خلال اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد الإحسان بالشروق بالقاهرة الدكتور/ على الله الجمال: إتقان العمل و الإخلاص فيه يسهم في تحسين حياة الفرد وتقدم المجتمع الشيخ/ محمود الأبيدي: إتقان العمل وسيلة من وسائل تقدم الأمم ورقيها *******
خلال اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد الإحسان بالشروق بالقاهرة
الدكتور/ على الله الجمال:
إتقان العمل و الإخلاص فيه يسهم في تحسين حياة الفرد وتقدم المجتمع
الشيخ/ محمود الأبيدي:
إتقان العمل وسيلة من وسائل تقدم الأمم ورقيها
*******
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد الإحسان بالشروق بمحافظة القاهرة اليوم الاثنين 20/ 11/ 2023م بعنوان: “إتقان العمل واجب ديني ووطني”، حاضر فيه الدكتور/ على الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، والشيخ/محمود الأبيدي إمام وخطيب مسجد السيدة فاطمة الزهراء بمدينة نصر، وبحضور الشيخ/ أسامة محمود جبريل مدير إدارة أوقاف الشروق وبدر، والشيخ/ علاء مطاوع المفتش بالإدارة، والشيخ/إبراهيم عبد الله رضوان مسئول الدعوة الإلكترونية، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور/ على الله الجمال أن الإتقان هو ثمرة من ثمار الإحسان، ويُعد إتقان العمل أحد سمات الشريعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الإتقان عمل يُتعبد به لله تعالى، ويتقرب به إليه يقول سبحانه: “وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، ويقول (سبحانه): “وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ”، والإتقان يكون في جميع الأعمال، كما يكون الإتقان أيضًا في المعاملات، ولا يمكن أن نختزل الإتقان في جانب بعينه، فالأصل أن يستثمر كل إنسان طاقته في إنجاز الأعمال المسندة إليه، والإتقان يكون في كل شيء في حياة الإنسان، كما يكون الإتقان كذلك في الفنون، وفي العلوم، وفي بناء الأجيال، ليكونوا أداة حقيقية في بناء الأمم، مختتما حديثه بأن الإتقان يستدعي الإتمام، والإحكام، والجودة، والقوة، والضبط، والإبداع، والابتكار، والتميز، وهو إتمام الشيء في حكمة ودقة، وضبط حتى يخرج في أحسن صورة، والأمم التي تريد تميزًا وتريد أن تتقدم وترتقي هي التي يتحلى أبناؤها بالإخلاص والإتقان.
وفي كلمته أكد الشيخ/محمود الأبيدي أن الإسلام يَعتبرُ إتقان العمل وسيلة من وسائل المسلم للرزق الحلال، بل هو عبادة خالصة؛ فالدين الإسلامي يدعو المسلم إلى العمل والانطلاق، وعدم الفتور والكسل، كما بين أن على المسلم أن يكون إنسانا إيجابيا ينطلق في هذه الدنيا نشيطا طالبا الرزق من الله (عز وجل)، وأن يستشعر المسلم مُراقبة الله تعالى في كل خطوة يخطوها في عمله، وأن يُؤدي العمل الذي بين يديه على أتمّ وجه وأحسن حال، قال (سبحانه): “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”، كما بين أن إتقان العمل يحقق نجاح المجتمع ويعزز قوته في مُواجهة الأعداء، مختتما حديثه بأن القرآن الكريم يحمل دعوة صريحة للعمل الذي تتحقق به عمارة الكون ومصالح البلاد والعباد والخير للدنيا وما فيها، حيث يقول الحق (سبحانه): “هُوَ الذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِليْهِ النُّشُورُ”، و السنة النبوية زاخرة بالدعوة إلى العمل وإتقانه والجدِّ فيه، باعتباره شرفًا يحفظ للإنسان كرامته، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ”.