع مناحي الحياة .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى